في حوار مميز مع شبكة هلا كندا الإعلامية، استضاف رئيس التحرير والإعلامي هيثم حمد على راديو هلا كندا السيدة ماريت ستايلز، عضو البرلمان الإقليمي عن دائرة دافنبورت وزعيمة المعارضة الرسمية في الهيئة التشريعية لأونتاريو، لتقديم رؤيتها حول قضايا تهم المجتمعات العربية والإسلامية في المقاطعة.
التعريف والرؤية السياسية
قدمت السيدة ستايلز نفسها كمناصرة قوية في ساحة السياسة، حيث أوضحت: أنها عضو في البرلمان الإقليمي عن دائرة دافنبورت، وكانت زعيمة الحزب الديمقراطي الجديد NDP في أونتاريو خلال العامين الماضيين. وتم انتخابها لأول مرة في الهيئة التشريعية عام 2018، والآن تتولى دور زعيمة المعارضة الرسمية. وتآمل بالفوز في هذه الانتخابات وأن تصبح حاكمة مقاطعة أونتاريو المقبلة. حيث تعكس هذه الكلمات عزمها وإيمانها بالتغيير الذي يحتاجه الشعب، كما تُبرز روح حملتها التي أطلقت عليها اسم “المحاربة السعيدة”.
حماية المجتمعات الإسلامية والعربية
في ظل الارتفاع المقلق في حوادث الكراهية ضد المسلمين، تناولت ستايلز هذا الموضوع بتفصيل، مشيرة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة: وقالت:
“خلال تنقلي عبر أونتاريو والتحدث مع أعضاء المجتمع، لا شك أن الناس يشعرون بارتفاع حوادث الهجمات المعادية للإسلام، فضلاً عن موجة الإسلاموفوبيا والعنصرية المعادية للفلسطينيين. ومن هنا نفخر في حزبنا بتعاوننا مع المجتمع الإسلامي لإدخال وتطوير تشريع ‘قانون عائلة لندن’ الذي يكافح الإسلاموفوبيا بجميع جوانبها.”
وأضافت بأن التعديلات التي شملها القانون لمكافحة العنصرية كانت خطوة مهمة نحو دعم وتمثيل هذه الفئات في الهيئة التشريعية، مستشهدة بجهود عضوتها دوللي بيك من سكاربورو الجنوبية الغربية.
دعم التمويل الحلال والشمول المالي
تناولت ستايلز قضية التمويل الحلال التي تواجه الكثير من المسلمين في أونتاريو، حيث أوضحت أن غياب خيارات التمويل الحلال يضع العديد أمام خيار صعب بين معتقداتهم الدينية والأمن الاقتصادي. وأوضحت قائلة: “الحزب الديمقراطي الجديد NDP في أونتاريو ملتزم بتحسين الشمول الاقتصادي، وهذا يشمل الاعتراف بأهمية التمويل الحلال. لقد عقدت اجتماعًا مهمًا مع الرئيس التنفيذي لمؤسسة منزل محمد شواف ومع كاثرين فايف، ونعمل على دعم خيارات التمويل الحلال ورفع مستوى الشمول المالي للمجتمعات.”
كما أكدت دعمها لدفع الاتحاد الائتماني الإسلامي في كندا، معتبرة ذلك أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق التكافل الاقتصادي بين أفراد المجتمع.
أزمة السكن والمنازل الميسورة التكلفة
انتقدت ستايلز السياسات التي اتبعتها حكومة دوغ فورد والمحافظون، مشيرة إلى أن الوضع الحالي للسكن في أونتاريو بات أكثر تكلفة من أي وقت مضى وقالت :”بعد سبع سنوات من حكومة دوغ فورد، لم يكن السكن في أونتاريو أكثر تكلفة مما هو عليه اليوم. لدينا خطة لجعل المزيد من الناس يتمكنون من الحصول على منازل ميسورة التكلفة، تتضمن تحديد زيادات الإيجار وبناء 60 ألف وحدة سكنية، إضافة إلى أنواع مختلفة من الإسكان مثل المباني الرباعية ومتعددة الوحدات.” وأشارت بفخر إلى خطة “هومز أونتاريو” التي تهدف لإعادة المقاطعة إلى مسار بناء المنازل الميسورة التكلفة على المدى الطويل، مضيفة أنها، بصفتها والدة لامرأتين، تشعر بقلق بالغ تجاه مستقبل الأجيال القادمة.
تحسين الرعاية الصحية
ناقشت السيدة ستايلز التحديات التي يواجهها نظام الرعاية الصحية في أونتاريو، مؤكدًة على ضرورة توفير رعاية صحية متاحة وكفء ثقافيًا للجميع:
“لدينا خطة لتوظيف آلاف الأطباء لضمان حصول كل مواطن على الرعاية الصحية التي يحتاجها في الوقت والمكان المناسبين. وسنعمل على تقليل الإجراءات البيروقراطية ودعم التنوع اللغوي والثقافي بين الأطباء، بحيث يشعر الجميع بالراحة والدعم.” وقدمت تحية خاصة لعضوتنا في البرلمان الإقليمي دوللي بيكهم من سكاربورو، التي ساهمت بجد في تقديم تشريع يزيل العقبات أمام العاملين في القطاع الصحي.
مواجهة أزمة الضرائب وارتفاع تكاليف المعيشة
في حديثها عن العبء المالي الذي يعاني منه المواطنون، شددت ستايلز على ضرورة تحقيق العدالة في فرض الضرائب، مشيرة إلى أنه يجب أن يكون الأثرياء فقط من يدفعون نسبة أعلى وقالت: “الحياة أصبحت مكلفة جدًا لكثير من الناس، ويجب أن نتأكد من معاملة المواطنين ذوي الدخل المنخفض والمتوسط بعدالة. وقد أعلنّا مؤخرًا عن برنامج استرداد نقدي للبقالة، حيث يمكن لعائلة مكونة من أربعة أفراد الحصول على 122 دولارًا شهريًا، مما يساعدهم في تغطية نفقات الطعام.”
كما أنها شددت على مواجهة عمالقة تجارة البقالة لمنع استغلال الارتفاع المفرط في الأسعار.
دعم المشروعات الصغيرة
أوضح الحوار أن المشروعات الصغيرة تشكل العمود الفقري لاقتصاد أونتاريو، لكنها تعاني من تكاليف تشغيل مرتفعة وتعقيدات بيروقراطية. فردّت ستايلز:
“لقد كان الوباء صعبًا جدًا على الشركات الصغيرة، ونحن نعمل على سياسات تقلل من عبء الإيجار وتعقيدات الإجراءات الحكومية. سنطلق مبادرة ‘أونتاريو، من أونتاريو’ لضمان أن 33% من عقود الحكومة تذهب لصالح هذه الشركات، بالإضافة إلى دعمها لاستمرارية العمل في ظل التحديات الحالية.”
وأشارت إلى تأثير ما تسميه “وباء الصدى” على الصحة النفسية والإدمان لدى أصحاب هذه المشاريع.
تعزيز الأمان وحماية الأماكن العامة
تطرقت ستايلز أيضًا إلى ارتفاع معدلات الجرائم التي تؤثر على الشركات الصغيرة وسلامة المواطنين، معبرة عن قلقها من زيادة سرقة السيارات واعتداءات السطو على المحلات واشارت قائلة: “لقد شهدنا زيادة كبيرة في سرقة السيارات، وهذا يؤثر بشكل مباشر على أصحاب الأعمال والشعور العام بالأمان. سنعمل على اتخاذ إجراءات قوية خاصة على الحدود لتخفيف هذه الظاهرة، بالإضافة إلى إعادة توزيع بعض المسؤوليات من البلديات إلى المقاطعة لتعزيز برامج دعم الشباب والمجتمعات.”
كما أكدت على أهمية زيادة الحماية للمساجد وأماكن العبادة، لضمان شعور الجميع بالأمان في مواقع عبادتهم.
التصدي للتعريفات الجمركية وحماية الاقتصاد المحلي
اختتمت ستايلز الحوار بمناقشة التهديدات الاقتصادية الناجمة عن فرض تعريفات جمركية على الصلب والألمنيوم من قبل دونالد ترامب. وصرحت قائلة
“أنا أتعامل مع هذه التهديدات بجدية، وأعتقد أننا بحاجة إلى نهج قوي وموحد ‘فريق كندا’ لمواجهة هذه التعريفات. إذا أصبحت حاكم المقاطعة، سأقاتل من أجل كل وظيفة وكل عامل، وسأدافع عن أونتاريو ضد هذه السياسات التي تزيد من معاناة الناس.”
كما انتقدت الحكومة الحالية التي تراها ضعيفة في مواجهة هذه التهديدات، مشيرة إلى دعم دوغ فورد الشديد لترامب والذي لا يمثل نموذجًا يُحتذى به.
اختتمت السيدة ستايلز اللقاء بشكرها لشبكة هلا كندا الإعلامية وللمجتمعات العربية والإسلامية في أونتاريو على منحها الفرصة للتعبير عن رؤيتها وخططها الشاملة.
حيث جاء حديثها دليلاً على التزامها العميق بتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية وتحسين حياة المواطنين في المقاطعة. وفي كلمتها الأخيرة، أكدت:
“شكرًا جزيلًا لكم. نحن نقدر وقتكم والتزامكم تجاه شعب أونتاريو، ونتطلع إلى مواصلة الحوار والعمل معًا لبناء مستقبل أفضل للجميع.”
بهذا يظل اللقاء مرجعًا هامًا لرؤية سياسية جريئة تسعى إلى معالجة التحديات الراهنة بكل شفافية وعزم، مما يفتح آفاقًا جديدة للنقاش والحراك في أونتاريو. هلا كندا