أعلن بنك كندا (المصرف المركزي) صباح اليوم إبقاءَه معدل الفائدة الأساسي عند مستواه البالغ 5%، مضيفاً أنه بدأ مناقشة متى سيبدأ بخفض سعر الفائدة.
وهذه المرة الرابعة على التوالي التي يختار فيها بنك كندا إبقاء هذا المؤشر المرجعي ثابتاً.
ولم يفاجئ قرار بنك كندا المتابعين من أهل الاختصاص، فخبراء الاقتصاد كانوا قد توقعوا، بإجماع شبه تام، أن يحافظ المصرف المركزي على الوضع الراهن الذي اختاره منذ أيلول (سبتمبر) الماضي.
يُذكر في هذا الصدد أنّ بنك كندا أبقى معدل الفائدة الأساسي، الذي يمثّل سعر الفائدة لليلة واحدة بين المصارف، عند المستوى نفسه في 6 كانون الأول (ديسمبر)، وقبل ذلك في 25 تشرين الأول (أكتوبر)، وقبله في 6 أيلول (سبتمبر)، بعد أن رفعه في 12 تموز (يوليو) 2023 ربع نقطة مئوية إلى 5%.
ووفقاً لملاحظات مُعَدّة مُسبقاً، قال حاكم بنك كندا، تيف ماكلِم، إنّ المناقشات داخل المصرف المركزي لم تعد تدور حول ما إذا كان معدل الفائدة الأساسي الحالي مرتفعاً بما يكفي، بل حول المدة الضرورية للحفاظ عليه عند هذا المستوى، وهذا ما كان خبراء الاقتصاد ينتظرونه.
وكما في المرات السابقة، واصل ماكلِم التأكيد على أنّ بنك كندا لا يستثني احتمال زيادة أسعار الفائدة إذا ما استوجب معدل التضخم ذلك.
فالمصرف المركزي يشعر بالقلق إزاء المخاطر المحيطة بتوقعات التضخم، ومن بينها ما يتصل بالتضخم الأساسي.
وتوقع المصرف في بيانه الصحفي أن يظل معدل التضخم قريباً من 3% في النصف الأول من عام 2024، وأن ينخفض تدريجياً بعد ذلك ليصل إلى هدفه البالغ 2% في عام 2025.
’’على الرغم منّ أن تباطؤ الطلب يخفف من الضغوط على أسعار عدد متزايد من مكونات مؤشر أسعار المستهلك وأنّ ممارسات التسعير في الشركات تواصل العودة إلى طبيعتها، فإنّ مقاييس التضخم الأساسي لا تظهر أيّ علامات انخفاض دائم‘‘، قال بنك كندا اليوم في توقعاته.
وعلى مستوى الاقتصاد الكلي، أشار بنك كندا إلى أنّ الاقتصاد الكندي يعاني ركوداً منذ منتصف عام 2023 وأنّ ’’النمو سيظل على الأرجح قريباً من الصفر في الربع الأول من عام 2024‘‘.
’’خفّض المستهلكون نفقاتهم في رد فعل على الزيادات في الأسعار وفي أسعار الفائدة، وسجلت الاستثمارات في الأعمال التجارية انكماشاً‘‘، أضاف البنك.
لكن، ’’من المتوقع أن يُستأنف النمو الاقتصادي تدريجياً في منتصف عام 2024 تقريباً‘‘.
من المتوقع أن يتعزز الإنفاق الأُسري في النصف الثاني من العام الحالي، فيما يُتوقَّع أن تستفيد الصادرات واستثمارات الأعمال من انتعاش الطلب الأجنبي.
نقلا عن بنك كندا
نقلاً عن موقع راديو كندا،