تركت تعليقات رئيس الوزراء فرانسوا لوغو التي أصدرها الأسبوع الماضي والتي قال فيها بأن “أحداً لم يجد نفسه يسكن في الشارع في الأول من تموز/يوليو”، الكثير من الناس في حيرة من أمرهم.
حيث احتجت مجموعات حقوق المستأجرين على انفصال لوغو الواضح عن أزمة السكن في كيبيك التي تركت ما يقرب من 100 أسرة في مونتريال تبحث عن مكان للعيش في يوم Moving Day.
اعتبر الجميع كلمات رئيس الوزراء بأنها سيئة الاختيار بشكل خاص، لا سيما أنها جاءت في وقت أظهر فيه تقرير من مؤشر الإسكان نُشر في نفس يوم المؤتمر الصحفي أن متوسط الإيجار في كيبيك ارتفع بنسبة 14٪ بين عامي 2016 و 2021.
أوضح لوغو أنه لم يقصد أن الحكومة ستعثر على سكن دائم للجميع، لكنها ستلجأ إلى حلول الإسكان المؤقت، مثل استخدام الفنادق لإيواء الأشخاص الذين يعانون من التشرد كما فعلت في الأول من يوليو/تموز الماضي، وأضاف أن الجميع متفق على وجود نقص في المساكن، وأن حكومته ستعمل على تقليل التأخيرات في بناء المساكن.
صحيح أن المنتقدين قد يوجهون أعينهم إلى رئيس الوزراء الذي يبدو أنه غير مطلع ومستعد للإدلاء سيئة للغاية، فإن تاريخه في التعافي من تصريحاته المرتجلة والبقاء سالماً سياسياً يستحق الدراسة.
يمكن القول أن سكان كيبيك يحبون رئيس الوزراء بغض النظر عن مدى تعثره على نفسه، حيث يستخدم لوغو طريقة مجربة وصحيحة في إدارة الأزمات السياسية، لا سيما إعادة الصياغة وتغيير المنظور حول قضية ما لاستعادة السيطرة على الرسائل العامة.
وصلت نسبة الموافقة على رئيس الوزراء إلى 77٪ في يونيو/حزيران 2020 بعد ثلاثة أشهر من انتشار الوباء، وحتى الآن لم تنخفض أبداً إلى أقل من 43٪ التي وصل إليها في سبتمبر/أيلول 2022.
في بداية هذا الشهر عندما دخل قانون اللغة المثير للجدل التابع لحكومة (CAQ) حيز التنفيذ شهد لوغو انخفاضاً طفيفاً في معدل الموافقة إلى 48٪ من 55٪ في آذار/مارس.
يقول البعض أن قدرة رئيس الوزراء على الاحتفاظ بتقييمات الموافقة التي تحوم في الغالب حول علامة 50٪ بعد الاستمتاع بما يقرب من خمس سنوات في السلطة ليس بالأمر الهين.
ساهمت الشخصية العامة التي صقلها لوغو في المؤتمرات الصحفية اليومية خلال الموجات الأولى من وباء COVID-19 في فوزه الساحق في محاولته لإعادة انتخابه في عام 2022، وهو الفوز الذي عزز CAQ كقوة قومية، حيث أعطته تلك المؤتمرات منبراً لإظهار تعاطفه مع زملائه من سكان كيبيك حين وصلت المقاطعة إلى طريق مسدود.