أطلقت مجموعة من الأكاديميين الكنديين من أصول فلسطينية وعربية مبادرة لمساعدة طلاب من غزة للتسجيل في الجامعات الكندية.
وتتكون المجموعة من أساتذة متطوّعين من جامعات كندية متعدّدة مثل جامعة تورونتو وماكغيل في مونتريال وويسترن في لندن أونتاريو من اختصاصات مختلفة.
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، أوضح أيمن عويضة، الأستاذ المساعد في الطب النووي بجامعة شيربروك، أنّ هذه المبادرة ليست للجامعات بحدّ ذاتها وإنّما للأساتذة كأفراد.
ويقول أيمن عويضة إنّه بصفته أستاذ في الجامعة وبحكم تجربته كطالب في الدراسات الجامعية العليا، لاحظ أنّ معظم الطلبة في الجامعات الكندية هم طلبة دوليون يأتون من الخارج من بلدان مثل إيران، الصين ودول أخرى.
فُرص الدراسة في كندا موجودة دائماً، وفقاً له، لكنّ هناك نسبة قليلة من الطلبة تأتي من فلسطين بشكل عام ومن غزة بشكل خاص، ’’مع العلم أنّه كان هناك حصار على خروج الناس من غزة أصلا قبل أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.‘‘
جامعات هؤلاء الطلاب دُمّرت والكثير منهم يبحث عن فرص للدراسات العليا وهم متفوّقون.
نقلا عن أيمن عويضة، أستاذ مساعد في الطب النووي في جامعة شيربروك
ويضيف أنّ فكرة مساعدة الطلبة الفلسطينيين للتسجيل في الجامعات الكندية وُلدت منذ بدأ عمله كأستاذ جامعي في كندا. وتواصل مع مؤسسات جامعية في فلسطين لجلب طلاب من هناك.
ومع بداية الحرب تواصلت المجموعة مع محيط وزير الهجرة وطلبت منه إذا كان على استعداد لإخراج الطلبة من غزّة إذا كان لديهم قبول تسجيل في جامعات كندية. وكانت الإجابة أنّه على استعداد للمساعدة.
وأخذت المجموعة الموضوع على محمل الجدّ واقترح الموضوع على بعض الأساتذة الجامعيين من الجالية العربية في كندا.
وكان ردّ الفعل إيجابيا لمساعدة الطلبة من غزة، خاصة أولئك الذين ليس لهم أي أمل للخروج مثل الجنسية المزدوجة أو أهالي خارج فلسطين، مثلا.
’’يمكننا إعطاؤهم الأمل والفرصة في بدء حياة جديدة مبنية على التعليم الأكاديمي‘‘، كما قال.
ويشترط في الطلبة أن يكونوا حملين لشهادة البكالوريوس على الأقل. ويضيف هذا الأخير أنّ المبادرة موجّهة للطلبة المتفوقين.
معايير الاختيار عبر هذه المبادرة :
- يشترط ان يكون الخريج حاصلد على تقدير لا يقل عن جيد جدا في البكالوريوس او الماجستير.
- تُعطى الأولوية للخريجين الذي لم يمض على تخرجهم أكثرمن عامين من أخر درجة علمية.
- تُعطى الأولوية لمن لديهم خبرة بحثية أو خبرة تدريسية في التعليم الجامعي.
- تُعطى الأولوية لمن لديه مهارة القراءة والكتابة الأكاديمية في اللغة الانجليزية.
- تُعطى الأولوية لمن لديهم رغبة في العمل لدعم مؤسسات التعليم العالي في فلسطين.
- تُعطى الأولوية للخريجين المتواجدين الآن في قطاع غزة.
وحسب أيمن عويضة، يدرس الطلبة الفلسطينيون من قطاع غزة في الجامعة الإسلامية في غزة وجامعة الأزهر في غزة وجامعة الأقصى في غزّة وجامعات أخرى.
والشهادات التي يتحصّل عليها الطلبة الفلسطينيون معترف بها في الجامعات الكندية، كما قال.
وهذه المبادرة غير مرتبطة بالإجراءات الجديدة التي أعلنتها الحكومة الكندية لإصدار 1.000 تأشيرة إقامة مؤقتة مدّة صلاحيها ثلاث سنوات.
ويستفيد من هذا الإجراء أفراد العائلة الموسعة المقيمين في غزة للمواطن الكندي أوالمقيم الدائم في كندا. ويشمل مفهوم العائلة الموسعة الزوج أوالشريك، الأبناء مهما كان سنّهم، الأحفاد، الآباء، الجدّ والإخوة.
ويتعهّد المواطن الكندي أو المقيم الدائم بالتكفّل بالمستفيد لمدة عام واحد. ويمكن للمستفيد تقديم طلب عمل مفتوح أورخصة للدراسة عند وصوله إلى كندا.
تمكّننا من جمع حوالي خمسين ملفّأً لطلبة فلسطينيين متفوّقين من غزة يريدون الدراسة في كندا.
نقلا عن أيمن عويضة، أستاذ مساعد في الطب النووي في جامعة شيربروك
وفي حالة قبولهم، يستفيد الطلبة من منحة دراسية. وعلى الطالب أن يتكفّل شخصيا بتذكرة الطائرة ورسوم طلب القبول ورسوم تأشيرة الدراسة في كندا.
ويقول أيمن عويضة إنّ علاقة خاصة تربطه بغزة وهي مسقط رأس والديه. وله فيها ستة أعمام و سبع عمّات وخالات وأبنائهم.
هاجر أيمن عويضة إلى كندا وهو في سن الثامنة مع عائلته. وقبل ذلك، كانت السلطات الإسرائيلية قد أبعدت أباه من غزة.
واستقرت العائلة في هاليفاكس في مقاطعة نوفاسكوشا. وانتقلت بعد ذلك إلى لندن في أونتاريو حيث درس أيمن عويضة في جامعة ويسترن وحصل على شهادة البكالوريوس.
انتقل بعد ذلك إلى مونتريال وحصل على شهادة الدكتوراه في عام 2015 من جامعة ماكغيل. وأكمل دراسة ما بعد الدكتوراه في جامعة كولورادو في دينفر (الولايات المتحدة الأمريكية) في عام 2019.