يتم الاحتفال في أوكرانيا بعيد الميلاد في 7 كانون الثاني / يناير بحسب التقويم اليولياني نسبة إلى يوليوس قيصر. ولكن هذه السنة ستحتفل بعض العائلات الأوكرانية التي استقرت في مقاطعة ساسكاتشوان في وسط الغرب الكندي بهذا العيد مع الطوائف المسيحية الكاثوليكية الغربية التي تعايد الميلاد يوم 25 ديسمبر.
تحاول العائلات الأوكرانية التي فرت من الحرب في بلادها، الحفاظ على بعض تقاليد عيد الميلاد الخاصة بها، بينها إعداد الأطباق التقليدية التي تقدم على موائد العيد. وقد أكد العديد من الأوكرانيين الذين استقروا في عدد من المدن عبر البلاد بأنهم ’’يعيشون مشاعر متناقضة حلوة ومرة‘‘ في أول عيد الميلاد لهم بعيدا عن بلدهم الأم حيث تركوا فيه أهلا وخلانا.
وصلت ناتاليا سيميبورودا إلى مدينة ساسكتون في ساسكاتشوان مع عائلتها في شهر آذار / مارس الماضي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. وهي تقول إن حنينا يسكنها لذكرى الأعياد في بلدها الأم. ففي كندا لن تطهو عائلتها طبق الـ ’’كوتيا‘‘ الأساسي في عيد الميلاد المؤلف من الحبوب مع الصلصة الحلوة، ويقدمه المسيحيون الارثوذكس الشرقيون في أوكرانيا على موائدهم خلال موسم عيد الميلاد. تسترجع المتحدثة ذكريات العيد في أوكرانيا حيث كان الأطفال يركضون في كل الاتجاهات بألعابهم والحلويات والسكاكر ويشاركون في تذوق الأطباق الشهية على مائدة العيد في مقدمها الـ ’’Kutia‘. ’’يعود قلبي إلى هناك، ليعانق الأصدقاء والأحباب الذين لا زالوا يعيشون هناك ولا يزال الوضع صعبا‘‘، تنعي المتحدثة.
تأمل هذه الأخيرة في أن تستقر بشكل أفضل في ساسكاتون بحلول عيد الميلاد المقبل. تقول إنه بفضل التبرعات من المجتمع الكندي، هناك بالفعل شجرة عيد الميلاد التي تزين ركنا في شقتها.
’’عندما أقوم بطهي طبق ’’البورش الأوكراني اللذيذ‘‘ هنا في كندا، أتذكر منزلي في أوكرانيا. أتذكر أنني أعددت هذا الطبق لأول مرة عندما كان عمري 12 عامًا‘‘، تقول هذه السيدة البالغة من العمر 39 عامًا، مشيرة إلى أنه طبقها المفضل.
وبحسب التقليد في بلدهم، يقوم العديد من القادمين الجدد الأوكرانيين إلى ساسكاتشوان بطهي 12 صنفا من الأطباق الخالية من اللحوم ليلة عيد الميلاد.
وصل فلاد تيرنوفسكي في بداية الصيف المنصرم إلى كندا قادما من أوديسا، إحدى المدن الكبرى في أوكرانيا الواقعة على ساحل البحر الأسود. يقول لمذياع هيئة الإذاعة الكندية : (نافذة جديدة) ’’لا تزال ذكريات أعياد الميلاد الماضية حية في مخيلتي، والعيد اليوم ستكون له نكهة مختلفة‘‘.
’’ إنه عيد يحتفي به أفراد الأسرة جميعهم ويشكل فرصة لالتقاء العائلات فيما بينها […] يسيطر علينا شعور بالقلق لأن بعض أقاربنا وأصدقائنا لا يزالون هناك وحياتهم مهددة بالخطر‘‘.
سيشارك المتحدث في قداس العيد ويحتفل بالعطلة مع العائلة الكندية المضيفة معدا طبق الكوتيا الشهي.
أمنية فلاد تيرنوفسكي، الذي لا يزال قلبه في أوكرانيا، هي أن تكون هناك ’’عودة سريعة إلى السلام في وطنه‘‘.
’’إذا توقفت الحرب غدًا ، سأعود على الفور إلى أوكرانيا، إنني متأكد من أنني سأكون مع عائلتي في عيد الميلاد المقبل‘‘، يقول المتحدث.
لدى Olena Tarasenko و Olena Seleznova-Mykytiuk الرغبة ذاتها. وكانتا تدرسان اللغة الإنجليزية في أوكرانيا وقد وصلتا إلى ساسكاتون الخريف المنصرم.
إننا الآن نساعد الأوكرانيين الآخرين والوافدين الجدد في الاستقرار في ساسكاتشوان. وتضيف أولينا تاراسينكو قائلة ’’إن الشخص الذي يساعد الآخرين يساعد نفسه أيضا‘‘.
تعمل السيدتان اليوم في ’’جمعية الباب المفتوح‘‘ في ساسكاتون. وقد أحضرتا مؤخرًا وجبات أوكرانية تقليدية إلى زملائهما، لتشعرا في مجتمعهما الجديد بأجواء العيد من دفء وفرح وروح المشاركة.
تقول Olena Seleznova-Mykytiuk ’’إن عيد الميلاد العام الماضي كان مليئًا بالبهجة والسعادة والأمل حيث كانت محاطة بالعائلة والأصدقاء‘‘.
وتقول السيدة الأوكرانية الأخرى ’’ أنا وحيدة هذه السنة، ولكنني سأتغلب على هذا الشعور لأنني سأقضي العيد في كنف العائلة الكندية التي رحبت بي عندما وصلت الى ساسكاتون‘‘.
أمنية وحيدة لهاتين السيدتين في عيد الميلاد هذا العام وهي الإزدهار لأوكرانيا وانتهاء الحرب. مع الأمل في الاحتفال من جديد في عيد الميلاد المقبل مع أفراد عائلتهما في أوكرانيا‘‘.
(نقلا عن الموقع الفرنسي لهيئة الإذاعة الكندية، ترجمة وإعداد كوليت ضرغام)