تُعد أمراض القلب ومشاكل صحة الدماغ، بما في ذلك السكتة الدماغية، من بين الأسباب الرئيسية للوفاة أو الإعاقة في كندا وحول العالم.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ، أطل قت مؤسسة الدماغ في كندا (Brain Canada) ومعهد صحة الدورة الدموية والجهاز التنفسي وجمعية القلب والسكتة الدماغية النسخة الأولى من منحة الباحثين السود.
وصُمّم هذا البرنامج لزيادة عدد المتدربين المؤهلين تأهيلاً عالياً من ذوي البشرة السوداء والذين يساهمون في أبحاث القلب أو الدماغ في البلاد.
تهدف هذه الجوائز إلى تحسين تمثيل وقيادة الأشخاص السود داخل مجتمعات أبحاث صحة القلب والدماغ، وعلى المدى الطويل، تعزيز توسيع الأبحاث الآمنة ثقافياً التي تلبي احتياجات الأشخاص السود.
ويهدف برنامج المنح الدراسية أيضاً إلى تعزيز قدرة هذه المجتمعات البحثية على توفير فرص التوجيه للمتدربين المستقبليين من خلفيات متنوعة كجزء من تدريبهم العلمي.
وحصلت سميرة عمر، طالبة الماجستير في جامعة تورنتو، على هذه المنحة وهي واحدة من 16 طالبا.
وهي تقوم بدراسة العنصرية الممنهجة وتجارب السود في إعادة التأهيل بعد إصابات الدماغ في كندا. وتسعى سميرة إلى فهم تجارب الأشخاص الذين يعانون من إصابات الدماغ ومقدمي الرعاية ومقدمي الخدمات.
وهذا المشروع يجعلها أقرب إلى هدفها في أن تصبح أستاذة جامعية تكرس وقتها للتدريس والبحث والممارسة السريرية في مجال إعادة التأهيل.
وتخرجت العام الماضي بدرجة الدكتوراه في علوم إعادة التأهيل من كلية الطب في جامعة تورنتو ’’مدفوعة بالرعاية والفضول‘‘ كما تقول.
ويكمن بحثها في تقاطع ’’الإنصاف وعلوم إعادة التأهيل والعنصرية مع التركيز على رعاية إعادة التأهيل السود الذين يعانون من إصابات الدماغ الرضية.‘‘
واستوحت عملها من تجربتها في رعاية شقيقها الذي تعرض لإصابة في الدماغ منذ تسع سنوات.
وتقول سميرة عمر : ’’كان أخي مريضاً داخلياً لأكثر من ثلاث سنوات‘‘.
وأضافت أنّه ’’خلال تلك الفترة، كنت أقضي 18 ساعة يوميا بجانب سريره للتأكد من أن صوته سيُسمع وأن الناس يعاملونه كإنسان لديه حياة يتطلع إليها بعد مغادرته المستشفى‘‘.
شعرت بخيبة أمل إزاء جودة الرعاية التي كان يتلقاها، والتي كنت مقتنعة أنها كانت مبنية على مظهرنا وتصورات وافتراضات الآخرين حول خلفيتنا.
نقلا عن سميرة عمر
وبينما كانت تخطط لأن تصبح معالجة مهنية، تقول إنها حولت تركيزها بمجرد أن رأت إمكانية جعل رعاية إعادة التأهيل أكثر إنصافًا للأشخاص الذين يُعرفون بأنهم من السود.
وتقول إنها سرعان ما أدركت أن هناك القليل جداً من الأدبيات الأكاديمية التي تتناول العنصرية في رعاية إعادة التأهيل أو نوعية الحياة للأشخاص السود الذين يعيشون مع إصابات الدماغ الرضية.
وفي إحدى دراساتها الأولى، وهي عبارة عن مراجعة واسعة النطاق للأدبيات الموجودة، تتذكر عمر اكتشافها أن السود غالباً ما يتم حذفهم من البحث، أو يتم تضمينهم ولكن مع التركيز على أدائهم الضعيف.
وتقول إن قلة من الناس يفسرون هذه النتائج على أنها عنصرية، ويشيرون فقط إلى مكونات العنصرية الممنهجة ويفشلون في تسمية الأسباب التي تديم المشكلة.
وحاليا، تدرس سميرة عمر العنصرية المؤسسية ومظاهرها في أبحاث وممارسة إعادة تأهيل إصابات الدماغ الرضية.
وفي مشروع حديث، نظرت عمر في التجارب النوعية للأشخاص السود المصابين بإصابات الدماغ الرضية ومقدمي الرعاية لأسرهم – وكيف يمكن تحسين رعايتهم.
طوال تحضيري لأطروحتي، أتيحت لي فرص متعددة للعمل مع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والأشخاص داخل مجتمع إصابات الدماغ الرضية للحديث عن العرق والعنصرية وعلى أهمية هذه العوامل الهيكلية في تجارب إعادة تأهيل الأشخاص.
نقلا عن سميرة عمر
بالإضافة إلى أبحاثها، دعت عمر إلى إجراء تغييرات تعكس قدراً أكبر من العدالة والتنوع والاندماج في مناهج إعادة التأهيل.
وقد ساهمت أيضاً في برنامج تابع لكلية الطب ، والذي يوفر لطلاب المدارس الثانوية من أصول أفريقية أو من السكان الأصليين فرصة لاستكشاف العلوم الصحية في جامعة تورنتو.
حصلت عمر على العديد من الجوائز على مدار دراستها، بما في ذلك جائزة التغيير (Change-Maker) من جمعية الصحة العصبية الكندية الخيرية في عام 2021. وتُكرّم الجائزة الأشخاص أو المنظمات التي تُحدث تغييرات ذات معنى لتحسين نوعية الحياة للكنديين الذين يعانون من أمراض الدماغ.