حتى لو اتفقت حكومة كيبيك مع النقابات التعليمية في الشتاء الماضي على محاولة التخفيف من الدراما النفسية التي تسبق منذ عدة سنوات بداية العام الدراسي بشكل منهجي، لا شيء يشير إلى أن العودة إلى الفصل الدراسي هذه السنة ستكون مختلفة، كما تحذر مركزية نقابات كيبيك (CSQ).
في رده على أسئلة الصحفيين بعد مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين، صرّح رئيس مركزية نقابات كيبيك إيريك جينغرا قائلا: ’’نحن ندرك أن هناك نقصا، وأن الوضع سيكون كما كان عليه الوضع تقريبا في العام الماضي‘‘.
علما أن لهجة جينغرا أتت متناقضة مع اللهجة الأكثر تفاؤلا لوزير التعليم في حكومة كيبيك برنار درانفيل يوم الجمعة المنصرم.
وكان أكد وزير التربية أنه حتى تاريخ 15 آب /أغسطس الجاري، كانت كيبيك لا تزال تبحث عن 5704 معلمين للصفوف الابتدائية والثانوية. وهذا العدد وإن كان كبيرا إلا أنه يبقى أقل من العام الماضي، عندما كانت لا تزال تفتقر كيبيك إلى 8558 معلما حتى تاريخ 23 آب /أغسطس 2023. وهو انخفاض قدره 33.34٪، كما قال الوزير درانفيل.
من جهته، لا يتفق اتحاد نقابات التعليم (FSE-CSQ) على الإطلاق مع هذا التقييم لوزير التربية، كما قال اليوم الاثنين رئيسه الجديد ريشار بيرجيفان، الذي شارك في المؤتمر الصحفي إلى جانب إيريك جينغرا.
هذه الأرقام ليست قابلة للمقارنة. ولا يمكننا أن نتحدث عن تحسن مقارنة بالعام الماضي.نقلا عن ريشار بيرجيفان، رئيس اتحاد نقابات التعليم في كيبيك
’’على أية حال، أضاف بيرجيفان، فإن حقيقة أن كيبيك لا تزال تبحث عن 5700 معلم في هذا الوقت من السنة تمثل مشكلة، وهي مشكلة مهمة‘‘.
ما لا يقل عن 6000 وظيفة شاغرة في شبكة التعليم في كيبيك
كذلك أعرب رئيس اتحاد موظفي الدعم المدرسي إريك برونوفو ونظيره من اتحاد المهنيين التربويين في كيبيك جاك لاندري، الحاضران أيضا في المؤتمر الصحفي، عن أسفهما لالتزام الوزير درانفيل بالصمت يوم الجمعة الفائت.
وبرايهما، فإن شبكة التعليم في كيبيك لا تزال بحاجة إلى 4500 موظف دعم (معلمون في المدارس، مربون متخصصون، أمناء مدارس، عمال متخصصون، إلخ)، وما بين 1500 إلى 2000 موظف مهني (من مستشارين تربويين، أمناء مكتبات، علماء نفس، إلخ) وهذا يساهم في تفاقم المشكلة.
يشير جينغرا إلى أنه ’’سيكون هناك نقص لعدة سنوات مقبلة. فالنقص الذي نشهده اليوم هو نتيجة العقود الأخيرة من الاقتطاعات والخيارات السيئة في التعليم؛ وهذا لا يمكن إصلاحه في يوم واحد‘‘، على حد تعبيره.
قد يتغير الوضع فعلا في الاتجاه الصحيح خلال الأسابيع المقبلة. ولكن مركزية نقابات كيبيك تصرّ على عدم رغبتها في الانخراط في ’’حرب أرقام‘‘.
إن الاحتياجات كبيرة، وتتوقع كيبيك أن تضطر هذه السنة إلى تعليم 20 ألف تلميذ إضافي، 80% منهم، من خلفيات مهاجرة، وقد يحتاجون إلى خدمات تعلم الفرنسية.
في مقابلة مع هيئة الإذاعة الكندية، أشار الوزير درانفيل إلى حقيقة أن عددا متزايدا من المعلمين، الذين يقتربون من سن التقاعد، يعملون أربعة أيام فقط في الأسبوع.
وعلى الرغم من ذلك، أعرب الوزير عن اعتقاده بأن هناك احتمالات كبيرة بأن يكون النقص في الموظفين أقل حدة هذه السنة. كما نفى الوزير نسيان الموظفين والمهنيين المساندين عند تقديم صورته للوضع يوم الجمعة الماضي.
المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، ا