أفاد النواب العائدون من زيارة للضفة الغربية أن كندا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لمنع تصاعد التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهم يروون مشاهد مؤلمة من الأراضي المحتلة.
وقال النائب الليبرالي شفقت علي: “لا يمكننا أن نتخيل ما يمر به شعب فلسطين، فما شهدناه بأعيننا، هو في الأساس إذلال مستمر وتعذيب نفسي مستمر”.
وهو من بين مجموعة مكونة من ثلاثة نواب من الحزب الديمقراطي الجديد واثنين من النواب الليبراليين الذين أمضوا الأسبوع الماضي في لقاء مع اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، وكذلك في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وخلال رحلة الأسبوع الماضي، التقى النواب بمسؤولين في الأردن قبل التوجه إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهي المناطق التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.
ورأى النواب ما وصفوه بالفصل العنصري، من خلال سياسات شهدوها ووثقتها أيضا وسائل الإعلام وجماعات حقوق الإنسان.
وفي سوق الخليل التاريخي، قال علي إنه التقى بأصحاب المتاجر الفلسطينيين الذين يضعون شباكا معدنية فوق متاجرهم، لأن المستوطنين الإسرائيليين يلقون الحجارة والقمامة من الطوابق العليا.
وفي جنين، أوضحت النائبة عن الحزب الديمقراطي الجديد Lindsay Mathyssen أن ناخبيها الفلسطينيين حذروها من طبيعة الحياة في الضفة الغربية، لكنها ما زالت تشعر بالصدمة.
وقالت: “لم أر أو أتخيل هذا المستوى من التجريد من الإنسانية”.
كما التقت المجموعة بأطفال فلسطينيين في المدارس الابتدائية أعربوا عن أسفهم لتعلمهم حقوق الإنسان، والتي يقول الطلاب إنهم لا يعرفونها.
وأصيبت الناقدة للشؤون الخارجية في الحزب الديمقراطي الجديد، Heather McPherson، بالذهول من الفقر والدمار الذي رأته في جميع أنحاء الضفة الغربية.
وأضاف النواب أنهم شهدوا اشتباكات متوترة بين القوات الإسرائيلية ومدنيين فلسطينيين، من بينهم مراهقين.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن القمع في الأراضي الفلسطينية ضروري للحفاظ على الاستقرار وإحباط “الجماعات المتطرفة” من شن هجمات، خاصة مع تركيز الجيش الإسرائيلي على غزة ومواجهة تهديدات حزب الله في لبنان.
وخلال زيارتهم، تم نقل النواب عبر الطريق رقم 4370، وهو طريق سريع يفصل المستوطنين الإسرائيليين عن الفلسطينيين والذي يهدف إلى منع العنف بين الطوائف ولكن أطلق عليه اسم “طريق الفصل العنصري”.
وقال علي إنه رأى مجموعة من الأطفال يرتدون الزي المدرسي مُنعوا من الدخول إلى المسجد الأقصى، بينما قالت Mathyssen إن أحد الكنديين المرافقين لها وهو من أصول فلسطينية تمكن من العبور عبر جهاز الكشف عن المعادن ولكن تم إيقافه عندما تم تفتيش هاتفه، لأن شاشة القفل عبارة عن العلم الفلسطيني.
ودعا النواب الخمسة إلى وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب الحالية في غزة، والتي تقول إسرائيل إنها لن تؤدي إلا إلى تمكين حـمـاس من شن المزيد من الهجمات.
وقالت McPherson إنها تأمل في مقابلة رئيس الوزراء جاستن ترودو ووزيرة الخارجية ميلاني جولي، ومن الأفضل أن تجتمع مع جميع النواب الذين قاموا بالرحلة، لنقل ما سمعوه وكيف يمكن لكندا الرد.
وأكدت أن ذلك قد يشمل دفع الدول النظيرة لكندا إلى ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل وفرض عقوبات تستهدف الإسرائيليين الذين يعيقون حل الدولتين.
ولطالما أصر المسؤولون الكنديون على أنهم يريدون دولة فلسطينية تعيش في سلام إلى جانب إسرائيل، لكن النواب الذين شاركوا في الرحلة يقولون إن أوتاوا لم تفعل ما يكفي لمعاقبة أولئك الذين يعرقلون هذا الهدف.
ويوم الخميس الماضي، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فكرة الدولة الفلسطينية، بحجة أنها ستصبح نقطة انطلاق لهجمات على إسرائيل والولايات المتحدة، وبالتالي يجب أن يكون لبلاده “سيطرة أمنية على كامل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن”.
وقالت McPherson إن الوقت قد حان لأن تجمد كندا صادرات الأسلحة إلى إسرائيل وتعيد النظر في سياستها المتمثلة في التصويت ضد جميع قرارات الأمم المتحدة تقريبا التي تنتقد الحكومة الإسرائيلية، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإن كندا ستفقد كل شرعيتها كصوت للسلام.
وأضافت McPherson: “لم نكن حتى في غزة، وهذا ليس أسوأ ما يحدث في فلسطين الآن”.