بينما تستمر تكلفة السيارات الجديدة في كندا في اتجاه تصاعدي، إلا أنه ووفقا لبعض الخبراء فإن سوق السيارات المستعملة بدأ أخيرا في الانخفاض.
قال Dimitry Anastakis الأستاذ في قسم التاريخ بجامعة تورنتو وكلية روتمان للإدارة: “مع بدء كندا في العودة إلى الوضع الطبيعي الجديد من جائحة كوفيد 19، فإن الطلب على المركبات يتوازن والأسعار تنخفض، على وجه التحديد في سوق السيارات المستعملة”.
لماذا تنخفض أسعار السيارات المستعملة؟
ارتفعت أسعار السيارات على مدى السنوات القليلة الماضية بسبب تضرر الصناعة من النقص العالمي في رقائق أشباه الموصلات (رقائق السيليكون الإلكترونية)، والذي تفاقم بسبب الوباء وحرب روسيا على أوكرانيا، وترك هذا معظم مصنعي السيارات يتدافعون للحصول على قطع غيار حيث كانوا يكافحون لتلبية طلبات التسليم للمركبات الجديدة، ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار السيارات المستعملة لأنها كانت متاحة بسهولة.
أما الآن فإن الأسعار تنخفض نتيجة انخفاض الطلب.
وأوضح Anastakis أن السبب الرئيسي لانخفاض الأسعار في سوق السيارات المستعملة، هو أنها كانت مرتفعة للغاية منذ الجائحة، كما أن صناعة السيارات قد تباطأت إلى حد كبير، مما تسبب في ندرة السيارات الجديدة، لذلك فقد تجاوزت الأسعار الحد الأقصى، أما الآن فقد خف الضغط قليلا لذلك فإن الأسعار تنخفض.
ووفقا لـ Werner Antweiler أستاذ الاقتصاد في كلية الأعمال بجامعة بريتش كولومبيا، فإن التحديات التي واجهتها سوق السيارات الجديدة، بما في ذلك التأخير في التسليم، دفعت الناس أيضا إلى اختيار السيارات المستعملة أثناء الوباء، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار، لكن الآن، فقد بدأت بعض العوائق الوبائية في التلاشي وبدأ الطلب على السيارات المستعملة في الاستقرار، ونتيجة لذلك، تنخفض الأسعار.
ماذا عن السيارات الجديدة؟
بيّن Antweiler أن الأسعار لا تزال مرتفعة في سوق السيارات الجديدة.
وقال: “لقد شهدنا انخفاضا كبيرا في مبيعات السيارات، ونتيجة للوباء، فقد واجهتنا أيضا تحديات كبيرة لسلسلة التوريد، وكل ذلك ساهم في رفع الأسعار، والآن خلال النصف الثاني من العام، شهدنا أيضا ارتفاعا في أسعار الفائدة، بالتالي أصبح شراء سيارة جديدة أكثر تكلفة ويؤدي إلى تباطؤ الطلب بسبب الحاجة إلى التمويل.
وعلاوة على ذلك، فإن النقص في الرقائق لم ينتهي بالكامل أيضا، لذلك يجب على الكنديين توقع أن تظل أسعار السيارات الجديدة مرتفعة.
نظرة على سوق السيارات الكهربائية
وفقا لـ Jospia Petrunic الرئيسة والمديرة التنفيذية لاتحاد الأبحاث والابتكار في النقل الحضري الكندي، فإنه عندما يتعلق الأمر بالمركبات الكهربائية، فقد بدأت أسعار بعض الماركات في الموازنة مع السيارات التي تعمل بالوقود.
ففي الولايات المتحدة، خفضت شركة Tesla Inc، مؤخرا الأسعار بنحو 20 في المئة على معظم طرازاتها في محاولة لتعزيز الطلب وزيادة حصتها في السوق.
وبعد هذا القرار، أعلنت شركة فورد أيضا أنها ستخفض أسعار سيارتها الكهربائية طراز Mustang Mach-E بحوالي 6 آلاف دولار.
وأوضحت Petrunic أن الطلب على السيارات الكهربائية ظل منخفضا إلى حد كبير، لكن التضخم استمر في الارتفاع، لذلك يحاول صانعو السيارات الكهربائية جذب العديد من المستهلكين لدخول السوق قبل أن يُنفِّرهم السعر العالي.
وقالت: “ما يحاولون فعله هو خفض الأسعار لدفعك إلى السوق لشراء هذه السيارات الكهربائية قبل أن تجعل ظروف التضخم والركود الأمر غير محتمل ومستحيل على الإطلاق”.
وقد يحصل صانعو السيارات على حسومات فيدرالية أو إقليمية إذا كان سعر سيارتهم الكهربائية أقل من سعر معين، وهذا من شأنه أن يتسبب أيضا في انخفاض التكاليف.
ويرى Anastakis أن العالم يقف على قمة “ثورة السيارات الكهربائية”، ويقترح على المستهلكين الانتظار، إذا استطاعوا، قبل دخول السوق، حيث سيكون هناك المزيد من الخيارات، وسوف تتحسن كل عام، وإذا كان بإمكانك الاحتفاظ بسيارتك، فتمسك بها، لأنه في السنوات العشر القادمة، ستنتقل السيارات الكهربائية من حوالي خمسة في المئة من السوق، إلى 10 و15 و20 في المئة.
المصدر: موقع مهاجر