بدأ سكان فلوريدا الذين يعيشون حالة صدمة اكتشاف الحجم الكامل للدمار
ارتفعت حصيلة القتلى جراء الإعصار “إيان” الذي يعد من بين أقوى العواصف التي تضرب الولايات المتحدة على الإطلاق إلى أكثر من 80 قتيلاً، الأحد الثاني من أكتوبر (تشرين الأول)، في الوقت الذي واجه فيه السكان المحاصرون في ولايات فلوريدا ونورث كارولاينا وساوث كارولاينا الأميركية تعافياً من المتوقع أن يتكلف عشرات المليارات من الدولارات وواجه بعض المسؤولين انتقادات بشأن أسلوب تصديهم للعاصفة.
ومن المتوقع أن يستمر عدد القتلى في الارتفاع مع انحسار مياه الفيضانات وتوغل فرق البحث في مناطق كانت معزولة في البداية عن العالم الخارجي. وتم إنقاذ مئات الأشخاص مع قيام أفراد الطوارئ بتفقد منازل ومبان غمرتها المياه أو جرفتها المياه بالكامل.
دمار وبحث عن ناجين
وبدأ سكان فلوريدا الذين يعيشون حالة صدمة اكتشاف الحجم الكامل للدمار، بينما ما زال عناصر الإنقاذ يبحثون عن ناجين في الأحياء الغارقة على طول الساحل الجنوبي الغربي للولاية.
ودمر “إيان” منازل ومطاعم وأعمالاً تجارية عندما وصل إلى اليابسة كإعصار قوي من الفئة الرابعة، الأربعاء.
85 حالة وفاة
وتم تأكيد ما لا يقل عن 85 حالة وفاة مرتبطة بالإعصار منذ وصول “إيان” ساحل فلوريدا المطل على الخليج، الأربعاء، بقوة كارثية كإعصار من الفئة الرابعة برياح بلغت أقصى سرعة لها 240 كيلومتراً في الساعة.
وسقط كل القتلى باستثناء أربعة في ولاية فلوريدا مع إحصاء مكتب رئيس بلدية مقاطعة لي الساحلية 42 قتيلاً في المقاطعة التي تحملت العبء الأكبر من العاصفة عندما وصلت إلى اليابسة وسجل المسؤولون في أربع مقاطعات مجاورة 39 قتيلاً آخرين.
بايدن يزور فلوريدا
ومن المقرر أن يزورالرئيس جو بايدن وزوجته جيل فلوريدا، الأربعاء، وفق ما ذكرت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار على “تويتر”، لكن الزوجين سيتوجهان أولاً إلى بورتوريكو، الإثنين، لمعاينة حجم الدمار الذي خلفه إعصار آخر أطلق عليه “فيونا” ضرب الأراضي الأميركية الشهر الماضي.
وفي مقاطعة لي التابعة لفلوريدا، عمل عناصر الإنقاذ والمواطنون على إنقاذ آخر السكان العالقين في جزيرة ماتلاتشا. وتناثر الحطام والمركبات المهجورة والأشجار التي اقتلعت في الشارع الرئيس ومحيطه.
وانقطعت الجزيرة التي تعد نحو 800 نسمة عن البر الرئيس بعد أن دمر جسران، بينما بدأ الأشخاص الذين فروا منذ بداية الإعصار بالعودة.
وقال تشيب فارا، الذي كان جالساً في ظل منزل مهجور في مالاتشا لوكالة الصحافة الفرنسية، إن “لا أحد يقول لنا ما الذي علينا فعله، لا أحد يقول لنا أين نذهب”.
وأضاف الرجل البالغ 43 سنة “وصلت أوامر الإخلاء متأخرة جداً، لكن معظم الناس الموجودين هنا ما كانوا ليغادروا في جميع الأحوال. إنه مكان يقطنه العمال إلى حد كبير. ولا يملك معظم الناس مكاناً ليذهبوا إليه. هذه هي المشكلة الكبرى”.
وفقد أثر 16 مهاجراً من على قارب غرق أثناء الإعصار، بحسب خفر السواحل الأميركي. وعثر على قتيلين فيما تم إنقاذ تسعة أشخاص، بينهم أربعة كوبيين سبحوا إلى الشط في فلوريدا كيز.
وأما في فورت مايرز بيتش، وهي بلدة على خليج المكسيك تضررت إلى حد كبير من العاصفة، قال بيت بيليندا إن منزله “انقلب رأساً على عقب بينما غمرته المياه والوحل”.
ومر “إيان” في فلوريدا والمحيط الأطلسي قبل أن يصل إلى اليابسة مجدداً في الولايات المتحدة، هذه المرة على ساحل كارولاينا الجنوبية كإعصار من الفئة الأولى، مصحوباً برياح بلغت سرعتها القصوى 140 كيلومتراً في الساعة.
وتم لاحقاً خفض مستواه إلى “إعصار ما بعد استوائي” قبل أن يتلاشى فوق فيرجينيا في وقت متأخر السبت.
وذكرت شركة “كور لوجيك” المتخصصة في التحليلات المرتبطة بالعقارات أن الخسائر الناجمة عن الرياح بالنسبة إلى الممتلكات السكنية والتجارية في فلوريدا قد تكلف شركات التأمين مبلغاً يصل إلى 32 مليار دولار، بينما قد تصل الخسائر الناجمة عن الفيضانات إلى 15 مليار دولار.
وقال توم لارسن من كور لوجيك “إنها العاصفة الأكثر كلفة التي تضرب فلوريدا منذ وصل الإعصار أندرو إلى اليابسة عام 1992”.
وأخلى عديد من سكان فلوريدا منازلهم قبل العاصفة، لكن الآلاف فضلوا الاختباء في منازلهم إلى حين مرورها.
وانقطعت جزيرتا “باين” و”سانيبل” القريبتان من فورت مايرز بعد أن تضررت الطرق التي تربطهما بالبر الرئيس بشكل كبير.
وأظهرت صور وتسجيل مصور التقطت جميعها من الجو دماراً هائلاً في سانيبل وغيرها.
وأعادت القليل من المطاعم والحانات فتح أبوابها في فورت مايرز، مما يعطي انطباعاً بأن الوضع يعود إلى طبيعته وسط الأشجار التي اقتلعها الإعصار وواجهات المحال المحطمة.
خط سير “إيان”
وقبل أن يضرب فلوريدا غرقت كوبا بكاملها في الظلام جراء “إيان” بعد أن دمر شبكة الطاقة على الجزيرة.