تفوقت القوات الأوكرانية عدديا على الجيش الروسي بنسبة 8-1 في الهجوم المضاد الأخير في خاركيف، حسب ما صرح به المسؤول الروسي في المنطقة فيتالي غانتشيف.
وقال غانتشيف للتلفزيون الروسي إن “الجيش الأوكراني قد سيطر على قرى في الشمال، وشق طريقه باتجاه الحدود الروسية”.
وتقول أوكرانيا إنها استعادت السيطرة على مساحة قدرها ثلاثة آلاف كيلومتر مربع، وهو ما يعد أبرز تطور في الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة شهور.
ولا تستطيع بي بي سي التأكد من صحة هذه المعلومات.
ويقول الجيش الأوكراني إنه استعاد 20 قرية في الساعات الأربع وعشرين الماضية في الهجوم المضاد المستمر شمال شرقي البلاد
ويضيف الجيش الأوكراني أن قواته بسطت سيطرتها على نحو 500 كيلو متر مربع في منطقة خيرسون جنوبي البلاد.
ويقول مسؤولون في وزارة الدفاع البريطانية إن نجاحات الجيش الأوكراني سيكون لها “تبعات ملموسة” على المخططات الروسية للعملية العسكرية في مجملها.
لكن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف يقول إن العمليات في أوكرانيا ستستمر حتى إنجاز المهام “التي حددت منذ البداية”.
وينوّه بسكوف إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقف على تطورات الأحداث على الأرض أولًا بأول.
وتقول روسيا إن “قواتها تشن هجمات في المناطق التي استعادت أوكرانيا السيطرة عليها مؤخرا”. ومن بينها مدينتا إزيوم وكوبيانسك اللتان استعادت أوكرانيا السيطرة عليهما يوم السبت.
وأكدت روسيا تقهقُر قواتها في كلا المدينتين، قائلة إن ذلك من أجل إعادة تنظيم صفوف تلك القوات.
وقال عمدة إزيوم فاليري مارتشينكو، لبي بي سي، إن الجيش الأوكراني كان في المدينة وقد تم رفع عَلم الدولة.
وانخرط الجيش الأوكراني الآن في عمليات تمشيط للمدينة التي مزقتها الحرب، وتبحث القوات الأوكرانية عن جنود روس ربما لا يزالون مختبئين في منازل المدينة.
وقال مارتتشينكو إن أهالي المدينة الذين اضطروا إلى الفرار منها قد يستطيعون “في غضون عشرة أيام” العودة إلى منازلهم آمنين.
وقد اتهمت روسيا باستهداف البنية التحتية المدنية انتقاما لانتكاساتها على أرض المعركة.
وردت موسكو الأحد بموجة من الهجمات الصاروخية على أهداف في أنحاء أوكرانيا، وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي.
وطال انقطاع التيار الكهربائي ملايين الأشخاص في منطقتي خاركيف ودونيتسك.
وقال عمدة خاركيف إيهور تيريخوف إن التيار الكهربائي قد عاد للمدينة.
ووصف تيريخوف القصف الروسي بأنه “محاولة حقيرة ومعيبة” للانتقام بسبب نجاحات الجيش الأوكراني الأخيرة.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن “الأولوية الآن هي المحافظة على المكتسبات في الأراضي التي حققها الجيش الأوكراني على مدى أسبوع من التقدم السريع في منطقة خاركيف”.
ويبدو أن الجيش الروسي خلف كميات كبيرة من المعدات العسكرية والذخيرة على أرض المعركة بعد انسحابه من مناطق سيطر عليها منذ الأسابيع الأولى للحرب.
وقد بدأ أحد مصانع الدبابات بالعمل على مدار الساعة بعد الانتكاسات الأخيرة، حسب تقارير.
وتفيد التقارير أنه “لم يسمح للعمال في مصانع أورالفاغونزافود في نيجني تاغيل، وهي كبرى مصانع المركبات الروسية، بالذهاب في إجازات بسبب الاحتياجات الإنتاجية”.
انتصارات أوكرانيا الخاطفة تذهل روسيا
هوغو باتشيغا، بي بي سي نيوز، كييف
يبدو أن الانتصارات الخاطفة التي تحرزها أوكرانيا على الأرض تذهل الروس.
ويقول الكرملين إن “قواته تعيد تنظيم صفوفها، لكن صورا من بعض المناطق المحررة في خاركيف تشير إلى فرار القوات الغازية، تاركة وراءها مركبات عسكرية وزخيرة ومعدات”.
وإذا ما تأكد نبأ الانتصارات الأوكرانية – وإذا ما حافظ الأوكرانيون على تلك الانتصارات، فستكون بمثابة التغير الأهم على الأرض منذ رحيل القوات الروسية عن منطقة كييف قبل خمسة أشهر.
وسيمثل هذا التقدم الأوكراني الاستثنائي انتكاسة مهينة للروس، بينما يمثل دَفعة للأوكرانيين الذين ينتظرون مزيدا من السلاح الغربي.
ويتحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن انفراجة ممكنة، مشيرا إلى مزيد من الانتصارات قبل حلول الشتاء. لكن أوكرانيا لا يزال أمامها تحديات هائلة؛ فلا يزال نحو خُمس أراضيها تحت الاحتلال.
وتواجه القوات الأوكرانية مقاومة أكثر في هجومها المضاد في جنوب البلاد، حيث حصّن الروس مواقعهم.