طالبت منظمات إسلامية في ألبرتا ووزيرُ العدل في المقاطعة يوم الاثنين باستقالة رئيس لجنة حقوق الإنسان في ألبرتا (AHRC)، كولين ماي.
وفي رسالة مفتوحة ندّد 28 ممثلاً لمنظمات إسلامية بتعليقات لكولين ماي وردت في مقال له مثير للجدل نشر في عام 2009.
وكان كولين ماي يعلّق في ذلك المقال على كتاب المؤرخ الإسرائيلي البريطاني إفرايم كارش ’’الإمبريالية الإسلامية: تاريخ (تاريخ الإمبريالية الإسلامية)‘‘. وقال ماي في مقاله إنّ المؤرخ ’’يتحدى الوهم المتعدد الثقافات بشأن إسلام مسالم‘‘.
إنّها أفكار خاطئة عن الإسلام، قالت المنظمات الإسلامية التي تتهم كولين ماي بتصوير الإسلام على أنه دين عنيف.
وردّاً على هذه الانتقادات التي ظهرت في تموز (يوليو) الفائت، كتب كولين ماي أنه لا يؤمن بهذا الوصف للإسلام ولا يؤيّده وتعهد بلقاء الجالية الإسلامية ’’للتعرف على التجارب الحية والعمل على التغلب على التمييز ضدّ (هذه) الجالية‘‘.
وبُذلت جهود في وقت لاحق لتسوية الخلاف، لكن دون نجاح، كما تقول المنظمات الإسلامية.
’’عاودنا الاتصال (بكولين ماي) لنسأله ما إذا كانت هناك مواعيد أُخرى محتملة للقاء الجالية الإسلامية، لكن لم يكن هناك إجابة‘‘، قال سعيد عمر، مسؤول التوعية في ألبرتا لدى ’’المجلس الوطني للمسلمين الكنديين‘‘ (NCCM / CNMC).
وقال عمر إنّ هذا الوضع ’’مهين للغاية تجاه الجالية‘‘، لأنّ كولين ماي ’’وعد علناً بلقاء قادتها‘‘.
ودعا وزير العدل في حكومة ألبرتا، تايلر شاندرو، لاستقالة كولين ماي.
’’تزعم رسالة مفتوحة (…) أنّ السيد ماي فشل في مقابلة قادة الجالية الإسلامية في ألبرتا‘‘، كتب السكرتير الإعلامي للوزير، جوزيف داو، في رسالة بالبريد الإلكتروني.
’’عندما تلقى الرسالة، طلب الوزير (تايلر) شاندرو تفسيراً من السيد ماي. طلب الوزير (تايلر) شاندرو استقالة السيد ماي بعد دراسة تفسيره‘‘، أضاف جوزيف داو.
ورحّب نائب رئيس رابطة الطلاب المسلمين في جامعة كالجاري، محمد أرحام موقاتي، بقرار وزير العدل في البرتا. والرابطة هي إحدى المنظمات الموقعة على الرسالة المفتوحة.
’’آمل (الآن) في أن (يستقيل) السيد ماي‘‘، أضاف محمد أرحام موقاتي.
ومع ذلك، دعا الطالبُ الجامعي رئيسَ لجنة حقوق الإنسان في ألبرتا للقاء الجالية الإسلامية من أجل فهمها بشكل أفضل.
قد تختلفُ (مع الإسلام)، لكن على الأقل تحدث (معنا). اسأل عن رأينا وسنفعل ذلك بطريقة معكوسة أيضاً.
نقلا عن محمد أرحام موقاتي، نائب رئيس رابطة الطلاب المسلمين في جامعة كالغاري، متوجهاً إلى كولين ماي، رئيس لجنة حقوق الإنسان في ألبرتا
ولم تكن لجنة حقوق الإنسان في ألبرتا قد ردت على طلبات مقابلة مقدَّمة من ’’سي بي سي‘‘ وراديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية بقسميها الإنكليزي والفرنسي) لغاية صباح يوم أمس.
وادّعى ’’المجلس الوطني للمسلمين الكنديين‘‘ أنّ كولين ماي أرسل إشعارات رسمية تهدد بمقاضاة الأشخاص الذين ينتقدونه. هذا عمل ’’غير مقبول‘‘، وفقاً لهذه المنظمة غير الحكومية.
’’تجد الجالية (الإسلامية) أنّه من المروّع أن يكون (كولين ماي) يريد التصالح معنا فيما هو (يهدد) برفع دعوى قضائية ضدّ (الأشخاص الذين ينتقدونه)‘‘، قال عمر سعيد.
يعتقد العديد من أفراد الجالية أنّ اللقاءات (الموعودة) من قبل كولين ماي لن تتم بالتالي بنية حسنة.
نقلا عن عمر سعيد، مسؤول التوعية في ألبرتا لدى ’’المجلس الوطني للمسلمين الكنديين‘‘
ولم يتلقّ أيٌّ من موقّعي الرسالة الـ28، ومن بينهم ’’المجلس الوطني للمسلمين الكنديين‘‘، وثيقة قانونية من كولين ماي.
ومن جهته، لم يُعطِ ’’المجلس الوطني للمسلمين الكنديين‘‘ أسماء الأشخاص الذين، وفقاً له، تمّ الاتصال بهم من قبل كولين ماي.
من جانبها، تلقت هيئة الإذاعة الكندية (’’سي بي سي‘‘ / راديو كندا) رسالة تهددها بإجراءات قانونية من قبل كولين ماي بشأن مقالة نشرتها في 16 تموز (يوليو) حول الجدل المتصل بنقد كتاب إفرايم كارش.
(نقلاً عن تقرير لجوليان لاترافيرس على موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)