تجنّب أمس رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو، من تونس حيث شارك في قمة الفرنكوفونية، التعليق بشكل مباشر على الاتفاق النهائي الذي تمّ التوصل إليه فجر الأحد في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ لعام 2022، ’’مؤتمر الأطراف الـ27‘‘ (COP27)، في شرم الشيخ في مصر والذي تضمّن إنشاء صندوق لمساعدة الدول الفقيرة المتضررة من التغيّرات المناخية.
لكنّ ترودو، الذي لم يشارك في أعمال الـ’’كوب 27‘‘، كرّر بأنّ تسعير التلوث هو إجراء أساسي في مكافحة التغيرات المناخية وأنّ هناك ضرورة للقيام باستثمارات للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
’’نحن بحاجة إلى أن تجعل شركات النفط والغاز أنشطتها أكثر نظافة، بينما لا تزال تستخدم النفط والغاز في اقتصادنا‘‘، قال رئيس الحكومة الليبرالية مبرراً الإعانات الفدرالية الممنوحة لقطاع الوقود الأحفوري في كندا.
إلّأ أنه وعد بأنّ كندا ستوقف تقديم هذه الإعانات ’’ليس فقط في عام 2025، كما سبق أن وعدنا، ولكن في نهاية عام 2023‘‘، مؤكداً أنّ هذا التزامٌ ستحافظ كندا عليه.
ويعتقد ترودو أنّ ’’الاستثمارات التي نقوم بها (في كندا) في مجال إزالة الكربون وكذلك في تطوير تكنولوجيات وأساليب صناعية جديدة‘‘ ستجعل من الممكن الوصول إلى مرحلة صافي الانبعاثات الصفرية، وهذا أمر ’’ضروري‘‘ بنظره.
وتعترف الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC / GIEC) والأمم المتحدة بأنّ شركات الطاقة يجب أن تلعب دوراً في إزالة الكربون. ومع ذلك، يؤكد رئيس الحكومة الكندية أنه يجب علينا الحفاظ على ’’سعر للتلوث‘‘ والاستثمار ’’بشكل مباشر‘‘ في احتجاز الكربون وتخزينه إذا أردنا بلوغ هدف الانبعاثات الصفرية ’’من خلال الاستمرار في دعم اقتصاد يفيد الجميع‘‘.
كندا هي إحدى الدول الأكثر التزاماً بفرض ثمن مرتفع على التلوث.
نقلا عن جوستان ترودو، رئيس الحكومة الكندية
وأضاف ترودو أنه يأمل في أن يقوم حلفاء كندا أيضاً بفرض ضرائب أعلى على التلوث وأن ’’يدعموا المؤسسات التي تستثمر‘‘ في تكنولوجيات أكثر نظافة.
ويعتقد ترودو أنّ زيادة سعر التلوث هي ’’وسيلة لوضع المزيد من المال في جيوب العائلات التي تحتاج إليه فيما نقوم بمكافحة التغيرات المناخية.‘‘
من جهته أشار وزير البيئة والتغيرات المناخية الكندي، ستيفن غيلبو، الذي ترأس الوفد الكندي إلى مؤتمر الـ’’كوب 27‘‘ إلى أنّ الوفد عمل ’’بجدّ وكدّ‘‘ لتحسين ’’النص النهائي‘‘ للاتفاق الذي أدّى إلى إنشاء صندوق للخسائر والأضرار.
وأضاف الوزير غيلبو أنّ الممثلين الكنديين في مؤتمر شرم الشيخ ’’قاتلوا أيضاً‘‘ لكي تتخلى دول العالم الأُخرى بشكل تدريجي عن دعم الوقود الأحفوري والفحم.
كما تهدف كندا إلى تحرير نفسها من ’’الاعتماد على الوقود الأحفوري‘‘ أكّد الوزير غيلبو.
وكان وزير البيئة الكندي يود مناقشة حقوق الشعوب الأصلية خلال مؤتمر الـ’’كوب 27‘‘. ’’ستواصل كندا تعزيز أهمية نهج قائم على الحقوق في مكافحة التغيرات المناخية في جميع أنحاء العالم‘‘، قال غيلبو.
ويعتقد الوزير غيلبو أنّ مؤتمر الأطراف بنسخته السابعة والعشرين (كوب 27) لم يتعرض لانتكاسة فيما يتعلق بالتزامات دول العالم لحلّ أزمة المناخ، لكنه قال إنه كان يود رؤية مزيد من الالتزامات من جانب هذه الدول.
أمّا منظمة ’’إكيتير‘‘ (Équiterre) البيئية فقالت في بيان صحفي إنها ’’تأسف‘‘ لاتخاذ الدول المتقدمة، ومن بينها كندا، التزامات قليلة في مؤتمر شرم الشيخ من أجل ’’إزالة كافة أنواع الوقود الأحفوري من الباقة الطاقية العالمية‘‘ فيما هذه الدول هي في أساس أزمة المناخ.
كما أدانت ’’إكيتير‘‘ تأثير قطاع النفط والغاز في الـ’’كوب 27‘‘، وقالت إنّ كندا ’’اختارت أن تكون واجهةً لعرض الحلول الخاطئة المقدَّمة من شركات النفط والغاز‘‘ في شرم الشيخ.
يُشار إلى أنّ الوزير غيلبو، وهو خبير بيئي مرموق، كان من مؤسسي منظمة ’’إكيتير‘‘ غير الحكومية، الواقع مقرها الرئيسي في مونتريال، قبل دخوله المعترك السياسي.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)