للمرة الثالثة تنظم مجلة ’’زهرة كندا‘‘ نشاطها الاجتماعي الترفيهي بعنوان ’’لمة فرح‘‘ عشية عيدي الميلاد ورأس السنة.
نُظمت فعاليات ’’لمة فرح‘‘ في ’’مركز أرمينيا الاجتماعي‘‘ في مدينة لافال شمال مدينة مونتريال في عطلة الأسبوع المنصرم. وشارك فيها نحو من عشرة محلات تجارية سوّقت لمنتجاتها من حرف يدوية وهدايا لعيد الميلاد وسلع بنكهة شرق أوسطية. أمَّ مكان العرض أكثر من 400 زائر مستمتعين في شكل خاص بأجواء عيد الميلاد في الزينة والديكور. ناهيك عن أجواء متلائمة مع بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تجري في قطر. هذا وخُصص الأطفال بعروض فنية قدمتها شخصيات عالم ديزني الكرتونية كما قُدمت فقرة فنية للكبار أحيتها المغنية الشابة ميريام فاسكين حبيب.
يوضح مؤسس ورئيس تحرير مجلة ’’زهرة كندا‘‘ غابي يوسف بأن هذه الفقرات من الترفيه والتسلية في ’’لمة الفرح‘‘ تضفي طابعا أكثر شمولية يخرج عن المألوف. هذا ولا يعود ينحصر نشاطهم بهدف الربح المادي على غرار البازارات التي لا تعد ولا تحصى التي ينظمها أبناء الجالية العربية عشية المناسبات والأعياد الدينية في المدينة الكوسموبوليتية.
يقول يوسف إنه يضمن من خلال الفقرات الفنية حضور أكبر عدد من الزوار لتفعيل المشاركة والتبادل بين الجمهور والفعاليات الموجودة في ’’لمّة فرح‘‘.
في هذا الإطار يؤكد يوسف النعمة صاحب مطعم ’’فينة‘‘ للمأكولات العراقية المشارك في فعاليات ’’لمّة فرح‘‘، أن الربح المادي ليس هدفا بحد ذاته بالنسبة إليه من خلال مشاركته في أنشطة من هذا النوع. ويردف قائلا ’’يكفيني أن يتعرف زوار المعرض على مطعمي ولعل لقمتي الشهية هي ضمانتي بأن هذا الزائر سيعود آجلا ويؤمن لي الاستمرارية والنجاح والازدهار‘‘.
وصل ابن مدينة البصرة في جنوب العراق يوسف النعمة إلى مونتريال قبل عام ونصف فقط قادما من تركيا التي كان أمضى فيها 7 سنوات بصفة لاجئ مع والده المقعد ووالدته وشقيقته وشقيقه.
اسم المطعم ’’فينة‘‘مصطلح خاص بأهل العراق وله دلالة خاصة عند عائلة النعمة. إنه غطاء الرأس للرجال أو الطربوش كما يسميه أهل الشام ومصر، وفي العراق معروف باسم ’’فينة‘‘ وقد استخدمه الباشوات هناك في العهد الملكي.
’’فينة‘‘ أيضا للدلالة على الحروف الأولى في أسماء أفراد العائلة الثلاثة الذين أطلقوا مشروعهم التجاري الأول في مونتريال الابنة فرح التي تسلمت التسويق والدعاية، يوسف العقل المدبر والأم نهاد العمران التي تمارس أكثر أمر يستهويها في حياتها وهو الطهي. والتاء في ’’فينة‘‘ كما تقول ابنة الثلاثة والعشرين ربيعا فرح، هي الحرف الأخير في اسم عائلتها.
يؤكد أفراد هذه الأسرة على أن فكرة المطعم هي حلم قديم طالما راود مخيلتهم ولم يكن له أن يتحقق لا في العراق ولا في تركيا.
يقول يوسف النعمة ’’لقد توافرت في مونتريال إبان جائحة كورونا كل الظروف لبلورة هذا الحلم، حيث كان الناس يلزمون منازلهم بسبب القيود الصحية. ولعل ارتفاع الطلب على الخدمات التي توفرها المطاعم للبيوت صب في مصلحتنا تماما وساهم في الترويج لمطبخنا العراقي وأطباقه الشهية‘‘.
يوضح المتحدث أنه ماضٍ في توسيع أفاق حلمه وتطويرها ولكن يقينه أنه لا يمكن اجتياز درجات السلم بقفزة واحدة وإنما درجة بدرجة بخطوات واثقة وأكيدة.
تعطي عائلة النعمة لنفسها كل الوقت لتتعرف على الثقافات والحضارات والاثنيات وكل أوجه الحياة في المدينة التي ’’وجدت فيها حريتها وتنطلق فيها أنى تشاء وكيفما تشاء‘‘. ففي تركيا لم تكن هذه العائلة تملك تصريحا بالعمل كما أنه كان ممنوعا على أفرادها التنقل داخل البلاد أو الذهاب إلى مدينة أخرى من دون إذن مسبق. انتظرت عائلة النعمة 7 سنوات قبل أن تفتح أمامها أبواب السجن الكبير لتنتقل إلى كندا برعاية منظمة الأمم المتحدة التي سمحت بحصول العائلة على الإقامة الدائمة في بلاد القيقب.
تحقيق الاستقرار في كندا هو المحفز الأول لمشروعنا التجاري، كان يجب أن يتحقق هذا الاستقرار في حياتنا من أجل أن ننطلق من جديد إلى الحياة.
نقلا عن نهاد العمران، لاجئة عراقية في تركيا حصلت على الإقامة الدائمة في كندا عام 2021
بدوره يؤكد يوسف النعمة على أن الطموح هو أبرز مقومات النجاح في ريادة الأعمال. يقول بأنه خلال السنوات السبع الماضية، لم ينكفئ عن اكتساب المعرفة التي تمكنه من تحقيق حلمه عندما يصل إلى البلاد الآمنة التي ستحفظ حريته وكرامته. حقق المتحدث مكتسبات في الدعاية والتسويق وفي إطلاق المواقع الالكترونية والاشهار عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي فن الغرافيك (Graphic Design) وغيرها من المقومات التي تساهم في جعله رائد أعمال ناجح.
وهذا الشاب إيجابي إلى أبعد حدود ويرى دوما النصف الملآن من الكوب. يقول النعمة بأن كل ما عانوه من تأخر سفرهم إلى كندا لعام كامل بسبب جائحة كورونا كان لخيرهم ربما. ’’ولعل المانع خير‘‘ في نظر هذا الشاب المقبل على الحياة بكل التفاؤل.
تقص علي هذه العائلة أنه عشية بدء جائحة كوفيد-19 أتتها الموافقة على السفر إلى كندا، فباعت كل ما تملك في تركيا وتركت سكنها هناك. ولكن قبل ثلاثة أيام فقط على موعد السفر، قامت سلطات الهجرة الكندية بتجميد ملفها بسبب تداعيات الأزمة الصحية. وعليه كان على آل النعمة الانتظار سنة أخرى قبل الانتقال إلى العيش في الربوع الكندية.
عجز ميزانية يقابله غنىً إنساني
لا يأبه غابي يوسف كثيرا بالخسارة التي يتكبدها نشاط ’’لمة فرح‘‘ لأنه في نهاية المطاف يحقق مكسبا إنسانيا ومعنويا من خلال جمع شمل أبناء الجاليات العربية والتقائهم تحت سقف واحد للتعارف والتحاور وتبادل الخبرات والخدمات فيما بينهم.
يهمنا أن نحقق فرصة للتلاقي الإنساني بين الكنديين من أصول عربية وأن يشعر هؤلاء بأجواء الالفة والمحبة التي نشأوا عليها في بلدانهم الأم.
نقلا عن غابي يوسف، مؤسس ورئيس تحرير مجلة ’’زهرة كندا‘‘ التي تصدر في مونتريال
يدأب المتحدث الذي أطلق ’’زهرة كندا‘‘ إبان جائحة كورونا على محاولة خلق مساحة أمان وبقعة ضوء للمهاجر العربي في كندا. ولتحقيق ذلك تضطلع مجلته بتنظيم أنشطة ومهرجانات ثقافية وفنية وكذلك إعداد رحلات سياحية داخل كندا وخارجها سعيا إلى خلق مناخ إنساني واجتماعي شبيه بالمناخ الذي كان يعيش في كنفه أبناء الجاليات العربية في بلدانهم الأم.
يسرد المتحدث أنه اعتنق منذ صغر سنه تعاليم السيد المسيح وأحب على وجه الخصوص الآية من الإنجيل التي تقول: ’’ الله محبة وأحبب قريبك كنفسك‘‘، مؤكدا أنه يحاول جاهدا في كل أفعاله أن يطبق ما تقوله الآية. بالنسبة له ’’ليس أجمل من أن تستطيع خدمة الآخر من دون قيد أو شرط‘‘.
لم أعتبر أنا وزوجتي يوماً أنّ هجرتنا قبل 18 عاماً إلى كندا هي من قبيل الصدفة. إنه تدبير إلهي أَذِن لنا بأن نقدّم في هذه البلاد ما لم يكن في استطاعتنا ربما أن نقدّمه في بلدنا الأُم سوريا.
نقلا عن غابي يوسف، مؤسس ورئيس تحرير مجلة ’’زهرة كندا‘‘ التي تصدر في مونتريال
يؤكد المتحدث على المعطيات الإيجابية في كندا وفضاءات الحرية فيها وكذلك تنوعها الاثني والثقافي والحضاري مما يعزز العيش فيها ويجعلها قبلة شعوب الأرض قاطبة.