اقتحمت حافلة تابعة لمؤسسة النقل العام في لافال في مقاطعة كيبيك دار رعاية نهارية للأطفال في حيّ سانت روز في شمال المدينة، ما أدى إلى مقتل طفليْن وإصابة ستة آخرين بجراح.
وأكد جهاز الشرطة التابع لبلدية لافال في بداية بعد الظهر وفاة الطفليْن ونقلَ ستة أطفال آخرين إلى مستشفيات في لافال ومونتريال للمعالجة. وأضاف أنهم باتوا ’’خارج نطاق الخطر‘‘.
الدكتور مارك جيرار، مدير الخدمات المهنية في مستشفى سانت جوستين الجامعي للأطفال في مونتريال، قال في مؤتمر صحفي إنّ المستشفى استقبل أربعة أطفال في سن ما قبل الدراسة منتصف قبل الظهر، صبييْن وفتاتيْن.
’’وصلوا لعندنا واعين، لكن مصابين. حياتهم ليست على المحك في هذه اللحظة‘‘، قال الدكتور جيرار، مضيفاً ’’نعتزم تقديم أفضل رعاية لهؤلاء الأطفال حتى يتمكنوا من التعافي بسرعة واستئناف حياتهم الطبيعية‘‘ وأنه سيتم تقييم حالتهم النفسية خلال الساعات القليلة المقبلة.
وتتراوح أعمار الأطفال الأربعة بين 4 و5 سنوات، وأُدخل أحدهم إلى قسم العناية المركزة.
ولم يُصب أيّ شخص بالغ في الحادث، باستثناء شخص واحد نُقل إلى المستشفى لإصابته بصدمة عصبية.
وأوقفت الشرطة سائق الحافلة، واسمه بيار ني سانت أمان، بتهمة القيادة الخطرة والقتل.
ويعمل الموقوف سائقَ حافلة لدى مؤسسة النقل العام في لافال ويبلغ من العمر 51 عاماً. ومثل نهاية بعد ظهر اليوم أمام القضاء عبر الفيديو من أحد مستشفيات مونتريال.
وتضمنت لائحة الاتهام الرسمية الموجهة له تسع تهم، هي ارتكاب جريمتيْ قتل عمداً ومحاولة قتل نزلاء دار الرعاية النهارية التي اقتحمها بحافلته والاعتداء الجسيم على طفليْن واعتداء تسبب بأذى جسدي لأربعة أطفال آخرين.
رئيس جهاز شرطة لافال، بيار بروشيه، قال في مؤتمر صحفي بعد ظهر اليوم إنّه ليس للمشتبه به أيّ سجل جنائي. لكنّ بروشيه لم يستطع أن يؤكّد ما إذا كان للرجل أيّ صلة بدار الحضانة المستهدَفة.
أحد الجيران المقيمين بجوار دار الحضانة، حمدي بن شعبان، أخبر وسائل الإعلام أنه تمكن، بمساعدة ثلاثة من أولياء الأمور، من السيطرة على سائق الحافلة بعد اقتحامه الدار.
’’حاولنا السيطرة على السائق. فتح الباب وخلع ملابسه، كان عارياً تماماً. لم نفهم لماذا فعل ذلك‘‘، قال بن شعبان، مضيفاً ’’انقضضنا عليه (…)، لم يكن يوقف الصراخ. قمنا بضربه للسيطرة عليه وطرحناه أرضاً. ثم انتظرنا أفراد الشرطة الذين حضروا وقيدوا يديه بالأصفاد‘‘.
وتوالت ردود الفعل الرسمية على الحادث، فقال رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو إنّ جميع الكنديين يقفون إلى جانب مجتمع لافال الذي يمر بـ’’وقت عصيب‘‘.
’’لا أستطيع أن أتخيل ما تعيشه الآن هذه العائلات. (…) إنه أكبر كابوس يمكن تخيله للأهل. سنكون حاضرين خلال الأيام والأشهر وسنوات الحداد التي ستتبع‘‘، أكّد رئيس الحكومة الليبرالية في أوتاوا.
ووقف أعضاء مجلس العموم في العاصمة الفدرالية دقيقة صمت تضامناً مع العائلات المفجوعة قبل بدء فترة الأسئلة. وكذلك فعل أعضاء الجمعية الوطنية (الجمعية التشريعية) في كيبيك.
وقصد مكان الحادث كلّ من عمدة لافال، ستيفان بواييه، ووزير السلامة العامة في حكومة كيبيك، فرانسوا بونارديل، ووزيرة العائلة في حكومة كيبيك، سوزان رْوا، المسؤولة عن دور رعاية الأطفال، والوزير الكيبيكي المسؤول عن منطقة لافال، كريستوفر سكيت، لتقديم التعازي للعائلات المفجوعة وللعاملين في دار الحضانة المستهدَفة.
وأشار رئيس حكومة كيبيك، فرانسوا لوغو، على حسابه على موقع ’’تويتر‘‘ إلى أنه سيتفقّد مكان الحادث غداً برفقة زعماء أحزاب المعارضة لتقديم الدعم للعائلات المفجوعة وللموظفين المتضررين من المأساة.
وتقع لافال مباشرة شمال جزيرة مونتريال، وبشكل شبه كلي على جزيرة يسوع (Île Jésus) البالغة مساحتها 242 كيلومتراً مربعاً والواقعة في نهر سان لوران، وهي ثالثة كبريات مدن مقاطعة كيبيك من حيث عدد السكان، بعد مونتريال وكيبيك العاصمة، ويقطنها حوالي 450 ألف نسمة، قسم كبير منهم من المهاجرين من العالم العربي.
(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية وموقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)