يُنظّم مركز الجالية العربية في تورونتو (Arab Community Centre of Toronto) ابتداءً من الأسبوع المقبل دورة في العلاج بالفن التعبيري خاصة بالنساء الوافدات الجدد إلى كندا واللائي وقعن ضحايا للعنف المنزلي.
وتم تصميم هذا البرنامج من قبل منظمة ’’أكسس ألايانس‘‘ (Access Alliance) التي تقدم الخدمات الصحية منذ 30 سنة للمهاجرين وسكان مدينة تورونتو ذوي وضعيات اجتماعية هشّة والوافدين الجدد واللاجشين وطالبي الجوء.
وللمشاركة في البرنامج، يجب أن تكون المشارِكة بالغة سنّ الـ18 وما فوق وتتحدّث اللغة العربية.
ويقبل البرنامج أي شخص يُعرّف نفسه على أنه امرأة بما في ذلك النساء من مجتمع مثليي الجنس ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسياً وأحرار الجنس (+LGBTQ).
وسيتعين عليهنّ المشاركة في 12 جلسة ستعقد في الفترة من 25 أبريل/نيسان إلى 2 يونيو/حزيران.
تتكون المجموعة من 15 امرأة كحد أقصى.
ويوفّر مركز الجالية العربية في تورونتو للنساء المشاركات اللواتي لديهن أطفال، خدمة رعاية الأطفال في الموقع.
وتجدر الإشارة، إلى أن هذا البرنامج هو ’’جزء من دراسة أطلقتها منظمة ’’أكسس ألايانس‘‘ تهدف إلى تحسين الصحة النفسية للمشاركات‘‘، كما أوضحت المعالجة النفسية التي تشرف على جلسات العلاج، مجد السيد، في حوار مع راديو كندا الدولي.
نحاول تحديد الفنون الأكثر ملاءمة للشفاء عند هذه المجموعة من النساء عبر العلاج الفني التعبيري.
نقلا عن مجد السيد
وتضيف هذه الأخيرة أنّ المشاركات سيستكشفن الرعاية الذاتية والعلاقات السليمة والرفاهية وحقوقهنّ في كندا.
وبعد 6 أشهر من إتمام البرنامج، سيُطلب من المشاركات تقييمه وتحديد ما إذا كان للبرنامج تأثير على تحسين صحتهم العقلية.
وتقول مجد السيد وهي معالجة نفسية مسجّلة في نقابة المالجين النفسيين في أونتاريو أنّ العلاج النفسي بالفن التعبيري يختلف عن العلاج النفسي بالفن.
’’على عكس العلاج بالفن الذي يعتمد على فن معين، وعادة ما يتبادر إلى الذهن الرسم، يستخدم العلاج بالفن التعبيري أكثر من فن واحد حيث يمكن بدء الورشة بالرسم ثم الانتقال إلى الموسيقى أو الرقص أو الكتابة. إنه مثل اللعب بالفنون ‘‘، كما قالت هذه الإخصائية المولودة في مدينة رام الله والتي هاجرت إلى كندا في 2007.
وتضيف أنّ الأمر ’’لا يتعلق بإتقان الرقص أو الرسم على سبيل المثال، بل يحاول العلاج بالفن التعبيري أن يجد فينا الطفل الذي يلعب بحرية.‘‘
وأكّدت على أن الورشة لا تهدف إلى تحويل ’’المشاركات إلى فنانات يبعن أعمالهن أو يقدمن عرضاً في نهاية البرنامج.‘‘
وقالت إنّ العلاج بالفن التعبيري مناسب للأشخاص الذين يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم.
وعلى موقعها على الانترنت، تشرح المعالجة النفسية الفرنسية جولي كورب، وهي عضو في النقابة الفرنسية للمعالجين بالفنون، كيفية إجراء جلسة العلاج بالفن التعبيري: ’’على سبيل المثال، موسيقاي تلهم يدي، إيماءاتي ورسوماتي. ثمّ يعطيني رسمي حركة وإيقاع ورقصة. ورقصتي تحاورني. ثمّ أتخيل، ويخلق خيالي كلمات ، وتصبح كلماتي جمل، وتتحول جملي إلى كتابة.‘‘
وبحسب المعالجة النفسية مجد السيد، يمكننا تقييم نتائج العلاج.
وتشرح أن العلاج ’’عملية تدريجية ومتقطّعة. في بعض الأحيان، تلاحظ أنه في نهاية الورشة ، يتحدث الشخص الخاضع للعلاج بشكل مختلف عن الموضوعات التي كانت مصدر قلقه في بدايتها.‘‘
ولا تخلو حصص العلاج في بعض الأحيان من ’’الانتكاسات والتراجعات.‘‘
كلما زاد وعي الشخص بأن العلاج عملية غير خطية وقبل الانتكاسات، كانت فرصه في التعافي أفضل. عليك أن تقبل أن الفشل جزء من العلاج.
نقلا عن مجد السيد
وتواصل قائلة إنّ ’’المعالج النفسي يعالج المريض بوسائل نفسية لتحسين صحته العقلية، لكن دون إجراء تشخيص مثل اختصاصي علم النفس ولا يصف دواءً كالطبيب النفسي.‘‘
وتضيف أنّ ’’ الأطباء النفسيين هم أطباء يمكنهم وصف الأدوية ، ويركز اختصاصيو علم النفس على تقييم الاضطرابات العقلية وعلاجها، ويستخدم المعالجون النفسيون تقنيات العلاج النفسي لمساعدة المرضى.‘‘