رفعت إيران دعوى قضائية ضد كندا أمام أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، متهمةً إياها بانتهاك حصانة الدولة من خلال سماحها لأقارب ضحايا أعمال إرهاب بالمطالبة بتعويضات من الجمهورية الإسلامية.
وفي القضية التي أعلنت عنها اليوم محكمة العدل الدولية في لاهاي، تجادل طهران بأنّ أوتاوا ’’ملزمَة باحترام الحصانة القضائية التي تتمتع بها إيران بموجب القانون الدولي‘‘ وأنه ينبغي ألّا تسمح بدعاوى مدنية ضدّ إيران ’’لدعمٍ مزعوم للإرهاب أو أعمال الإرهاب‘‘.
كما يجب ألّا تسمح كندا لمحاكمها بالاعتراف بأحكام أجنبية في قضايا إرهاب متعلقة بإيران، وليس لها الحق في مصادرة أصول إيرانية لتنفيذ أحكام من هذا النوع، كما جاء في الدعوى المقدَّمة من طهران.
ومن بين القضايا الكندية المذكورة في الدعوى الإيرانية، حُكمٌ صادر عن محكمة أونتاريو العليا في 3 كانون الثاني (يناير) 2022 بأنّ إسقاط الجيش الإيراني في 8 كانون الثاني (يناير) 2020 طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية ذات الرحلة رقم PS752 بواسطة صاروخيْ أرض – جوّ يشكل ’’عملاً إرهابياً‘‘.
وقُتل 176 شخصاً كانوا على متن الطائرة، وهم جميع ركابها وأفراد طاقمها.
وكان أكثر من 100 من الضحايا الإيرانيين في هذه الحادثة يحملون الجنسية الكندية أو لديهم الإقامة الدائمة في كندا، ما دفع بعض عائلات الضحايا إلى مقاضاة إيران أمام محكمة مدنية كندية.
وتصنيفُ إسقاط الطائرة عملاً إرهابياً أتاح لمجموعة من العائلات بالالتفاف على الحصانة القانونية لإيران والمطالَبة بتعويضات عن خسائرهم. وفي العادة تتمتع الدول الأجنبية بالحصانة من الملاحقة القانونية أمام المحاكم الكندية.
وقضت محكمة أونتاريو العليا بما مجموعه 107 ملايين دولار كندي للأُسر التي رفعت الدعوى في هذه المقاطعة الكندية، 7 ملايين دولار منها تعويضات عن أضرار و100 مليون دولار كندي تعويضات عقابية، بالإضافة إلى الفوائد.
يُذكر أنّ إيران نفت في البدء أيّ مسؤولية لها في حادثة تحطّم الطائرة وهي من طراز ’’بوينغ 737 – 800‘‘.
لكن بعد أيام من النفي، وفيما تزايدت الأدلّة والضغوط الدولية، أعلن ’’حرس الثورة الإسلامية‘‘ الإيراني مسؤوليته الكاملة عن إسقاط الطائرة بصاروخيْ أرض – جو نتيجة ’’خطأ بشري بعد اقترابها من مركز حسّاس‘‘ تابع له وبعد ساعات معدودة على قصف إيران بالصواريخ الباليستية قاعدتيْن في العراق تستخدمهما القوات الأميركية.
وجاء هذا القصف الإيراني رداً على اغتيال الولايات المتحدة الفريق قاسم سليماني، قائد ’’فيلق القدس‘‘ التابع للحرس الثوري الإيراني، بواسطة طائرة مُسيَّرة في بغداد في 3 كانون الثاني (يناير) 2020.
واعتذر الحرس الثوري الإيراني علناً عن إسقاط الطائرة الأوكرانية وألقى باللوم في الحادث على مُشغّل دفاع جوي قالت طهران إنه اعتقد خطأً أنّ الطائرة كانت صاروخاً جوالاً أميركياً.
ومن المرجح أن تستغرق الدعوى التي رفعتها إيران أمام محكمة العدل الدولية سنوات. وأحكام المحكمة نهائية ومُلزِمة قانونياً.