ينام العشرات من طالبي اللجوء في العراء في تورونتو لأنّ نظام المآوي المكتظ في المدينة بدأ برفض وافدين جدد في حزيران (يونيو).
وتقول بلدية كبرى مدن كندا إنها لا تستطيع استيعاب المزيد من الوافدين بدون دعم من الحكومة الفدرالية.
ويضمّ نظام المآوي في عاصمة مقاطعة أونتاريو 9000 سرير، 3000 منها يشغلها حالياً طالبو لجوء.
منذ أن فرت من العنف قبل أسبوعيْن ووصلت إلى كندا بحثاً عن ملاذ آمن، وبروسكوفيا ناموسيسي تنام في شوارع تورونتو.
وناموسيسي الأوغندية جزء من مجموعة طالبي لجوء أفارقة ينامون أمام مكتب البلدية المنوط باستقبال اللاجئين في وسط المدينة. والسبب، كما تقول، هو أنّ البلدية تخبرهم كل يوم أنه لا يوجد مكان لاستقبالهم في أيٍّ من مراكزها.
وتقول ناموسيسي إنها لم تتمكن من دخول المكتب إلّا بشكل متقطع، لاستخدام مراحيضه وكابينات الدش فيه. أما المواد الغذائية والإمدادات التي تلقتها فجاءت في معظمها من منظمات إغاثة محلية. وتتساءل كيف سيمكنها الاستمرار على هذه الحال.
من جهته يقول عثمان نجيب صالي إنه غادر أوغندا بسبب تعرضه مع عائلته للاضطهاد لمعارضتهم الحكومة. ويروي المصاعب الجمة التي تواجهه في العيش في الهواء الطلق في طقس حار وماطر.
أمضيت ستة أيام هنا أنام في الشارع على أمل الحصول على مساعدة من الحكومة أو من مواطني كندا الطيبين.
نقلا عن عثمان نجيب صالي، طالب لجوء بلا مأوى في تورونتو
لكن لا عثمان ولا ناموسيسي يعرفان متى ستأتي هذه المساعدة المنشودة ومن قِبل من.
ويجد نظام المآوي نفسه مجبراً على إعادة توجيه الناس إلى برامج فدرالية. لكن لا يمكن للعديد من طالبي اللجوء الحصول على مساعدة فدرالية قبل أن يتم التحقق من صحة طلبهم بشكل كامل، ما يترك العشرات منهم في مأزق إداري ودون مكان ينامون فيه.
والبعض منهم بات يعاني مشاكل صحية بسبب الوقت الطويل الذي أمضاه في الهواء الطلق.
ويُقلق هذا الأمر مديرة حالات الحد من الأضرار في مأوى ’’أُول سينتس‘‘ (’’جميع القديسين‘‘ All Saints)، ديانا تشان ماكنالي.
وتقول تشان ماكنالي إنّ الكثيرين من طالبي اللجوء لا يحصلون على النظافة المناسبة لأيام، وتشير إلى إصابة رَجل منهم بمرض قدم الخندق (trench foot) الناجم عن تعرض القدميْن للرطوبة ولظروف غير صحية لفترة طويلة.
’’لسنا في خضم حرب‘‘، تقول تشان ماكنالي غاضبة، ’’هذه أمراض بدائية لا ينبغي أن توجد لو كان لدينا مأوى مناسب للناس‘‘.
وتأسف المرأة الشابة لكون المنظمات المحلية تتحمل مسؤولية جمع الأموال وتوزيع المواد الغذائية والإمدادات.
من جهتها، تقول المتحدثة باسم عمدة تورونتو الجديدة أوليفيا تشاو إنّ اجتماعاً يضمّ مسؤولين من البلدية وممثلين عن الحكومة الفدرالية وحكومة أونتاريو سيُعقد يوم غد الجمعة من أجل تحديد كيفية الاستجابة لهذا الوضع.
موقع راديو كندا