يسافر رئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل للتحدث عن البيئة، وفق ما أفادت به وكالة الصحافة الكندية.
وتلقى رئيس حكومة التحالف لمستقبل كيبيك (CAQ) دعوة من الأمين العام للمنظمة الأممية أنطونيو غوتيريش لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة والمشاركة في ’’قمة الطموح المناخي‘‘ الأولى التي تنعقد في 20 أيلول (سبتمبر) الجاري.
ومن النادر جداً أن يتلقى رئيس حكومة مقاطعة كندية مثل هذه الدعوة. ويُنظر إلى هذا التكريم في دوائر حكومة كيبيك على أنه اعتراف بالجهود التي تبذلها كيبيك لمكافحة التغيرات المناخية.
ولم تتم دعوة أيّة مقاطعة كندية أُخرى لحضور هذا الحدث الدولي الكبير.
ومن الواضح أنّ كيبيك تتميّز في مجال البيئة، فحكومة لوغو يحلو لها أن تذكّر بأنّ كيبيك تنتج أقل كمية من الغازات الدفيئة للفرد بين كافة المقاطعات والولايات في أميركا الشمالية، وأنّ ما نسبته 99% من الكهرباء التي تستهلكها يأتي من مصادر متجددة، وتحديداً كهرومائية.
وأيضاً تبنّت كيبيك هدفاً لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 37,5% عن مستوى عام 1990 بحلول عام 2030، وهي تريد بلوغَ الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وفي 19 أيار (مايو) الفائت أعلنت حكومة لوغو أيضاً عن تحديث خطتها للاقتصاد الأخضر وخصصت له 9 مليارات دولار على مدى خمس سنوات.
ويرى أنطونيو غوتيريش أنّ ’’الانهيار المناخي قد بدأ‘‘ على خلفية ارتفاع الحرارة خلال هذا الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية إلى مستوى قياسي عالمي.
وكان شهرا تموز (يوليو) وآب (أغسطس) الماضيان الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقاً لمرصد ’’كوبرنيكوس‘‘ (Copernicus) التابع للاتحاد الأوروبي.
وتكرّم ’’قمة الطموح المناخي‘‘ قادة الدول والمجتمع المدني والمؤسسات الذين هم ’’قادة في تطبيق إجراءات موثوقة وملموسة تهدف إلى بلوغ هدف الـ1,5 درجة مئوية الوارد في اتفاق باريس وفي تحقيق العدالة المناخية للأشخاص المتضررين بشدة من أزمة المناخ‘‘، كما جاء في وثيقة توضيحية للأمم المتحدة.
يُذكر أنّ حكومات 195 دولة حول العالم توصلت في كانون الأول (ديسمبر) 2015 في العاصمة الفرنسية إلى هذا الاتفاق الذي يُعتبر أول اتفاق عالمي حول المناخ، وهو نصّ على احتواء ارتفاع درجة حرارة الأرض بـ’’أدنى بكثير من درجتين مئويتين‘‘ قياساً بما قبل عهد الصناعة، لا بل دعا دول العالم لـ’’مواصلة الجهود للحد من ارتفاعها عند مستوى 1,5 درجة مئوية‘‘.
ويرافق وزير البيئة الكيبيكي بونوا شاريت رئيسَ حكومته إلى نيويورك لمدة ثلاثة أيام، من الإثنين إلى الأربعاء، ويقدّمان معاً التوجهات الرئيسية لكيبيك في مجال مكافحة التغيرات المناخية ويشاركان في طاولة مستديرة إلى جانب أعضاء تحالف ما وراء النفط والغاز (BOGA)، وكيبيك أحد أعضائه.
ويضمّ هذا التحالف دولاً وولايات ومقاطعات أوقفت استغلال الهيدروكربونات والتنقيب عنها.
ويشكل هذا الحضور لرئيس حكومة كيبيك في الأمم المتحدة مرحلة أولى قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ لعام 2023، المعروف أيضاً باسم ’’كوب 28‘‘ (COP28)، في دبيْ في دولة الإمارات العربية المتحدة من 30 تشرين الثاني (نوفمبر) إلى 12 كانون الأول (ديسمبر).
وكيبيك هي ثانية كبريات مقاطعات كندا العشر من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد، يقطنها نحو من 8,83 ملايين نسمة حسب تقديرات وكالة الإحصاء الكندية للربع الثاني من عام 2023.
نقلاً عن خبر لوكالة الصحافة الكندية