فر مو ناصر – وهو كندي متخصص في التسويق الرقمي ويعيش في تورنتو – إلى مدينة خان يونس في الجنوب، حيث يندر الغذاء ولا أحد يعرف أي مبنى على وشك الانهيار وسط ضربات صاروخية عشوائية.
قال ناصر “نحن محظوظون إذا حصلنا على ساعة أو ساعتين من النوم يوميا، فالقصف لا يتوقف”، مضيفا أن إحدى القنابل حولت الشقة الواقعة في الشارع المقابل لمنزله إلى أنقاض.
وناصر هو من بين نحو 150 كنديا في غزة، وفقا لأرقام الحكومة الكندية، وانتقل جنوبا بعد أن طلب الجيش الإسرائيلي من حوالي مليون فلسطيني إخلاء شمال غزة يوم الجمعة والتوجه إلى الجزء الجنوبي من القطاع الساحلي المغلق قبل غزو بري محتمل.
وأوضح مو ناصر البالغ من العمر 28 عاما، أنه لا يفهم كيف يمكن لعدد كبير من الأشخاص اتباع هذا الأمر بالإخلاء دون وقوع خسائر فادحة.
وقال “لا يوجد ماء ولا طعام للناس، وهم ينامون على الأرض في أحد المستودعات، وعلينا أن نفعل كل ما هو ممكن لوقف ما يحدث، ولا يمكن لهذا أن يستمر – سنموت جميعا”.
وأكدت لانا شقيقة ناصر البالغة من العمر 23 عاما في ميسيساجا، أن ابن أخيها باسل يفر أيضا من الدمار وهو لا يزال في الثالثة من عمره.
وقالت: “إنه أمر مخيف، ومن الصعب عليّ أن أفهم كيف يمكن لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات أن يفهم القصف وعدم وجود كهرباء أو مياه نظيفة”.
وقد أرسلت الحكومة الكندية طائرة عسكرية إلى تل أبيب لإجلاء المواطنين الكنديين، ولكن من بين ما يقرب من 2200 شخص في المنطقة، يوجد حوالي 150 شخصا كنديا في غزة.
وأوضح ناصر أنهم لا يستطيعون الوصول إلى ذلك المطار لأنهم لا يستطيعون السفر عبر إسرائيل بسبب الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من عقد من الزمن.
وقال Michael Bueckert من مجموعة “كنديون من أجل العدالة والسلام في الشرق الأوسط”: “لأنهم فلسطينيون، لا يمكنهم السفر عبر مطار تل أبيب”.
وأضاف “إنهم ممنوعون من دخول المطار بسبب جنسيتهم، وأكد أن عمليات الإجلاء في كندا يعوقها العمل في هذا النظام الظالم”.
وتدعو بعض الجماعات الكندية الحكومة الكندية إلى ترتيب المرور عبر مصر ومطالبة إسرائيل علنا بوقف قتل المدنيين.