تبنّت الجمعية الوطنية الكيبيكية اليوم بإجماع أعضائها اقتراحاً تقدّم به النائب سول زانيتي من حزب التضامن الكيبيكي (QS) لدعم الكاتبتيْن الكيبيكيتيْن ميريام داغوزان برنييه وإليز غرافيل.
يُذكر أنّ كتاباً لداغوزان برنييه تعرّض للحرق على أيدي سياسية أميركية، بينما وُضعت مؤلفات غرافيل في المكتبة العامة اليهودية في مونتريال بعيداً عن الأنظار.
وجاء في نص الاقتراح الذي تقدّم به النائب زانيتي والذي يؤكد فيه أيضاً حزب التضامن الكيبيكي (يساري) دعمه للرسّامة سيسيل غارييبي، صاحبة الرسوم في كتاب ’’عارٍ بالكامل‘‘ (Tout nu) لداغوزان برنييه، ’’أنّ الجمعية الوطنية تشعر بالقلق من الفصول الأخيرة من الرقابة التي تستهدف كتباً كيبيكية‘‘.
وأضاف النائب زانيتي في اقتراحه ’’أنّ الجمعية الوطنية تجدد دعمها لحرية الرأي وحرية التعبير وحرية تداول الأفكار‘‘.
كتاب داغوزان برنييه يُحرق بواسطة قاذفة لهب
وكانت السياسية الأميركية فالنتينا غوميز، المرشحة الجمهورية لمنصب وزيرة الخارجية في ولاية ميسوري، قد نشرت يوم الثلاثاء على منصة ’’إكس‘‘ (’’تويتر‘‘ سابقاً) للتواصل الاجتماعي شريط فيديو يُظهرها وهي تحرق كتاب ’’Naked‘‘، الترجمة الإنكليزية لكتاب ’’Tout nu‘‘ لداغوزان برنييه، وكتاباً آخر يتوجّه إلى المراهقين المثليّي الجنس.
وداغوزان برنييه عالمة جنس، وتقدّم كتابها المليء بالرسوم التوضيحية الملونة والمنشور عام 2019 على أنه ’’قاموس خيّر للحياة الجنسية‘‘ مخصص للأحداث من عمر 13 سنة فما فوق.
ويتضمّن الكتاب شرحاً مبسّطاً للعديد من المواضيع والمصطلحات المتصلة بالحياة الجنسية، من التوجّه الجنسي والهوية الجنسانية إلى الأمراض المنقولة جنسياً، مروراً بمبدأ الموافقة على العلاقة الجنسية والعديد من الأمور الأُخرى ذات الصلة.
’’عندما أُصبح وزيرةً للخارجية (في ولاية ميسوري)، سوف أحرق كل كتاب يغرس أفكاراً في أذهان أطفالنا ويُجَنْسِنُهم‘‘، كتبت غوميز في منشورها الذي ينتهي بشعار ’’اجعلوا أميركا عظيمة مرة أُخرى‘‘ (MAGA) الذي تبنّاه وعمّم انتشاره على نطاق واسع الرئيسُ الأميركي الأسبق دونالد ترامب.
كتب غرافيل بعيدة عن الأنظار في مكتبة يهودية في مونتريال
أمّا المؤلفة والرسامة إليز غرافيل، وهي واحدة من أشهر مؤلفي كتب الأطفال في مقاطعة كيبيك، فقد تعرّضت لانتقادات شديدة بسبب منشوراتها على الإنترنت، وقامت مكتبة يهودية بإبعاد مؤلفاتها عن الأنظار.
ومنذ اندلاع الحرب الحالية بين حركة حماس الفلسطينية ودولة إسرائيل قبل أربعة أشهر، أعربت غرافيل عن آرائها على وسائل التواصل الاجتماعي، متهمة الحكومة الإسرائيلية بقصف الأطفال وقمع الفلسطينيين.
أزعجت تعليقات غرافيل بعض أفراد الجالية اليهودية في مونتريال. ورداً على ذلك، قامت المكتبة العامة اليهودية في مونتريال بإزالة كتب المؤلفة الكيبيكية من رفوفها المفتوحة، فيما اتهمها ’’المركز الاستشاري للعلاقات اليهودية والإسرائيلية‘‘ (CIJA)، الذي يمثل الاتحادات اليهودية في كندا، بمعاداة السامية.
لكنّ غرافيل رفضت هذه التهمة. ’’لا، منشوراتي ليست معادية للسامية‘‘، كتبت المؤلّفة والرسّامة الكيبيكية أمس.
أنا ضدّ كافة أشكال العنصرية والتمييز، بما في ذلك معاداة السامية. وأدين أيضاً العنف الشديد الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية. وهذه الحكومة لا تمثل أفكار جميع اليهود في العالم، ولا حتى أفكار جميع سكان إسرائيل.
نقلا عن إليز غرافيل، مؤلّفة كتب أطفال كيبيكية
وقالت المكتبة العامة اليهودية لشبكة ’’سي بي سي‘‘ الإخبارية (خدمة هيئة الإذاعة الكندية باللغة الإنكليزية) إنّ غرافيل ’’واحدة من أكثر مؤلفي كتب الأطفال المحبوبين في كيبيك‘‘ وإنّ عملها ’’مُعترف به على نطاق واسع لمساهماتها في أدب الأطفال‘‘.
’’على الرغم من أنّ محتوى كتبها ليس مسيئاً من الناحية الموضوعية، اتخذنا قراراً بنقلها من رفوفنا المفتوحة إلى أكداس مغلقة‘‘، أضافت المكتبة في بيان.
وهذه العملية ’’تضمن بقاء الكتب متاحةً من خلال فهرسنا، فيما نعترف بالحساسيات المحيطة بمنشورات المؤلفة على وسائل التواصل الاجتماعي‘‘، أوضحت المكتبة العامة اليهودية التي لا تخصّ بلدية مونتريال.
يُذكر أنّ الجمعية الوطنية الكيبيكية أدانت بالإجماع قبل سنة حظر بعض المدارس الأميركية كتاباً لغرافيل بعنوان ’’الزَهري والأزرق وأنت!‘‘ (Le rose, le bleu et toi) يتناول التوجه الجنسي والهوية الجنسانية.
نقلاً عن موقعيْ راديو كندا و’’سي بي سي‘‘،