تجمّع مساء أمس الخميس عشرات الأشخاص أمام مقرّ قنصلية الولايات المتحدة الأمريكية في مونتريال للتعبير عن فرحتهم بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل.
ودعت عدّة منظمات فلسطينية وأخرى متعاطفة مع الفلسطينيين من بينها حركة الشباب الفلسطيني إلى هذا التجمع معتبرةً صفقة وقف إطلاق النار لم تكن لتتحقق ’’لولا الصمود الاسطوري لشعبنا في قطاع غرة‘‘ بعد ’’15 شهراً من الإبادة الوحشية.‘‘
وقد أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة عن مقتل ما لا يقل عن 46.876 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وبدأ الصراع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بعد الهجوم الدموي الذي شنته حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية.
وأسفرت العملية عن مقتل 1.210 أشخاص على الجانب الإسرائيلي، غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية. ومن بين 251 شخصاً اختطفوا، لا يزال 94 شخصاً محتجزين في غزة، منهم 34 قتيلاً، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وقف إطلاق النار
وتوصل الوسطاء – قطر ومصر والولايات المتحدة – إلى هذا الاتفاق مع اقتراب تسلّم دونالد ترامب مقاليد الحكم ، بعد 15 شهرا من الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس.
و وفقاً للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، ورئيس الوزراء القطري، ومسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين، يدخل وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه أول أمس الأربعاء حيز التنفيذ يوم الأحد 19 يناير/كانون الثاني.
وأعلن بايدن أن ’’المرحلة الأولى ستستمر ستة أسابيع، وستتضمن وقف إطلاق نار كامل، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وإطلاق سراح عدد من الرهائن المحتجزين لدى حماس، بمن فيهم النساء والمسنين والجرحى‘‘.
وخلال المرحلة الأولى، ’’ستفرج حماس عن 33 أسيراً إسرائيلياً (…) مقابل إطلاق سراح أسرى [فلسطينيين] في السجون الإسرائيلية”، بحسب رئيس الوزراء القطري.
خمسون سنة من الدعم
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، أوضح سيرج باتنود وهو أستاذ متقاعد شارك في المظاهرة إنّها ليست المرة الأولى التي يشارك فيها في مظاهرة لدعم الفلسطينيين. ’’لقد كنت هنا منذ خمسين سنة.‘‘
هناك تشابه كبير بين تاريخ الشعب الكيبيكي وتاريخ الشعب الفلسطيني الذي له الحق في العيش حرّا ومستقلاً.نقلا عن سيرج باتنود
وقال هذا الأخير إنّه متخوّف من أن ‘‘إسرائيل لن تحترم بنود اتفاق وقف إطلاق النار كما رأيناه في لبنان.‘‘
وأضاف هذا الكيبيكي الذي يدعو إلى استقلال مقاطعة كيبيك عن كندا أنّه ’’يجب التخلّص من الهيمنة الامبريالية الأمريكية في فلسطين وفي غرب آسيا.‘‘
واستغرب كيف أنّ رئيس حكومة كيبيك الذي ’’يعتبر نفسه وطنياً لم يقل ولو كلمة واحدة في الوقت الذي توجد هناك أمّة تُباد. وعوض ذلك يقوم بفتح مكتب [في إسرائيل]. هل يريد إنكار وجود الأمة الفلسطينية ؟‘‘
وانتقد السيد باتنود موقف ترودو من الحرب في غزّة واعتبره ’’امبريالياً‘‘.
ترحيب ترودو بالاتفاق
ورحّب رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو باتفاق وقف إطلاق النار المُعلن عنه. وعلى منصة ’’إكس‘‘، قال إنّ ’’ كندا ترحّب بإعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وسوف ندعم كافة الجهود الرامية إلى تنفيذه.‘‘
ودعا ’’ الأطراف إلى التحرك فوراً حيث يجب إطلاق سراح جميع الرهائن. ويجب أن يتوقف هذا العنف المروع والمعاناة. يجب أن تنتهي الكارثة الإنسانية في غزة.‘‘
وبالنسبة لِجوستان ترودو ’’لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، ولكن هناك أمل اليوم في تحقيق حل الدولتين، حيث يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين العيش بأمان داخل حدود معترف بها دوليا وفي سلام وكرامة وأمن.‘‘
ومن جانبها أيضاً، كتبت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي على منصة ’’إكس‘‘ أنها سعيدة بسماعها ’’أنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.‘‘
وقالت إنّ ’’إن أفكاري تتجه نحو الرهائن وعائلاتهم والمدنيين الفلسطينيين في غزة. وأود أن أشكر الولايات المتحدة وقطر ومصر على دورها في التوصل إلى هذا الاتفاق. وهذه خطوة أولى مهمة في بناء السلام الدائم.‘‘
وطالبت بالإفراج ’’غير المشروط عن كافة الرهائن الذين اختطفوا خلال الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس. ويشمل ذلك جثمان [الكندية الإسرائيلية] جودي وينستين ، ونحن على اتصال مع قطر وإسرائيل في هذا الشأن.‘‘
وقالت إنها تعما على ’’زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية المقدمة إلى غزة مع إتاحة الوصول إليها دون عوائق.‘‘
كما طالبت بعودة ’’المدنيين النازحين والذين سيحتاجون إلى مساعدتنا لإعادة بناء منازلهم وحياتهم.‘‘
وتقول ريما وهي كندية لبنانية من مواليد مونتريال وتعمل في مؤسسة مجتمعية إنّها ’’شعرت الارتياح. لكنّني لا أثق في إسرائيل التي تخرق دائما اتفاقات وقف إطلاق النار ولا تحترم القانون الدولي. فرحة ممزوجة بخوف.‘‘
أعتبر [اتفاق وقف إطلاق النار] نصراً لأّن المقاومة هي التي فرضته وليس التدخلات الخارجية. ريما
وأضافت أنها قلقة أيضا من ’’خرق إسرائيل لوقف إطلاق النار في لبنان. فهم يدخلون القرى ويدمّرون ما تبقى من البيوت‘‘.
وفي الأسبوع الماضي، قالت وزارة الصحة اللبنانية إن خمسة أشخاص قتلوا في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان، رغم وقف إطلاق النار الساري منذ نهاية نوفمبر/تشرين الثاني بين إسرائيل وحزب الله اللبناني بعد أشهر من الصراع.
ومن جانبه أوضح غسان بوبز، جراح العظام في المستشفى الجامعي لِمونتريال، وهو فلسطيني من مواليد مدينة عكّة الواقعة حاليا في حدود دولة إسرائيل أنّ وقف إطلاق النار لا يكفي لوحده.
يجب أن يُتبَع وقف إطلاق النار بمحاسبة المسؤولين عن إبادة [الفلسطينيين] بمن فيهم رئيس الحكومة الكندية ووزيرة الخارجية الكندية المتواطئين فيه.نقلا عن الدكتور غسان بوبز
ويعتبر هذا الأخير الذي ينتمي لمجموعة ’’أطباء من كيبيك ضد الإبادة في غزةّ‘‘ أنّه يجب متابعة كلّ من ’’دافع عن الإبادة ونشر أخبار كاذبة عن الفلسطينيين مثل حرق الأطفال الرضّع‘‘.
(مع معلومات من وكالة فرانس برس)