’’هدفُنا هو التعريف بالثقافة العربية في [مقاطعة] نيوبرنزيوك‘‘. هذا ما قالته ريم فياض، رئيسة نادي الثقافة العربية في حديث مع راديو كندا الدولي من مدينة مونكتون.
ولتحقيق ذلك ، تُنظّم هذه الجمعية الثقافية التي تأسست في عام 2019، على سبيل المثال لا الحصر، يوم غد السبت في مونكتون جلسة ’’مايك مفتوح‘‘ (Open Mic)’’ يشارك فيها أصدقاء النادي بطريقة غير رسمية بإلقاء الشعر أو قراءة مقتطفات من قصص وروايات أو أداء أغاني‘‘.
وخلال أيام السبت من شهر فبراير/شباط المقبل ثلاث برمج النادي ورشات لتعليم أساسيات رقصة الدبكة بالتعاون مع الجمعية الفلسطينية في كندا الأطلسية في فريدريكتون عاصمة المقاطعة.
وتقول ريم فياض المولودة في لبنان والتي هاجرت إلى كندا في 2010 إنّها منذ وصولها إلى مونكتون انخرطت في النشاط المجتمعي.
’’كانت البداية مع الجمعية اللبنانية في مونكتون. لما تصل إلى أي مكان تكون دائماً علاقتك مع الأشخاص المقربين‘‘، كما أوضحت هذه المتحصلة على شهادة الماجستير في علوم البيئة والصحة من الجامعة الأمريكية في بيروت.
وما يميّز النشاط المجتمعي عموماً هو أنّ الجاليات تجتمع وفق الانتماءات الوطنية. ولم تكن هناك جمعية ثقافية شاملة لكلّ المنحدرين من الوطن العربي.
وبعد ثماني سنوات من النشاط المجتمعي، تقول ريم فياض إنها بدأت تشعر في 2019 أن الجالية العربية بحاجة إلى جمعية ثقافية. وهذا لا يتنافى مع ضرورة وجود منظمات مجتمعية.
المنظمات المجتمعية لا تبرز البعد الثقافي للمجتمع العربي بمفهومه الأدبي والفني. لذا أسسنا نادي الثقافة العربية يكون أعضاؤه من كل الدول العربية ومن المهتمين بالثقافة والفنون.نقلا عن ريم فياض، رئيسة نادي الثقافة العربية (نيوبرنزويك)
وينحدر أعضاء مجلس إدارة النادي من بلدان غربية مختلفة كالعراق ولبنان والجزائر وفلسطين والمغرب.
وأكّدت ريم فياض أن النادي ليس له دور تمثيل الجالية العربية و‘‘لا يتكلّم باسمها. وهو مستقلّ عن كلّ انتماء سياسي أوديني أو أي خلفيات ‘‘.
ورغم أنها لم تركّز كثيرا على هذا الجانب من سيرتها الذاتية في حديثها مع راديو كندا الدولي إلّا أنَ لِريم فياض موهبتان : كتابة الشعر والغناء، فهي تنتمي لِفرقة ’’أرابيكا‘‘ (Arabika) في مونكتون.
وصدر لها ديوانان شعريان : ’’على هامش البوح‘‘ (2008) و ’’إلى رجل ما‘‘ (2018).
وهذا ما يفسّر تركها للنشاط المجتمعي لأجل الثقافة والفنون. ’’أحبّ الثقافة العربية بمفهومها الأدبي والفني. واللغة العربية تشكل جزءاً مهماً من هذا البعد. وجودي فقط في منظمة مجتمعية لم يعد يغذّي هذا الشغف‘‘، كما قالت.
وأوضحت ريم فياض أنّ النادي لا يهدف فقط للوصول للجمهور العربي في نيو برونزيوك.
يهدف نادي الثقافة العربية إلى الوصول إلى المجتمع بالإجمال. هدفنا هو إبراز غنى الثقافة واللغة العربية وإظهارها للمجتمع بكافة أطيافه.نقلا عن ريم فياض، رئيسة نادي الثقافة العربية (نيوبرنزويك)
وحسب هذه الأخيرة ’’يمكّن النادي الناس من التعرف على أمور غير متاحة لهم عادة حيث أنّ الكثير منهم مهتم بالموسيقى والشعر. ‘‘
وفي الأمسيات الشعرية ’’تُلقى الأشعار بثلاث لغات : العربية والانكليزية والفرنسية‘‘، كما أوضحت هذه المديرة التنفيذية في مجلس الصحة في نيو برونزويك.
يسعى إذن نادي الثقافة العربية إلى تحقيق هدفين، وفقاً للسيدة فياض. ’’من ناحية، نشارك الثقافة العربية وأشكالها الغنية المختلفة من أدب من موسيقى وفنون مرئية للمجتمع العربي الذي يرغب في أن يرى ثقافته. ومن ناحية أخرى نقدّمها للمجتمع الكندي أو الجاليات المختلفة الأخرى التي تسعى للتعرف على الثقافات المختلفة‘‘، كما أكّدت مديرة النادي.
وترى هذه الأخيرة أنّ ’’النادي يبني جسوراً نحو المجتمع الذي نعيش فيه عبر كلّ أشكال الفنون. وقد أعطى ذلك ثماراً حيث أننا بدأنا نلاحظ تزايداً في الاهتمام بنشاطاتنا من المجتمع الكندي.‘‘
ففي ورشات الخط العربي التي ينظّمها النادي وتشرف عليها الخطاطة من أصل تونسي حلى علي، ’’تجاوز عدد المشاركين الكنديين المتدربين من أصول عربية. 70% من المشاركين ليسوا عرباً.‘‘
’’نحضّر هذا العام للنسخة الرابعة من مهرجان التراث العربي. وهو مجموعة من النشاطات ننظمها خلال الشهر. ونخصص كل نهاية أسبوع لنشاط معين حيث نجمع بين الموسيقى والفنون المرئية وفن الخط وورشات قراءات شعرية ونشاطات للأطفال‘‘، كما قالت.