أُقيمت عدة أنشطة بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة للهجوم المسلّح على المصلّين في المسجد الكبير التابع للمركز الثقافي الإسلامي في مدينة كيبيك (CCIQ) التي تصادف اليوم.
ابراهيم باري ومامادو (محمد) تانو باري وخالد بلقاسمي وعبدالكريم حسّان وعزّالدين سفيان وأبوبكر الثابتي قُتلوا مساء 29 كانون الثاني (يناير) 2017 في ذاك الهجوم الذي وصفته الطبقة السياسية بالـ’’إرهابي‘‘ والذي أُصيب خلاله أيمن دربالي بشلل رباعي.
في عاصمة مقاطعة كيبيك استُهلّ اليومُ بمناقشة حول رهاب الإسلام، ما يُعرف أيضاً بالإسلاموفوبيا. وأُقيمت لاحقاً الصلاة في المركز الثقافي الإسلامي على أرواح الضحايا الستّ، أعقبها عشاء جماعي.
’’فخرنا بهؤلاء الشهداء وإجلالنا لهم لا مثيل لهما في العالم. حتى لو غادر الشهيد بجسده، سيظلّ خالداً في ذاكرة إخوانه وعائلته، لا بل في جنان الخلد عند الله‘‘، قال المركز الثقافي الإسلامي في منشور على منصة ’’فيسبوك‘‘.
وكان عدد من الممثلين المنتخَبين من مختلف مستويات الحكم، الفدرالي والمقاطعة والبلدي، قد حضروا يوم السبت مراسم أُقيمت في ثكنة كيبيك (Manège militaire de Québec) إحياءً للذكرى.
وتراوح عدد الشخصيات المشاركة بين 250 و300، من بينهم عمدة كيبيك برونو مارشان وممثلة كندا الخاصة لمكافحة الإسلاموفوبيا أميرة الغوابي، وقد حضروا لتكريم ذكرى الضحايا الست والتأكيد على أهمية مكافحة الإسلاموفوبيا.
’’قبل ثماني سنوات شهدت مدينة كيبيك حدثاً مرعباً سيظل محفوراً في ذهننا الجماعي إلى الأبد: مأساة إنسانية لا اسم لها ارتكبت باسم الكراهية‘‘، كتب عمدة كيبيك اليوم على منصات التواصل الاجتماعي، داعياً إلى ’’الوحدة والتضامن‘‘ في ’’هذه الأوقات المضطربة‘‘ التي نمرّ بها حالياً والتي تُسمع فيها ’’خطابات انقسام‘‘ ودعوات ’’انغلاق على النفس‘‘.
رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو قصد يوم السبت أيضاً مدينة كيبيك حيث زار مسجد المركز الثقافي الإسلامي والتقى بعائلات الضحايا.
وفي بيان أصدره اليوم دعا ترودو إلى وضع حدّ للكراهية الموجهة ضد المسلمين في كندا.
’’قُتلوا بسبب عقيدتهم الدينية‘‘، قال ترودو عن ضحايا الهجوم المسلح على مسجد كيبيك الكبير قبل ثماني سنوات.
’’نحن متضامنون مع الجاليات المسلمة في كندا وحول العالم لمكافحة الكراهية التي أدّت إلى هذا الهجوم‘‘، أضاف ترودو، ’’ونحن دائماً بالمرصاد لعودة هذه الكراهية، خاصة وأننا نشهد تنامي الإسلاموفوبيا والكراهية داخل مجتمعاتنا المحلية‘‘.
رئيس حكومة مقاطعة كيبيك فرانسوا لوغو كتب اليوم على منصة ’’إكس‘‘ للتواصل أنّ كيبيك ’’اهتزت بمأساة مروِّعة‘‘ قبل ثماني سنوات، وأنه ’’في الأيام التي أعقبت الفاجعة، أظهر آلاف الكيبيكيين تضامنهم‘‘.
وفي مبنى الجمعية الوطنية في كيبيك وجّه اليومَ النواب التحية لأرواح الضحايا وقدّموا التكريم لعائلاتهم.
خشية من فتور الاهتمام مع مرور الوقت
رئيس المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك، محمد العبيدي، قال لوكالة الصحافة الكندية إنّه سُجّل ’’تحسّن عام‘‘ في المواقف تجاه المسلمين منذ الهجوم قبل ثماني سنوات، على الرغم من بعض الانتكاسات.
لكنّ العبيدي يخشى تراجع اهتمام الناس مع مرور الوقت بالرسالة التي يتضمنها إحياء الذكرى السنوية.
’’للأسف، لم يكن هناك حماس كبير هذه السنة من جانب إخواننا في كيبيك الذين لم يستجيبوا لنداء أبوابنا المفتوحة في المسجد ومحاضراتنا التي كانت مفتوحة أمام الجميع‘‘، قال العبيدي، فحجم المشاركة في الفعاليات والمؤتمرات الهادفة إلى بناء جسور بين الناس كان مخيباً للآمال، وفقاً له.
’’يبدو أنّ الناس بدأوا ينسون‘‘، قال رئيس المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك.
يُشار إلى أنّ منفّذ الهجوم المسلّح على مسجد كيبيك الكبير، أليكسندر بيسونيت، يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط قبل 25 عاماً من تاريخ وقوع الجريمة، أي قبل عام 2042.
نقلاً عن موقع راديو كندا ووكالة الصحافة الكندية،