اتسمت مدينة الموصل منذ العهود الاولى من تاريخها بوجود العديد من المظاهر التي تميزها عن باقي مدن العالم،وقد تكلم الكثير من الرحالة والمؤرخين عن هذه السمة التي غلبت على مدينة الموصل،لاسيما اجواءها ومناخها الذي يصلح لقيام جذور عريقة للحضارة والعمران الانساني.
كانت الكنائس والاديرة من هذه السمات التي ميزتها،فقد انشئت في الموصل العديد من الكنائس والاديرة،وتكاد هذه المدينة ان تكون في مقدمة المدن التي تاسست فيها الكنائس،بعد الكنيسة الاولى في فلسطين، وقد حفلت الموصل بعدد غير قليل من الكنائس والاديرة التي انتشرت في معظم أحياء المدينة وخارجها وقدر عددها في أوائل القرن التاسع عشر بثلاث عشرة كنيسة.
دير مار كوركيس
يقع الدير شمال شرق الموصل وحاليا ضمن حدود بلدية المدينة في المنطقة المسماة بالحي العربي .وكان في الاصل كنيسة باعويرة التي هجرها اهلها المسيحيين وفي الدير كنيستين عليا وسفلى وفيه غرف عديدة للرهبان وللزوار ومعظم ابنيته مشيدة في القرن التاسع عشر ،واقدم ذكر تاريخي للدير عام 1710م حسبما جاء في مخطوطة دير السيدة الذي يقع شرق القوش.وللدير عيدان احدهما في الاحد الخامس من الصوم الكبير والاخر في ال 24 من نيسان يؤمه الزوار من داخل العراق وخارجه للتبرك ولقضاء ايام للراحة وللعبادة .