يقول أحد مُربّي النحل في منطفة كوتناي في مقاطعة بريتيش كولومبيا إنّ نحلاته العاملات بلا كلل علمته أنه عندما يقوم العديد من الناس كلٌّ منهم بمهمة صغيرة، يمكن أن يكون لهم تأثير جماعي ضخم.
’’هناك الكثير من الدروس التي تأتي من خلايا النحل لدينا والتي تساعدنا أيضاً كبشر‘‘، يقول جيف لي من منزله في مدينة كريستون الريفية الصغيرة في جنوب شرق هذه المقاطعة الكندية المطلة على المحيط الهادي.
قد تنتج نحلة واحدة ثُمْن ملعقة صغيرة من العسل، ولكن بشكل جماعي يمكن للخلية أن تدر علينا لقمة العيش. وإذا استطعنا، بإمكانيات صغيرة، المساعدة في تخفيف معاناة شخص ما في أوكرانيا، نكون قد حققنا ما نريد القيام به
نقلا عن جيف لي، مٌربّي نحل في بريتيش كولومبيا
ويأمل جيف لي، الذي كان صحفياً لمدة طويلة في جريدة ’’ذي فانكوفر صن‘‘ في كبرى مدن المقاطعة، في مساعدة مُربّي نحل أوكرانيين نزحوا عن ديارهم سبب الحرب على الاستقرار في كندا من خلال تقديم الكفالة لهم للعمل في مزرعته لتربية النحل، ’’هَني بي زن‘‘ (Honey Bee Zen Apiaries).
مع اقتراب موسم تربية النحل يقول جيف لي إنه مستعد لتوظيف عمال أوكرانيين، لافتاً إلى أنّ صناعة تربية النحل في كندا تعاني، كقطاعات زراعية أُخرى، نقصاً في العمال المهرة.
ويضيف جيف لي أنّ أوكرانيا من بين أكبر منتجي العسل في العالم، إلى جانب كندا، وأنّ مَزارع النحل الكندية يمكن أن تستفيد من العمال الأوكرانيين.
لكن مع ذلك، يؤكد جيف لي أنّ دافعه الرئيسي هو الرغبة في المساعدة أكثر من الحاجة إلى العمال.
ويضيف جيف لي أنه وسواه من الناس يشعرون ’’بالعجز‘‘ حيال ما يجري في أوكرانيا، ولكن من خلال استقدام عمال مهرة من أوكرانيا ’’يمكننا التأثير ولو بقدر ضئيل‘‘.
وجيف لي مستعد للانتظار حتى تتمكن أسرة أوكرانية من القدوم إلى كندا، حتى لو استغرق الأمر عاماً أو أكثر.
وهو يأمل في أن تساعد شروط الحكومة الفدرالية المخفَّفة للأوكرانيين الراغبين بالقدوم إلى كندا في دفع خطته إلى الأمام.
وقدّم جيف لي فكرته إلى جمعية منتجي العسل في بريتيش كولومبيا (BCHPA)، وهو عضو في مجلس إدارتها. ويقول إنّ الفكرة انتقلت أيضاً إلى مجلس العسل الكندي (CHC) وإنه يأمل بأن يُلهم النحّالين على امتداد كندا لاستقبال عمّال أوكرانيين.
رئيسة جمعية منتجي العسل في بريتيش كولومبيا، هيذر هيغو، تضيف من جهتها أنّ النحّالين حول العالم هم كنحل العسل، غالباً ما يعملون معاً لمساعدة بعضهم البعض.
وتقول هيغو إنه على الرغم من وجود العديد من النحّالين الأوكرانيين ذوي الخبرة، فإنّ الاتصال بهم قد يشكّل تحدياً. لكن، مع ذلك، تأمل هيغو في أن تتمكن الجمعية من إنجاح الفكرة.