يصل الأمير تشارلز والدوقة كاميلا إلى نيوفاوندلاند اليوم الثلاثاء حيث يبدآن جولة كندية تستغرق ثلاثة أيام.
في سان-جون عاصمة مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور في أقصى الشرق الكندي، يزور الأمير تشارلز والدوقة كاميلا مبنى الكونفدرالية الكندية، ويلتقيان بالطلاب الناطقين بالفرنسية من مدرسة Grands-Vents. يتوجهان بعدها إلى مقر إقامة نائب الحاكم العام، كذلك يزوران قرية كويدي فيدي لمقابلة الحرفيين اليدويين و تذوق البيرة من مصنع الجعة الصغير في القرية.
بعض الأشخاص، بمن فيهم المسؤول السابق الذي ساعد في تنظيم العديد من الجولات الملكية السابقة في المقاطعة، جون بيرلين، ينتظرون بفارغ الصبر وصول الأمير تشارلز والدوقة كاميلا.
يقول جون بيرلين ’’في اعتقادي أن هناك الكثير من الأشخاص المهتمين بهذه الزيارة الملكية. لكنه يستدرك قائلاً: لا أعتقد أنه سيكون بانتظارهما عدد كبير من الناس كما كان في عام 1983، عندما نظّمتُ جولة تشارلز وديانا‘‘.
سكان المنطقة الآخرون، مثل التلميذة مادالين بورتر (17 عاماً)، غير مهتمين بالجولة. ’’التي لن تتمكن من حضور الفعاليات لأن الزيارة لا تستغرق سوى أربع ساعات في المجموع، وهي ستكون بعد على المقعد الدراسي ‘‘.
وتضيف رفيقتها في المدرسة (نافذة جديدة) راشيل موريس، ’’لعل الروابط بين كندا والعائلة المالكة في إنجلترا قليلة جدًا‘‘. وتعتقد هذه الشابة بأن ’’النظام الملكي ليس مهمًا جدًا الآن. بالنسبة لي إنه يظهر الانقسام بين الأغنياء والفقراء‘‘.
تجدر الإشارة إلى أنه تمت دعوة العديد من ممثلي السكان الأصليين لحضور حفل في مقر إقامة نائب الحاكم العام في نيوفاوندلاند، حيث سيشارك الزوجان الملكيان في لحظات من التأمل والصلاة من أجل أطفال الأمم الأوائل الذين ماتوا في المدارس الداخلية في كندا في الماضي.
وقد تعرّض نحو من 150 ألف تلميذ من أبناء السكّان الأصليّين لِسوء المعاملة في المدارس الداخليّة الإلزاميّة على مدى قرن، خلال الفترة الممتدّة من سبعينات القرن التاسع عشر حتى تسعينات القرن العشرين، وتوفّي نحو من 4000 طفل بسبب الأمراض وسوء التغذية وظروف العيش المزرية.
يذكر أن كندا أنشأت كندا نظام المدارس الداخليّة بهدف إبعاد أولاد السكّان الأصليّين عن ذويهم و إدماجهم في مجتمع البيض.
يقول تود راسل ممثل شعب الإنويت من الأمم الأوائل في جنوب لابرادور لمراسلة هيئة الإذاعة الكندية: ’’نحن سعداء جدًا بأن هذه الزيارة تحدث‘‘. هذه فرصة لتسليط الضوء على علاقتنا مع التاج البريطاني. لن أخبرك أن هذه الجولة تدور حول تعزيز المصالحة، لكن هذا جزء مما سيحدث‘‘.
بعد انتهاء جولتهما في نيوفاوندلاند (نافذة جديدة)، سيتجه الأمير تشارلز مع زوجته إلى العاصمة الكندية أوتاوا ويعرّجان في الختام على الأقاليم الشمالية الغربية قبل العودة إلى إنجلترا.
زيارة رمزية
’’تهدف زيارة تشارلز وكاميلا في الأساس للاحتفال باليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث الثانية، التي اعتلت العرش في عام 1952، قبل 70 عاماً‘‘، كما توضح إستيل بوثيلييه، المتخصصة في النظام الملكي البريطاني.
ومع ذلك، فإن الأمير تشارلز، نجل صاحبة الجلالة، هو الذي يقوم بالرحلة. وتوضح المتحدثة بأن هذا القرار ’’تم اتخاذه بسبب الحالة الصحية الهشة للملكة، ولكن أيضًا لأنه حان الوقت لبدء التفويض للأجيال المقبلة لحمل الشعلة ومواصلة هذه الزيارات‘‘.
ترى إستيل بوثيلييه أن الأمير تشارلز ’’سيعرف كيف يُحببنا به عندما يحمل الشعلة من والدته. إنه محل تقدير وعندما يصبح ملكًا، سوف نفهم كل الإجراءات التي اتخذها عندما كان أمير ويلز‘‘، وفقًا لها.
تجدر الإشارة إلى أن الملكة كانت ذكرت أنها تنوي الاحتفاظ بالعرش حتى وفاتها.
والحقيقة المثيرة للاهتمام، أن الملكة إليزابيث الثانية إذا بقيت على رأس العرش لمدة عامين آخرين، فهي سوف تحطم الرقم القياسي للملك الذي حكم لأطول فترة في التاريخ، وهو الملك لويس الرابع عشر الذي عاش في القرن الثامن عشر.