مع ارتفاع أسعار وقود السيارات إلى مستويات قياسية، عاد التوقف في محطات الوقود في الولايات المتحدة أمراً جذاباً لسكان مقاطعة كيبيك، لاسيما للمقيمين قرب الحدود الأميركية.
وفي الواقع استعاد هؤلاء هذه العادة منذ إعادة فتح الحدود الكندية الأميركية بعد أنّ تسببت جائحة ’’كوفيد – 19‘‘ بإغلاقها أمام الأفراد إلّأ في حالات السفر الضروري.
يوم السبت، وعلى مسافة قصيرة من الحدود مع ولاية فيرمونت الأميركية، كان ليتر البنزين معروضاً بـ2,14 دولار في بلدة ستانستيد في جنوب كيبيك.
’’هذه المرة الأولى التي أضع فيها ما قيمته 25 دولاراً من البنزين في خزان دراجتي النارية الصغير، وهو ما كان يكلفني في العادة 12 إلى 13 دولاراً. وهذا فرق كبير، لكن لن أحرم نفسي من القيادة لهذا السبب‘‘، يقول سائق دراجة نارية لمراسلة راديو كندا.
ومع ذلك، يُعتبر هذا السعر جيداً مقارنة بما يمكن أن يدفعه السائق في مدن كيبيكية أُخرى مثل ماغوغ أو شيربروك أو مونتريال. لذلك قد يكون عبور الحدود إلى الولايات المتحدة لملء خزان الوقود مفيداً بشرط إكمال استمارة ’’الوصول إلى كندا‘‘ (ArriveCAN) قبل العودة إلى الجمارك الكندية.
وبالنسبة لهؤلاء الكيبيكيين يمثل هذا توفيراً مقداره قرابة 40 سنتاً كندياً لليتر الواحد.
’’أقيم في ستانستيد وأعمل في لينوكسفيل (أحد أحياء شيربروك) ولدينا شاليه في فيرمونت على مسافة 15 دقيقة. نعبر (الحدود) كلّ أسبوع، وأحياناً عدة مرات. إنه بالفعل أرخص‘‘، تقول جاكي بيلي عن سعر البنزين.
في بلدة ديربي لاين في ولاية فيرمونت يبلغ سعر غالون الوقود 5,10 دولارات أميركية، أي ما يعادل 1,72 دولار كندي لليتر. ’’إذا ملأت (خزان وقودي) في ستانستيد ، سأدفع نحو 100 دولار (كندي)، أمّا هنا (في ديربي لاين) فسأوفّر ما بين 20 و30 دولاراً (كندياً)، بالتأكيد‘‘، يقول ترافيس جوهان، وهو سائق سيارة.
ويقوم التجار المحليون بأعمال جيدة مع هذا التوافد الكبير من الكنديين الساعين للادّخار. ’’زوجي عبر (الحدود) أمس في وقت أبكر مني، حوالي الساعة الخامسة مساءً. كان هناك حوالي 15 شخصاً من كيبيك في الطابور، هذا فقط للبنزين‘‘، تشير بيلي.
’’يذهبون إلى الشاطئ، وعندما يعودون يملأون خزان الوقود ويشترون عصائر وسندويشات‘‘، يقول نبيل ابراهيم، صاحب ’’ديربي كورنر ميني مارت‘‘، وهي محطة وقود ومتجر وجبات خفيفة في ولاية فيرمونت.
وابراهيم سعيد بإعادة فتح الحدود بين كندا والولايات المتحدة، فسكان كيبيك مسؤولون، حسب تقديراته، عن زيادة مبيعاته بنحو 25%.
أمّا الكنديون فيشعرون بأنهم قد وفّروا مالاً، إذ بالرغم من ارتفاع سعر البنزين في الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية، يبقى أرخص من سعره في الكثير من المقاطعات الكندية، ومن ضمنها كيبيك.
وهذا الارتفاع الحاد في أسعار البنزين يُسجَّل على مستوى العالم أجمع ويتفاقم بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا. ووفقاً للخبراء، يجب انتظار عدة أسابيع أُخرى قبل الأمل في توقف ارتفاع الأسعار.