مهما كانت الفجوة التي تفصل بين فرانسوا لوغو، رئيس الحكومة الكيبيكية الخارجة وزعيم حزب التضامن من أجل مستقبل كيبيك (CAQ)، وخصومه الأربعة الرئيسيين في بداية الحملة الانتخابية، فإنّ زعماء الأحزاب الخمسة الذين يضعون نصب أعينهم منصب رئيس حكومة كيبيك سيواجهون نصيبهم من التحديات من الآن وحتى 3 تشرين الأول (أكتوبر)، موعد الانتخابات العامة، كما يقول هوغو لافاليه في تحليل على موقع راديو كندا.
يمكن القول إنّ لوغو، لسوء حظه، يبدأ هذه الحملة وهو في القمة في استطلاعات الرأي. وقد يكون هذا الكلام استفزازياً، لكنه مع ذلك يوضح الخطر الذي ينتظر رئيس الحكومة الخارجة. فالبقاء عالياً جداً في نوايا التصويت لدى الناخبين، كما هي حال لوغو الآن، لن يكون أمراً سهلاً، يقول لافاليه.
وكما قيل مراراً في الأشهر الأخيرة، غالبا ما يكون أسوأ عدو لفرانسوا لوغو… فرنسوا لوغو نفسه. ففي كثير من الحالات ليست الأفكار التي يدافع عنها هي ما يثير الجدل بقدر ما هي الطريقة التي يعبّر بها عنها.
وعلي سبيل المثال، رأينا ذلك مرة أُخرى أمس من خلال ’’استخدامه الأخرق‘‘ لكلمة ’’هذه السيدة‘‘ وهو يتحدث عن زعيمة الحزب الليبرالي الكيبيكي (PLQ) دومينيك أنغلاد. لوغو قادر دون شك على حرمان خصومه من العديد من الفرص لانتقاده إذا كان أكثر حذراً في اختيار مفرداته.
ويتابع لافاليه قائلاً إنه بالإضافة إلى المسائل المتعلقة بالشكل، سيتعيّن على زعيم التحالف من أجل مستقبل كيبيك تحديد كيف ينوي أن ينجح حيث فشل حتى الآن، سواءً في تعزيز النظام الصحي أو في الحصول على المزيد من الصلاحيات من الحكومة الفدرالية في مجال الهجرة.
وإذا كانت جائحة كوفيد-19 قد برّرت التأخير في تنفيذ بعض الالتزامات، فإنّ استخدامها في المستقبل سيكون أقلّ إقناعاً، يرى لافاليه.
عندما أطلق لوغو حملته الانتخابية بصورة رسمية أمس، سأل الكيبيكيين بمن يثقون أكثر لإدارة هذه الملفات، لكنه لم يقدّم بعد خطة عمل محددة جيداً، يضيف لافاليه.
دومينيك أنغلاد
كالقادة الآخرين لأحزاب المعارضة، عانت زعيمة الحزب الليبرالي الكيبيكي بشدة من حضور فرانسوا لوغو الطاغي في الإعلام منذ بداية الجائحة. ولا يزال العديد من سكان كيبيك لا يعرفونها، يقول لافاليه.
وحتى لو هللت زعيمة المعارضة الرسمية في الجمعية الوطنية (الجمعية التشريعية) الكيبيكية الخارجة في نهاية الأسبوع بأنّ الاقتصاد سيكون القضية الرئيسية في الانتخابات، فإنّ إضفاء مصداقية على الانعطافة إلى اليسار الذي أرادت لحزبها أن يتخذها لن يكون أمراً سهلاً.
فالعديد من الناخبين لا يزالون يتذكرون سياسة التقشف المالي التي فرضتها الحكومة الليبرالية الأخيرة. ووعدُ جميع الكيبيكيين بأن يكون لكلٍّ منهم طبيب أسرة، بعد فشل الحكومات الليبرالية الأخيرة في تحقيق ذلك، يمكن أن يثير الشكوك أيضاً.
في النهاية سيعتمد نجاح حملة أنغلاد على قدرتها على إظهار بماذا ستختلف حكومة جديدة للحزب الليبرالي الكيبيكي برئاستها عن الحكومات الليبرالية السابقة برئاسة جان شاريه وفيليب كويار قبل زمن غير بعيد.
غابريال نادو دوبوا
أثبت غابريال نادو دوبوا، الناطق المشارك (بمثابة الزعيم المشارك) باسم حزب التضامن الكيبيكي (QS) اليساري التوجه، أنه خصم صلب لفرانسوا لوغو في الجمعية الوطنية في الأشهر الأخيرة.
فقد كان نادو دوبوا، كما في العادة، بارعاً جداً في تسليط الضوء على العديد من نقاط الاختلاف بين حزبه وحزب لوغو. وهو سيكون بلا شك جيداً جداً في المناظرات بين قادة الأحزاب.
لكن سوء حظ الناشط الطلابي السابق يكمن، على وجه التحديد، في أنّ حزبه، على الرغم من أدائه هو الجيد، يجهد من أجل زيادة شعبيته.
وقد تكمن المشكلة في رسالة حزب التضامن الكيبيكي لا في من يشارك في قيادة الحزب حاملاً هذه الرسالة.
فالعديد من الناخبين يبدون وكأنه لا يزال لديهم شكوك حول واقعية الأهداف التي يدافع عنها الحزب. وسيتعيّن على نادو دوبوا إقناع الرأي العام بأنّ الأفكار التي يطرحها حزبه واقعية وأنها تتوافق مع أولويات غالبية سكان كيبيك، يرى لافاليه في تحليله.
بول سان بيار بلاموندون
’’من قعر البرميل حيث يوجد في استطلاعات الرأي، لا يمكن للحزب الكيبيكي (PQ) سوى أن يصعد المنحدر وأن يحدث المفاجأة‘‘، يقول لافاليه.
ويُضاف هذا الأمر إلى أنّ الشؤون المالية للحزب تعافت. وبالتالي هذه أفضل الأخبار المتاحة في بداية هذا السباق الانتخابي لبول سان بيار بلاموندون، زعيم الحزب الداعي لاستقلال كيبيك عن الاتحادية الكندية.
وتحت قيادته تبنى الحزب مواقف واضحة حول استقلال كيبيك والدفاع عن هويتها، مثلما كرّر ذلك سان بيار بلاموندون أمس عند إطلاق حملته الانتخابية بصورة رسمية. لكن هذا الحزم يأتي بعد سنوات من التردد الذي يبدو أنه قوّض لفترة طويلة مصداقية الحزب مع الناخبين، يرى لافاليه.
إريك دوهيم
منذ انتخابه زعيماً لحزب المحافظين الكيبيكي (PCQ)، سمح إريك دوهيم لحزبه بالانتقال من وضع حزب هامشي إلى حزب يُدعى للمشاركة في مناظرات القادة، يقول لافاليه.
ويصف لافاليه دوهيم بأنه ماهر وخبير استراتيجي جيد وأنه عرف كيف يمتطي الخيول المناسبة للمعركة دون الوقوع في الشعبوية التي نلاحظها في مكان آخر.
لكنّ نهاية حالة الطوارئ الصحية والتدابير التقييدية المفروضة على السكان أسفرت عن تهدئة الرياح التي كانت تجري بما تشتهيه سفن حزب المحافظين. ولتسجيل النقاط، سيتعيّن على الحزب أن يحيي هذه الذكريات المؤلمة في العقل الجماعي، مع إظهاره أنّ ما لديه ليقدّمه هو أكثر من مجرّد انتقاد لإدارة الحكومة الجائحة.
وتكمن الميزة الرئيسية لإريك دوهيم في أنه غالباً ما يكون وحيداً في الدفاع عن الأفكار التي يحملها، سواءً في معارضته التدابير الصحية أو في المكان الذي يريد منحه للقطاع الخاص في مجال الصحة أو في دعوته لاستغلال الثروة النفطية والغازية.
(نقلاً عن تقرير لهوغو لافاليه، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)