تُتيح منذ عدّة سنوات أوركسترا تورونتو (Orchestra Toronto)، و هي أوركسترا مجتمعية، للاجئين والوافدين الجدد إلى كندا حضور حفلات للموسيقى الكلاسيكية مجّاناً.
وأوضحت جوليانا كول، المديرة التنفيذية لأوركسترا تورنتو، في مقابلة مع راديو كندا، أنّ ’’للأوركسترا برنامجاً يُدعى ’ مقاعد الترحيب‘ (The Welcome Seats Program) تم تصميمه من قبل ريبيكا ديفيس، إحدى موسيقيات الأوركسترا في عام 2017. وهذا البرنامج مستوحى من حفل موسيقي نظمناه بعنوان ’حفل للسلام‘ (Concert for Peace).‘‘
وعادة ما تجمع ريبيكا ديفيس الأموال على الشبكات الاجتماعية لتوفير تذاكر تسمح للقادمين الجدد بتذوّق الموسيقى الكلاسيكية.
وتقول السيدة كول إنّ ’’عدد التذاكر المجانية مرتبط بالمبلغ الذي يتم جمعه.‘‘
وأوضحت أن البرنامج ’’يهدف إلى الترحيب بالوافدين الجدد واللاجئين الذين ربما لم تتح لهم الفرصة لحضور عروض أوركسترالية حية من قبل.‘‘
ولِموسم 2022-2023 ، تلقت ’’أوركسترا تورونتو دعماً مالياً سخياً من بنك ’أر بي سي‘ (Royal Bank of CanadaRBC)، مما سمح للبرنامج بالإقلاع حقا‘‘، وفقًا لما ذكرته جوليانا كول، المديرة التنفيذية لأوركسترا تورنتو.
بفضل هذا الدعم المالي، يمكن للأوركسترا أن تقدم، في المتوسط، ما يزيد قليلاً عن 70 تذكرة مجانية لكل حفلة موسيقية.
وبشكل عام ، يحضر ما يقرب من 600 متفرج كل حفلة موسيقية.
وخلال الموسم الحالي، مكّن البرنامج أكثر من 300 من الوافدين الجدد واللاجئين من حضور حفلات الموسيقى الكلاسيكية للأوركسترا.
يأتي هؤلاء القادمون الجدد واللاجئون من مناطق مختلفة من العالم. لدينا عرب من بينهم سوريون وأفارقة والعديد من الأوكرانيين. نقوم بالاتصال بهم عبر شركائنا في المجتمع.
نقلا عن جوليانا كول، المديرة التنفيذية لأوركسترا تورونتو
وبفضل الدعم المالي أيضاً، تمكنت الأوركسترا من تعيين منسقة لبرنامج ’’ مقاعد الترحيب ‘‘ للقادمين الجدد واللاجئين.
ووفقًا للسيدة كول، ’’تولت السيدة مي طرطوسي، منسقة مقاعد الترحيب منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022، هذا الدور المهم وكانت فعالة في ضمان نجاحه وإمكانية الوصول إليه.‘‘
وحسب السيدة كول التي تدرّس الموسيقى بالإضافة إلى توليها الإدارة التنفيذية للأوركسترا، ’’تتصل المنسقة بشركائنا المجتمعيين ما يسمح لنا بالاتصال بالوافدين الجدد واللاجئين.‘‘
أوركسترا تورنتو، أوركسترا مجتمعية
توضح جوليانا كول ، المديرة التنفيذية ، أنّ ’’الفرق مع أوركسترا تورنتو السيمفونية، على سبيل المثال ، هو أن موسيقيي أوركسترا تورونتو متطوعون. ويصل عددهم إلى 82 موسيقياً.‘‘
وبدأت الأوركسترا هذا الموسم في دفع رواتب للموسيقيين الرئيسيين، وفقاً لها.
وتأسست أوركسترا تورنتو، المعروفة أصلاً باسم ’’أوركسترا بينينغتون هايتس المجتمعية‘‘ (Bennington Heights Community Orchestra)، في عام 1954.
وتغيّر اسمها إلى أوركسترا تورنتو في عام 1998. ومنذ ذلك الحين وهي ’’تقدّم خدماتها لمنطقة تورنتو الكبرى كأوركسترا مجتمعية وتقف بفخر كواحدة من أقدم وأكبر منظمة مجتمعية مبنية على التطوع في كندا‘‘، كما أضافت السيدة كول.
ويقع مقرّ الأوركسترا في ’’مركز ميريديان أرتز‘‘ (TO Live – Meridian Arts centre) وتقيم حفلاتها في قاعة جورج ويستون ريسيتال (George Weston Recital Hall).
وبدوم موسمها الموسيقي بين شهري سبتمبر/أيلول ويونيو/حزيران بخمس حفلات سنوياً.
ورغم أنّ الأوركسترا متخصصة في الموسيقى الكلاسيكية، إلّا أنها تستضيف فنانين من طبوع موسيقية أخرى..
وعلى سبيل المثال، أقيمت حفلة أوبرا في أبريل/نيسان.
’’عادة، يعزف موسيقيو الأوركسترا على آلاتهم فقط ولم يكن هناك الجزء الصوتي الذي تسمح به الأوبرا‘‘، كما تقول المديرة التنفيذية.
والجمهور الذي يحضر الحفلات ليس فقط من عشاق الموسيقى الكلاسيكية. ’’لدينا أيضاً أشخاص ليس لهم اتصال مسبق بالموسيقى الكلاسيكية‘‘، كما تشرح السيدة كول.
يتردد الناس أحياناً بشأن هذه الموسيقى، كما تقول جوليانا كول.
دون تعميم يعتقد بعض الناس أن الموسيقى الكلاسيكية مملة لأن القطع الموسيقية تدوم 25 دقيقة على الأقل ولا يريدون الجلوس على مقاعدهم في انتظار الاستراحة دون أن يحدث أي شيء، على عكس الأداء المسرحي حيث يتحرك الممثلون على خشبة المسرح.
نقلا عن جوليانا كول
و من ناحية أخرى، كما أضافت ضاحكة، ’’قد يجد البعض أن الموسيقى مريحة للغاية لدرجة أنهم يغفون.‘‘
ولنشر الموسيقى الكلاسيكية في المجتمع، تنظم أوركسترا تورنتو ورشاً للأطفال بالتعاون مؤسسة تورنتو من أجل نجاح الطلاب (The Toronto Foundation for student success).
فعلى سبيل المثال، ركزت الورشة الأخيرة على آلة الكمان وكانت بمثابة تحضير للحفل الختامي للموسم الذي أخذ فيه الكمان مكانة مركزية.
وتسمح الأوركسترا للعائلات بإحضار أطفالها دون تحديد لأعمارهم. ’’يأتي بعض موسيقيينا أنفسهم مع عائلاتهم وأطفالهم. الوصول والتنقل داخل قاعتنا سهل حيث يمكن الدخول والخروج بسهولة دون أي ضوضاء. وإذا بدأ الطفل في البكاء، يمكن للوالدين المغادرة بسهولة‘‘، كما قالت السيدة كول.