تمكّن الجمهور الجزائري من التعرف على فنّ القصص المصورة الكندي أو ما يعرف بالفن التاسع خلال المهرجان الدولي للقصص المصورة في الجزائر (FIBDA) الذي نُظّم في الفترة من 4 إلى 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بالجزائر العاصمة.
وجاء ذلك عبر محاضرة قدّمها مؤلّف القصص المصورة الكندي فريديرك أنطوان الذي شارك في المهرجان للمرة الأولى حيث عرض مجموعة من رسوماته مع ثلّة من الفنانين من الجزائر واليابان والكونغو والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا.
وللتعريف بالقصة المصوّرة الكندية، أوضح فريديرك أنطوان أنّ هناك مدرستين في كندا وهما المدرسة الفرنكوفونية التي تشمل مقاطعة كيبيك الناطقة بالفرنسية.
أما المدرسة الثانية فهي ناطقة بالإنكليزية وتضمّ باقي المقاطعات الكندية وتتميّز ’’بقربها من القصة المصورة الأمريكية‘‘، كما أوضح فريديربك أنطوان.
ووفقاً له، تعود أوّل القصص المصورة في مقاطعة كيبيك إلى سنة 1792. وبدأت تنتشر في الجرائد المطبوعة بين 1844 و1900. وكان يغلب عليها الطابع الفكاهي.
وتٌعتبر الفترة الممتدة من بداية القرن العشرين إلى 1909 بالعصر الذهبي للقصة المصورة الكيبيكية.
وأدّى انتشار القصة المصورة الأمريكية في المقاطعة إلى تراجع الانتاج الكيبيكي للفنّ التاسع، كما قال المؤلف الكندي الذي هاجر من بلده الأصلي فرنسا منذ 25 سنة.
وفي عشرينيات القرن الماضي شهدت القصة المصورة الكيبيكية نهضة ميّزها الطابع الديني (الكاثوليكي) دامت إلى بداية الستينيات.
تلا هذه الفترة، انتاج قصص خاصة بالشعب الكيبيكي. ووصف فريديريك أنطوان فترة السبعينيات بربيع القصة المصورة الكيبيكية.
القصة المصورة الكيبيكية غالباً ما كانت تجربيبية ولم تكن تعمّر طويلاً لكنّها أسست لهوية خاصة، وهذا أمر جدّ مهمّ.
نقلا عن فريديريك أنطوان، مؤلف قصص مصوّرة
القصة المصورة الكندية
في عشرينيات القرن الماضي، طغت مغامرات الأبطال الأمريكيين على القصة المصورة الكندية. وبقيت الأمور على حالها حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية حيث توقّف وصول القصص المرسومة من الولايات المتحدة.
ودفع ذلك، حسب فريديرك أنطوان، الكنديين إلى انتاج قصص مصورة خاصة بهم.
وبعد انتهاء الحرب، عادت القصص الأمريكية إلى السوق الكندية. وابتداءَ من الستينيات شهدت القصص الكندية نهضة تواصلت في سنوات السبعينيات والثمانينيات وتميّزت بتناول مواضيع اجتماعية نقدية.
وشهدت في الفترة نفسها الروايات المصورة ازدهاراً وتناولت السير الذاتية والتاريخ أكثر مما تناولت المواضيع الشبابية والمغامرات.
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، قال فريديرك أنطوان إنّه يهوى القصص المصورة منذ نعومة أظافره ولكنّه لم يتخذّها كمهنة إلا بعد هجرته إلى كندا، إلى مقاطعة كيبيك بالتحديد.
في البداية، عمل في انتاج الرسوم المتحركة قبل أن يصبح رئيسا للتحرير لمجلة ’’سافارير‘‘ (ٍSafarir) المتخصصة في القصص المصورة.
وصدرت له في هذه المجلة سلسلة ’’بيودوم‘‘ (Biodôme).
ويقول إنّ مشاركته في المهرجان سمحت له بالتعرف على القصة المصورة الجزائرية. وأضاف أنّ الجمهور الجزائري لا يعرف القصة المصورة الكندية أو الكيبيكية.
تتمتّع مقاطعة كيبيك بشعبية في الجزائرـ لكنّ الجمهور الجزائري لا يعرف القصة المصورة الكيبيكية جيّداً.
نقلا عن فريديريك أنطوان
ويعود السبب، وفقاً له، إلى أنّ القصة المصورة الكيبيكية تُصدّر بصفة أساسية إلى بعض البلدان الأوروبية (فرنسا، بلجيكا وسويسرا). ‘‘وحتى في هذه الحالة، لا تُصدَّر إلا قصص المؤلفين المعروفين.‘‘
ويقول فريديرك أنطوان إنّ ’’القارئ الجزائري شغوف بقصص المانغا. فهناك قصص جزائرية لكنّها تعتمد على رسومات المانغا.‘‘