حثّ الحزبُ الديمقراطي الجديد (يساري التوجه) مجدداً الحكومةَ الليبرالية في أوتاوا على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، محذراً من أنّ حكومةً مقبلة إذا ما شكّلها حزبُ المحافظين الكندي لن تحمي القانون الدولي في الشرق الأوسط.
وقالت اليوم في هذا الصدد النائبة هيذر ماكفرسون، الناطقة باسم الحزب الديمقراطي الجديد للشؤون الخارجية، إنه ’’إذا ذهبنا إلى انتخابات في غضون أسابيع أو أشهر، وإذا كانت النتيجة حكومة محافظين، فإنّ هذا لن يحدث‘‘، قاصدةً اعتراف كندا بالدولة الفلسطينية.
وتعليقاً على هذا الكلام قالت وزيرة الخارجية ميلاني جولي بعد ظهر اليوم إنّ الوقت الراهن ليس مناسباً لكندا لاتخاذ مثل هذه الخطوة.
لكنّ ماكفرسون اتهمت الليبراليين بالافتقار إلى ’’الشجاعة الأخلاقية والإرادة السياسية‘‘ لبذل المزيد من الجهود لتحقيق الهدف المعلَن لحكومة جوستان ترودو والمتمثل بحلّ قائم على أساس الدولتيْن، حيث تعيش إسرائيل ودولة فلسطينية بسلام جنباً إلى جنب.
وأضافت ماكفرسون أنّ كندا يجب أن تعترف بالدولة الفلسطينية قبل حصول أيّ انتخابات فدرالية عامة مبكرة.
يُشار إلى أنّ حزب المحافظين بقيادة بيار بواليافر، الذي يشكل المعارضة الرسمية في مجلس العموم، يتصدّر استطلاعات الرأي منذ أشهر طويلة، وهو يعتزم تقديم اقتراح غداً بحجب الثقة عن حكومة ترودو التي هي حكومة أقلية.
وأعلن الحزب الديمقراطي الجديد وحزب الكتلة الكيبيكية الأسبوع الماضي أنهما لن يدعما اقتراح المحافظين الهادف لإسقاط الحكومة.
وتابعت ماكفرسون اليوم بأنّ المحافظين داعمون لإسرائيل دون انتقاد لها.
’’لقد سمعنا من بيار بواليافر والمحافظين أنه ليس لديهم مصلحة في القانون الدولي، وليس لديهم مصلحة في حماية حقوق الفلسطينيين‘‘، أضافت ماكفرسون.
من جهته، كتب النائب مايكل تشونغ، الناطق باسم المحافظين للشؤون الخارجية، في بيان أنّ إسرائيل تدافع عن نفسها ضدّ الإرهاب الذي يمارسه كلّ من حركة حماس الفلسطينية وتنظيم ’’حزب الله‘‘ اللبناني.
’’يدرك المحافظون أنّ إسرائيل دولة ديمقراطية تدافع عن نفسها في صراع بين الديمقراطية والاستبداد المتزايد‘‘، كتب تشونغ، ’’ليس هناك من تساؤل عن الجانب الذي يجب أن تقف فيه كندا‘‘.
جولي تحثّ مجدداً الكنديين الموجودين في لبنان على مغادرته ’’فوراً‘‘
وعندما سُئلت اليوم عن الشروط التي تحتاجها كندا من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، قالت جولي إنّ الأمر لا يزال قيد التحديد.
’’علينا التأكد من أننا نعترف بالدولة الفلسطينية في الوقت المناسب‘‘، أضافت جولي، مشيرةً إلى أنّ حركة حماس لا تزال تحكم قطاع غزّة وتحتجز رهائن إسرائيليين بينما تعارض حكومة بنيامين نتنياهو في إسرائيل الحلّ القائم على أساس الدولتيْن.
’’نحن نعمل مع الدول ذات التفكير المماثل لتفكيرنا للتأكد من أننا نحدد ما هي الشروط للتوقيت المناسب‘‘، قالت جولي للصحفيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
سفير كندا لدى الأمم المتحدة، بوب راي، قال إنّ أوتاوا تحاول المساعدة في إنهاء الصراع في قطاع غزة وفي الوقت نفسه منع المزيد من أعمال العنف في لبنان.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية المكثّفة على لبنان اليوم عن مقتل 492 شخصاً، من بينهم 35 طفلاً، وإصابة 1.645 آخرين بجراح حسب السلطات اللبنانية.
وقالت إسرائيل إنّ هذه الضربات تندرج في إطار حملة تهدف إلى منع مقاتلي ’’حزب الله‘‘ من مواصلة الهجمات الصاروخية التي تسبّبت في إخلاء مساحات واسعة من مناطقها الشمالية.
’’إلى المواطنين الكنديين وإلى الحاصلين على الإقامة الدائمة في كندا الموجودين حالياً في لبنان، نطلب منكم العودة إلى كندا فوراً‘‘، كتبت جولي في تغريدة على منصة ’’إكس‘‘ للتواصل نهاية بعد ظهر اليوم، ’’وبالنسبة لأولئك الذين يخططون للسفر (إلى لبنان)، الآن ليس الوقت المناسب على الإطلاق‘‘.
’’الوضع الأمني على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية متقلب للغاية ويمكن أن يتفاقم في أيّ لحظة ودون سابق إنذار‘‘، أضافت وزيرة الخارجية الكندية.
نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية