يريد الحزب الديمقراطي الجديد اغتنام فصل الصيف للاستفادة من تراجع شعبية رئيس الحكومة الليبرالية جوستان ترودو وتحذير الناخبين من زعيم حزب المحافظين الكندي بيار بواليافر. وللقيام بذلك، يطلق هذا الحزبُ اليساري التوجه أكبر هجوم إعلاني يسبق الانتخابات منذ الحملة الانتخابية عام 2015.
في إعلان أول نُشر على منصات ’’يوتيوب‘‘ و’’فيسبوك‘‘ و’’إنستاغرام‘‘، يظهر زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاغميت سينغ هادئاً في صورة صُمِّمت بعناية. نراه حاملاً كوب قهوة وجالساً على الدرج الخارجي لمنزل عائلي في ديكور عطلة صيفية وفق ما يشي به رسم لطفل ودراجة أطفال ظاهران في الصورة.
ورسالته إلى الناخبين الكنديين هي أنه يجب تغيير قواعد اللعبة وأنّ الأحزاب القديمة، كالحزب الليبرالي وحزب المحافظين، تفتقر إلى الشجاعة للقيام بذلك.
’’نريد الاستفادة من الصيف لتحريك الإبرة وتجاوز الليبراليين وجعل بيار بواليافر يتراجع‘‘، يقول أحد المقرّبين من سينغ.
وشكّلت نتائج الانتخابات الفرعية التي جرت يوم الاثنين في دائرة ’’تورونتو – سانت بولز‘‘ في كبرى مدن كندا مناسبة لتفكير معمّق في أوساط الديمقراطيين الجدد.
’’هذه ليست النتيجة التي أردناها‘‘، قال سينغ يوم الثلاثاء بعد إعلان فوز مرشّح حزب المحافظين في هذه الدائرة التي تُعتبر حصناً للحزب الليبرالي والتي حلّ فيها مرشح الديمقراطيين الجدد في المرتبة الثالثة وبـ10,9% فقط من أصوات المقترعين، مقارنةً بـ16,8% من الأصوات حصل عليها مرشحهم في الانتخابات العامة الأخيرة عام 2021.
وتنسجم النتيجة التي حصل عليها الحزب الديمقراطي الجديد في هذه الانتخابات الفرعية الأخيرة مع نتائجه في كافة الانتخابات الفرعية التي أعقبت الانتخابات العامة في أيلول (سبتمبر) 2021، فهو سجّل في الانتخابات الفرعية المشار إليها تراجعاً مقارنة بنتائجه في الانتخابات العامة الأخيرة.
’’من الواضح أنّ الناس غاضبون من الليبراليين‘‘، أكّد سينغ أمس.
لكنّ المقرّبين من زعيم الحزب الديمقراطي الجدد يرفضون الربط بين إحباط الناخبين من ترودو وأداء الحزب المخيّب للآمال يوم الاثنين.
فالوقت لم يحن بعد لتمزيق الاتفاق المبرم مع الليبراليين بقيادة ترودو في آذار (مارس) 2022. ويريد سينغ إقناع الناخبين بأنه، في الوقت الحالي، هذه هي الطريقة الوحيدة لإحداث التغيير الذي يريدونه.
بالنسبة للتحالف (مع الليبراليين)، لم نزل على موقفنا بأننا في حكومة أقلية ونستطيع استخدام قدراتنا لمساعدة الناس.نقلا عن جاغميت سينغ، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد
دائرة ’’لاسال – إمار – فردان‘‘ في مونتريال هي على موعد مع انتخابات فرعية الشهر المقبل، ويسعى الديمقراطيون الجدد لإحداث المفاجأة فيها أسوةً بما فعله المحافظون في انتخابات يوم الاثنين في ’’تورونتو – سانت بولز‘‘.
ومن المفترض أن يدعو رئيس الحكومة الفدرالية إلى انتخابات فرعية في الدائرية المونتريالية المذكورة في موعد أقصاه 30 تموز (يوليو) لملء المقعد الذي شغر باستقالة الليبرالي دافيد لاميتي، وزير العدل السابق.
وهذا الأسبوع قصد سينغ ’’لاسال – إمار – فردان‘‘ حيث رافق مرشحه فيها كريغ سوفيه في حملته الانتخابية. وسوفيه مستشار بلدي سابق في الدائرة.
’’كريغ سوفيه عضو مجلس بلدي (سابق) في هذه الدائرة ويحظى فيها بشعبية كبيرة‘‘، أكّد سينغ بثقة.
ولم يختر الليبراليون بعد مرشحاً لتمثيلهم في هذه الدائرة التي فاز لاميتي بمقعدها في ثلاثة انتخابات عامة متتالية منذ عام 2015.
نقلاً عن موقع راديو كندا،