لارتفاع الشديد في ظاهرة التشرد والإدمان على المخدرات في شوارع العاصمة الفدرالية يترك آثاره على الدبلوماسيين الأجانب. والوضع يسير من ’’سيء إلى أسوأ‘‘ تقول السفارة الصينية منددةً ومشتكيةً من ’’مشاكل أمنية خطيرة‘‘.
ففي رسالة بتاريخ 25 تموز (يوليو) كتبت السفارة الصينية إلى وزارة الشؤون العالمية في الحكومة الكندية مطالبةً بمزيد من الحماية لأحد مبانيها على جادة الملك إدوارد في أوتاوا.
وهذا ليس المبنى الرئيسي للسفارة، إنّما مبنى تابع لها يقع على بعد كيلومتر منها تقريباً ويضم القسم التجاري والاقتصادي للبعثة الدبلوماسية الصينية.
’’كل يوم يتسلق متشردون ومدمنو مخدرات السياج ويقيمون على سطح المرآب‘‘ كتبت السفارة الصينية في الرسالة التي حصل راديو كندا على نسخة منها، مضيفةً أنه تمّ أيضاً إلقاء ’’براز بشري‘‘ من سطح المرآب إلى فناء المبنى.
وبحسب السفارة، تضرر جزء من سقف المرآب ما تسبب بتسرب المياه، كما تعرّض محرك البوابة الكهربائية للكسر.
وموقف السيارات أيضاً ’’مشغول‘‘: ’’يتركون فيه القمامة والمحاقن يومياً‘‘.
يشكل هذا الوضع تهديداً خطيراً لسلامة المباني الدبلوماسية وموظفي السفارة.
نقلا عن مقتطف من رسالة السفارة الصينية إلى وزارة الشؤون العالمية الكندية
’’للأسف، أصبح الوضع يزداد سوءاً في الأشهر الأخيرة‘‘، أضافت السفارة في رسالتها، ولم تتردد في القول إنها تشعر بـ’’المضايقة‘‘ وبأنها ’’مستباحة‘‘.
مبنى في قلب أزمة المخدرات والتشرد
يقع المبنى المذكور التابع للسفارة الصينية بجوار صيدلية متخصصة في علاج مدمني المخدرات. وعلى مسافة قريبة هناك مركز للحقن تحت إشراف طبي. وعلى بعد أقل من 500 متر يوجد مركزان آخران للحقن وثلاثة مآوٍ وثلاثة مراكز نهارية للمتشردين.
وأكّد مصدر في الشرطة لراديو كندا أنّ هذا المبنى بحكم موقعه في هذا الحيّ يعاني مشكلات أمنية.
وتقع على عاتق الشرطة الملكية الكندية (الشرطة الفدرالية) مسؤولية حماية البعثات الدبلوماسية الأجنبية في كندا.
وتلزم اتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية الموقعة عام 1961 الدول المضيفة بحماية السفارات والدبلوماسيين الأجانب.
وبالتالي على البلد المضيف أن يتخذ كافة التدابير المناسبة لمنع انتهاك حرمة مباني البعثات الدبلوماسية أو تعرضها لأضرار أو الإخلال بسلامتها أو الانتقاص من كرامتها.
وفي رسالتها ذكّرت السفارة الصينية حكومة جوستان ترودو في أوتاوا بالتزاماتها الدولية.
وسأل راديو كندا وزارة الشؤون العالمية في أوتاوا عن ردّها على رسالة السفارة الصينية. لكن عند إعداد هذا التقرير لم تكن الوزارة قد ردّت بعد.
والأسبوع الماضي أظهر تقرير لراديو كندا كيف أنّ عدد المتشردين ومدمني المخدرات في شوارع أوتاوا ارتفع بشدة منذ جائحة كوفيد-19. وأقرت الشرطة والمنظمات المجتمعية بأنّها تجهد لمواجهة هذه الأزمة.
ومن جهته قال مكتب وزيرة الصحة النفسية والإدمان في الحكومة الفدرالية إنّ البلاد تمر بأزمة ’’مأساوية‘‘ و’’غير مسبوقة‘‘.
وأضاف مكتب الوزيرة يارا ساكس أنّ ’’ما من مجتمع محلي سلم‘‘ من هذه الأزمة وأنه ’’يجب بذل المزيد من الجهود‘‘ والعمل ’’دون كلل‘‘ لمعالجة الأزمة.
نقلاً عن موقع راديو كندا