هل يكفي أن يخوض زعماء الأحزاب في أونتاريو في العديد من الخلافات ليشكّل ذلك لحظة حاسمة في الحملة الانتخابية؟
تساءلت المحللة السياسية في هيئة الإذاعة الكندية ناتاشا ماكدونالد دوبوي في مقالها المنشور صباح اليوم.
وتقول إنه في المناظرة الأولى لقادة الأحزاب في أونتاريو أمس كانت هناك ’’شرارات‘‘ وإنما لم يكن هناك فائز أول.
من فاز بالمناظرة الأولى لقادة الأحزاب في مقاطعة أونتاريو التي جرت الثلاثاء في نورث باي (نافذة جديدة) ؟ ربما لا أحد. أو ربما دوغ فورد، ولكن فقط لأنه لم يرتكب خطأً.
نقلا عن الصحافية ناتاشا ماكدونالد دوبوي في مقالها التحليلي على موقع راديو كندا
تتابع الصحافية ’’لنكون صريحين، فإن معظم سكان أونتاريو لم يعيروا الاهتمام لمسألة أن شمال أونتاريو حيث جرت المناظرة الأولى، تضم جزءأً صغيراً من الدوائر الانتخابية. وهي بالطبع لا تمثل حقيقة التحديات الانتخابية على مستوى المقاطعة ككل‘‘.
لقد كان هناك نقطة ضعف لدوغ فورد خلال هذه المناظرة، وقد حاول القادة الآخرون استغلالها، على حد تعبير كاتبة المقال.
تتابع بالقول: ’’لا يتقن السيد فورد فن الخطابة. وقد تنتابه نوبات غضب من قراءة ملاحظاته المُعدة. وعندما يرتجل، فهو يعطي الفرصة السانحة لخصومه للانقضاض عليه‘‘.
لقد أطلق رئيس حكومة أونتاريو الخارج زعيم الحزب التقدمي المحافظ دوغ فورد خلال الحملة الانتخابية الأخيرة في العام 2018، السهام على خصومه خلال المناظرات، بطريقة افتقرت في بعض المرات إلى الكياسة.
وقد أثارت تعليقاته الثاقبة حينها حول ’’الابتسامة الجميلة‘‘ لمنافسته زعيمة الحزب الليبرالي كاثلين وين الدهشة.
ترى الصحافية في هيئة الإذاعة الكندية (نافذة جديدة) أنه بعد أربع سنوات، يمتلك دوغ فورد إنجازات وصورة جديدة يجب أن يحافظ عليهما. إنه المرشح الأوفر حظاً في استطلاعات الرأي، ويتم تصويب حملته وفقًا لذلك: إحاطاته الصحفية قصيرة وقليلة. لا عجب أنه غادر بعد المناظرة حيث أجاب خصومه على أسئلة وسائل الإعلام.
خلال السجال، حافظ فورد على هدوئه معظم الوقت. وعندما هاجم القادة الآخرون بعضهم البعض، ’’تلاشى تمامًا وأحيانًا أغلق عينيه!‘‘ متمسكا بشعاراته ورسائله الرئيسية حول ميزانيته.
أوجز دوغ فورد في جمل بسيطة، كقوله ’’ لسنا بحاجة إلى المزيد من الضرائب، نحن بحاجة إلى المزيد من الأشخاص الذين يدفعون الضرائب‘‘.
ومع ذلك، أبدى قادة الأحزاب في المناظرة السخرية من كلامه، وكان حري بهم ’’أن يستغلوا حقيقة أنه لا يبدو أنه يتقن كل ملفاته بعمق. إذ كان يقرأ بعض الإجابات على الأسئلة التي تطرح عليه عبر قراءتها على ورقة أمامه كلمة بكلمة‘‘.
زعيم الحزب الليبرالي ستيفن ديل دوكا ظهر واثق الخطى
ارتفعت اللهجة بين دوغ فورد والزعيم الليبرالي ستيفن ديل دوكا عدة مرات. فقد اتهم ديل دوكا، على سبيل المثال، دوغ فورد، بأرقام داعمة، بتضليل سكان أونتاريو بقوله إنه أنشأ المزيد من الوظائف في قطاع التصنيع. ورد فورد بالإشارة إلى افتقار التأهب لمكافحة الوباء من قبل الحكومة الليبرالية السابقة.
حاولت زعيمة حزب المعارضة الرسمية في الحكومة الخارجة الحزب الديمقراطي الجديد أندريا حوروث أن تتدخل بينهما وتأخذ الكلام. ولكن ديل دوكا لم يعرها سوى القليل من الاهتمام، مفضلاً توجيه السهام فقط إلى دوغ فورد. وهو بلا شك يحاول أن يثبت نفسه على أنه خصمه الوحيد والحقيقي، على حد تعبير المحللة السياسية.
أندريا هوروث بدت أكثر سلاسة وكثيراً ما كانت تتوجه بالحديث مباشرة إلى سكان نورث باي. علما أن الحزب الديمقراطي الجديد في أونتاريو فاز بغالبية المقاعد النيابية في شمال أونتاريو في الانتخابات الأخيرة.
حاول Del Duca بطريقة ما التخلص من إرث السيدة Wynne، وتقديم حزبه كحزب ليبرالي جديد. وقد اتهمه دوغ فورد بأنه مهتم فقط بالتصويت في المناطق الحضرية.
في الآونة الأخيرة، تخلص ستيفن ديل دوكا من نظارته السوداء الضخمة في محاولة لإضفاء الليونة والنعومة إلى صورته. خلال المناظرة، ’’شاهدنا تقلبات في مستويات طاقته. كانت ابتسامته لطيفة، وكانت حججه متقنة. من الصعب قول ما سيفكر فيه الناخبون الذين يكتشفونه لأول مرة‘‘.
نجم المناظرة
نجم المناظرة، إذا كان هناك من أحد، فهو زعيم حزب الخضر مايك شراينر، على حد تعبير الصحافية.
على غرار ستيفن ديل دوكا، كانت تلك المناظرة الأولى لشراينر. هذا الأخير أصبح أول عضو لحزب الخضر في البرلمان في تاريخ أونتاريو، في عام 2018. كان الوحيد الذي تحدث عن البيئة، بعبارات دقيقة وبسيطة الفهم. فرصة أضاعها بقية زعماء الأحزاب السياسية في المناظرة أمس.
ربما يكون كايك شراينر أفضل متحدث في المجموعة. إن إتقانه للقضايا المعقدة الأخرى، مثل الاقتصاد والرعاية الصحية، وخاصة الإسكان، يمكن أن يساعد في دحض النظرة السائدة بأن حزب الخضر هو حزب ذو قضية واحدة. هذا ولم يتردد زعيم الخضر في توجيه أسئلة محددة إلى دوغ فورد ، وهو أسلوب لم يستخدمه خصومه الآخرون.
للغة الفرنسية
تقول كاتبة المقال ’’ليس من المستغرب أن يتم نسيان التحديات الفرنكوفونية تمامًا في هذه المناظرة، على الرغم من أن العديد من الفرنسيين الأونتاريين يعيشون في الشمال. فهم أربعة زعماء يتقنون لغة إنكليزية، وهذا يحدث لأول مرة في مقاطعة أونتاريو منذ عقود‘‘.
أندريا هوروث هي الوحيدة التي تحدثت بكلمة فرنسية واحدة: شكرا ’’هزيلة‘‘، في نهاية كلامها. علما أن الحزب الديمقراطي الجديد يشغل مقاعد نيابية في الدوائر الانتخابية التي يعيش فيها العديد من الأونتاريين الفرنكوفونيين.
وتستغرب الصحافية إلا يأتي ديل دوكا بالمرة على ذكر اللغة الفرنسية خلال السجال، وفي هذا تناقض واضح مع أسلافه زعماء الحزب الليبرالي.
وكانت كاتلين وين ودالتون ماكغنتي يتحدثان الفرنسية، ويشددان على أهمية حماية هذه اللغة في مقاطعة أونتاريو.