احتشد نحو من 30 شخصا في مدينة مونتريال اليوم للتعبير عن ترحيبهم بإطلاق سراح رائف بدوي ومطالبة السعودية بالسماح له بمغادرة البلاد.
تم الإفراج عن المدّون والناشط الحقوقي رائف بدوي يوم الجمعة من الأسبوع الفائت في 11 آذار/مارس في المملكة العربية السعودية. لكنه لا يزال ممنوعًا من مغادرة البلاد لمدة 10 سنوات، على الرغم من وجود زوجته إنصاف حيدر وأطفالهما هنا في كيبيك. بالإضافة إلى ذلك، حكم على بدوي بدفع غرامة مالية قدرها مليون ريال سعودي أي ما يعادل حوالي 340 ألف دولار كندي.
تقول المديرة التنفيذية لمنظمة العفو الدولية في كندا فرانس-إيزابيل لانغلوا، التي تراست التجمع بعد ظهر اليوم في وسط مدينة مونتريال: إنه احتفال إلى حد ما، لكنه فاتر. لقد أطلق رائف بدوي ولم يتلق كل الجلدات الـ 1000 التي حكم بها، تلقى منها 50 جلدة فقط، وهذا لا بأس به أيضا.
الممثل الكندي بول أحمراني، الذي تحدث أيضًا خلال التجمع، قال إنه حاول أن يضع نفسه في شخصية رائف بدوي ويرى نفسه مكانه، وهي وظيفته أساسا كممثل، ولكنه توقف على الفور ولم يستطع ذلك.
السعودية: سجن في حد ذاته
بدورها تقول الممثلة الكندية جنفياف روشيت إن المعركة لم تنته بعد، لأن المملكة العربية السعودية هي سجن في حدّ ذاته.
هذا ورفع النشطاء في التجمع المونتريالي لافتات تطالب بالإفراج الحقيقي عن رائف بدوي الذي يعني السماح له بالمجيء إلى بيته في كندا.
تعوّل مديرة الفرع الكندي لمنظمة العفو الدولية على صدور عفو ملكي يسمح لبدوي بمغادرة الأراضي السعودية. تقول لانغلوا إن هناك بعض الأمل إذ أكد ملك المملكة العربية السعودية إن رائف بدوي محظور من السفر لعشر سنوات، إلا في حالة صدور عفو ملكي
وأشار الملك سلمان بن عبد العزيز إلى إمكانية صدور عفو ملكي، خصوصا أن شهر رمضان على الأبواب. وهو مناسبة غالبا لصدور عفو ملكي أو رئاسي.
وأوضحت لانغلواأن المنظمة الدولية لا تنوي الضغط بطريقة غير منظمة من أجل المطالبة بهذا العفو. وتردف بالقول: سنستمر بالتحرك من دون إحداث ضجة كبيرة لأننا لا نريد حدوث تأثير معاكس. وأضافت بأن الأمر متروك لرائف وزوجته وأولاده ليخبرونا بما يتوقعونه منا، ما هو تحديدا المطلوب منا وإلى أي مدى يجب الخوض.
لسعودية تريد تغيير صورتها
في حديث لوكالة الصحافة الكندية، تشير المسؤولة عن الحملة الدعائية في منظمة العفو الدولية كوليت لوليفر إلى أن المملكة العربية السعودية تحاول استعادة صورتها.
تقول المملكة العربية السعودية منذ عدة سنوات إنها تريد تغيير صورة بلدها، وتريد الانفتاح على العالم، وتريد تغيير القوانين داخل بلادها، وأن هناك إصلاحات. تعتبر منظمة العفو الدولية بكل تأكيد بأن الإصلاحات عظيمة، لكن لا يزال يتعين علينا تنفيذها واحترام حقوق الإنسان
.
وتتابع المتحدثة بأن السلطات السعوديةإذا أرادت أن تظهر لبقية العالم أنها تريد الانفتاح وإظهار وجه أكثر تساهلا، فإن ما يجب القيام به هو السماح لرائف بدوي بمغادرة البلاد. هو وجميع السجناء والسجينات في وضعه لأنه ليس الوحيد
تجدر الإشارة إلى أن السعودية لم تبدِ أي نوع من التساهل في قضية رائف بدوي، سوى وقف الجلد. إذ تدهورت حالته الصحية بشكل كبير، بعدما تلقى أول 50 جلدة، ويبدو من المؤكد أن السلطات السعودية لم ترغب في جعله شهيدًا. (نافذة جديدة)
كذلك لم يُمنح المدّون السعودي أي عفو عن الحكم الصادر ضده. على العكس من ذلك، تم الإفراج عنه بعد أسبوعين من انتهاء فترة العشر سنوات، بموجب الحكم الذي أصدرته بحقه السلطات السعودية.
.