وصل رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو إلى واشنطن اليوم للمشاركة في قمة منظمة حلف شمال الأطلسي (’’ناتو‘‘). وهذه القمّة مميّزة كونها تصادف الذكرى الـ75 لتأسيس الحلف.
وسيشكّل الوضع المحفوف بالمخاطر في أوكرانيا التي مزقتها الحرب والوضعُ غير المستقر للرئيس الأميركي جو بايدن السمةَ المميزة الأُخرى لهذه القمّة التي من المقرَّر أن تبدأ رسمياً يوم غد الثلاثاء.
فعلى الصعيد الأميركي تثير الانتخابات الرئاسية التي تجري بعد أربعة أشهر والتي من المحتمل أن تعيد مرشح الحزب الجمهوري، الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض لولاية رئاسية ثانية من أربع سنوات قلقَ العديد من دول الحلف.
فالرئيس السابق لكبرى دول حلف الـ’’ناتو‘‘، التي تملك أقوى جيوشه، كان أشد منتقدي الحلف.
وذكر ترامب مراراً وتكراراً أنّ بلاده لن تدافع عن الدول الأعضاء الأُخرى في الحلف إذا ما تخلّفت عن تحقيق هدف الحلف في الإنفاق الدفاعي والذي يتمثّل بتخصيصها 2% من إجمالي الناتج المحلي لميزانية الدفاع. وكندا من ضمن هذه الدول.
وفي ما يتعلق بأوكرانيا، يأمل رئيس الحكومة الكندية في حشد الدعم لإرسال مساعدات عسكرية لهذا البلد الذي يواجه غزواً عسكرياً روسياً واسع النطاق لأراضيه منذ حوالي سنتيْن ونصف، وذلك في ظل تزايد الشكوك في الولايات المتحدة وأوروبا حول مواصلة القتال.
وفور وصوله إلى واشنطن أدان ترودو هجوماً صاروخياً اليوم على عدة مدن أوكرانية، من بينها العاصمة كييف، أوقعت 33 قتيلاً على الأقل وأكثر من 150 جريحاً، من بينهم 22 قتيلاً في مركزيْن طبييْن في كييف، أحدهما مستشفى ’’أوخماتديت‘‘ الكبير للأطفال الذي سقط فيه على الأقل سبعة قتلى وجرحى بين الأطفال.
’’هذا أمر مقيت‘‘، قال ترودو، ’’قصف مستشفى للأطفال، والأطفال الأبرياء الذين بداخله، هو أمر لا يمكن تبريره‘‘.
ويرافق ترودو إلى قمة الـ’’ناتو‘‘ في العاصمة الأميركية كلّ من وزير الدفاع الوطني بيل بلير ووزيرة الخارجية ميلاني جولي.
ومن المتوقع أن يتناول بلير موضوع الدفاع عن الأراضي الكندية في المنطقة القطبية الشمالية أمام منتدى الأمن الذي تنظمه مجلة ’’فورين بوليسي‘‘ (Foreign Policy) الصادرة في واشنطن في وقت لاحق اليوم قبل أن ينضم إلى ترودو وجولي في قمة قادة الـ’’ناتو‘‘ في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وكندا من الدول المؤسِّسة لحلف الـ’’ناتو‘‘ الذي أبصر النور عام 1949 للتصدي للكتلة المكوّنة، آنذاك، من الاتحاد السوفياتي والدول الدائرة في فلكه، بعد أربع سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية.
نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية