فاز مرشح الحزب الليبرالي الكندي تشارلز سوزا في الانتخابات الفرعية التي جرت أمس في دائرة ’’ميسيسوغا – ليكشور‘‘ (Mississauga–Lakeshore) في منطقة تورونتو الكبرى (GTA).
وهذه أول انتخابات فدرالية فرعية منذ الانتخابات الفدرالية العامة الأخيرة في 20 أيلول (سبتمبر) 2021، كما أنها تشكل أول اختبار سياسي لبيار بواليافر الذي انتُخب زعيماً لحزب المحافظين الكندي، حزب المعارضة الرسمية في مجلس العموم، في 10 أيلول (سبتمبر) 2022.
وتفيد النتائج الأولية أنّ سوزا حصل على 51,2% من أصوات المقترعين في الدائرة، أمام مرشّح المحافظين، رون شهينزر، الذي نال 37,3% من الأصوات.
وحلّت مرشحة الحزب الديمقراطي الجديد (يساري التوجه)، جوليا كول، ثالثةً بـ4,9% من الأصوات، أمام مرشحة الحزب الأخضر الكندي، ماري كيدنيو (3,2% من الأصوات)، ومرشح حزب الشعب في كندا (PPC)، خالد السوداني (1,2% من الأصوات).
وبلغت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات الفرعية 26,5%.
’’كممثلكم الخاص في أوتاوا، أريد أن تعلموا أني هنا لأقدّم لكم دعمي، للعمل معكم ولأكون واقعياً من أجل إيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي نواجهها‘‘، قال سوزا في الكلمة التي ألقاها بعد أن اتضح فوزه.
وشغر مقعد دائرة ’’ميسيسوغا – ليكشور‘‘ أواخر أيار (مايو) الفائت باستقالة النائب الليبرالي سفين سبينجمان لأخذ وظيفة في الأمم المتحدة.
وفي الانتخابات العامة الأخيرة قبل سنة وربع احتفظ سبينجمان، الألماني المولد، بمقعد الدائرة لولاية ثالثة على التوالي، حاصلاً على حوالي 45% من أصوات المقترعين، أي أقلّ من نسبة الأصوات التي نالها سوزا أمس.
وتشارلز سوزا البالغ من العمر 64 عاماً مولود في تورونتو لعائلة مهاجرة من البرتغال. وهو كان نائباً في الجمعية التشريعية لأونتاريو زهاء 11 سنة متواصلة مثّل خلالها دائرة ’’جنوب ميسيسوغا‘‘ (Mississauga South) تحت راية الحزب الليبرالي المحلي في أونتاريو (OLP).
وتبوأ سوزا أيضاً خلال هذه الفترة مناصب وزارية في حكومة كُبرى مقاطعات كندا من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد، فعُهدت إليه تباعاً حقائب العمل والهجرة والمالية.
وفي هذه الحملة الانتخابية الفرعية حظي سوزا بزيارة دعم من زعيم حزبه الليبرالي، رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو، وزيارات العديد من الوزراء الفدراليين.
أمّا منافسه الرئيسي، مرشح المحافظين رون شهينزر، وهو شرطي سابق، فلم يحظَ بدعم مماثل من حزبه، على الرغم من أنّ هذه الانتخابات الفرعية هي الأولى منذ انتخاب بيار بواليافر زعيماً للمحافظين.
أستاذة العلوم السياسية في جامعة أوتاوا البروفيسورة جونفييف تيلييه علّقت على نتائج هذه الانتخابات في مقابلة مع راديو كندا، فرأت أنّ حزب المحافظين لم يقم بعد بوضع برنامج انتخابي، مضيفةً أنه لو أراد بواليافر اغتنام الفرصة لتقديم أفكار جديدة لما وجد الكثير من الأفكار ليقترحها على الناخبين.
ورأت تيلييه أنّ فوز سوزا أمس قد يجعل إمكانية إقدام ترودو على إجراء تعديل حكومي أكثر احتمالاً وأن يتمّ بالتالي تعيينه وزيراً، في وقت تسري شائعات بأنّ مهاماً أُخرى قد توكل إلى وزيرة المالية الحالية كريستيا فريلاند.
يقدّم السيد سوزا (بفوزه) مساعدة كبيرة لجوستان ترودو، فهو يحمل معه خبرة اقتصادية ومالية. لا يمكننا القول إنّ هناك فريقاً اقتصادياً كبيراً يحيط بالسيد ترودو. وبالتالي، فإنّ وجود السيد سوزا يتيح تحسين الخبرة في هذا المجال للحكومة.
نقلا عن جونفييف تيلييه، بروفيسورة في العلوم السياسية في جامعة أوتاوا
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)