جدري القردة مرض يسببه فيروس جدري القردة. وهو عدوى فيروسية حيوانية المصدر، مما يعني أنها يمكن أن تنتقل من الحيوانات إلى البشر. ويمكن أن تنتقل أيضاً من شخص إلى آخر.
يمكن أن يسبب جدري القردة مجموعة من العلامات والأعراض. وفي حين يُصاب بعض الأشخاص بأعراض خفيفة، قد يصاب آخرون بأعراض أكثر حدة ويحتاجون إلى تلقي الرعاية في مرفق صحي. ومن بين الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض أو مضاعفات وخيمة الحوامل والأطفال والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة.
وتشمل الأعراض الأكثر شيوعاً لجدري القردة الحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والشعور بالوهن وتورم الغدد الليمفاوية. ويتبع ذلك أو يصاحبه ظهور طفح جلدي يمكن أن يستمر لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. ويمكن أن يظهر الطفح الجلدي على الوجه وراحتي اليدين وباطن القدمين والعينين والفم والحلق والفخذ والمناطق التناسلية و/أو الشرجية من الجسم. ويمكن أن يتراوح عدد الآفات من واحدة إلى عدة آلاف. وتبدأ الآفات وهي بشكل مسطح، ثم تمتلئ بالسائل قبل أن تتقشر وتجف وتسقط، وتظهر طبقة جديدة من الجلد تتشكل تحتها.
وتستمر الأعراض عادة من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وتختفي في الغالب من تلقاء نفسها أو مع الحصول على الرعاية الداعمة، مثل أدوية الألم أو الحمى. ويبقى الأشخاص ناقلين للعدوى إلى أن تتقشر جميع الآفات وتسقط الجلبة وتتشكل طبقة جديدة من الجلد تحتها.وينبغي لأي شخص لديه أعراض يمكن أن تكون من أعراض جدري القردة، أو خالط شخصاً مصاب بجدري القردة، الاتصال بمقدم الرعاية الصحية أو زيارته والتماس مشورته.
هل يمكن للناس أن يمرضوا مرضاً خطيراً أو يلقوا حتفهم بسبب جدري القردة؟
في معظم الحالات، تختفي أعراض جدري القردة من تلقاء نفسها في غضون بضعة أسابيع. ولكن يمكن أن تؤدي العدوى لدى بعض الأشخاص إلى مضاعفات طبية، بل إلى الموت. وقد يتعرض الأطفال حديثو الولادة والأطفال والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة الكامنة لخطر الإصابة بأعراض أكثر خطورة والوفاة بسبب جدري القردة. وتشمل المضاعفات الناتجة عن جدري القردة الالتهابات الجلدية الثانوية والالتهاب الرئوي والتشوش ومشاكل العين. وفي الماضي، تُوفي ما بين 1 إلى 10 في المائة من الأشخاص المصابين بجدري القردة. ومن المهم ملاحظة أن معدلات الوفيات قد تختلف باختلاف الأماكن نتيجة لعدد من العوامل، مثل إمكانية الحصول على الرعاية الصحية. وقد تكون هذه الأرقام تقديراً مبالغاً فيه لأن ترصّد جدري القردة كان محدوداً بشكل عام في الماضي. وفي البلدان المتضررة حديثاً التي تحدث فيها الفاشية الحالية، لم تحدث أي حالات وفاة حتى الآن.
كيف ينتقل جدري القردة من شخص لآخر؟
ينتقل جدري القردة من شخص إلى آخر من خلال الاتصال الوثيق بشخص مصاب لديه طفح جلدي بسبب جدري القردة، بما في ذلك من خلال ملامسة الوجه للوجه أو الجلد للجلد أو الفم للفم أو الفم للجلد، بما فيه الاتصال الجنسي. وما زلنا نستطلع المدة التي يبقى فيها الأشخاص المصابون بجدري القردة ناقلين للعدوى، لكنهم يُعتبرون عموماً ناقلين للعدوى إلى أن تتقشر جميع آفاتهم وتسقط الجلبة وتتشكل طبقة جديدة من الجلد تحتها.
وعلى سبيل المثال، يمكن أن تصبح البيئات ملوثة بفيروس جدري القردة عندما يلمس شخص ناقل للعدوى الملابس والفراش والمناشف والأشياء والإلكترونيات والأسطح. وإذا لمس شخص آخر هذه العناصر، فيمكن أن يصاب بالعدوى. ومن الممكن أيضاً أن تحصل الإصابة بالعدوى من خلال استنشاق رقائق الجلد أو الفيروس من الملابس أو الفراش أو المناشف. ويعرف هذا باسم “الانتقال عن طريق أدوات العدوى”.
ويمكن أن تكون القرحة أو الآفات أو القروح الموجودة في الفم معدية، مما يعني أن الفيروس يمكن أن ينتشر من خلال الاتصال المباشر بالفم وقطرات الجهاز التنفسي، وربما من خلال الهباء الجوي قصير المدى. ولا تزال الآليات المحتملة لانتقال جدري القردة عبر الهواء غير مفهومة جيداً بعد، والدراسات جارية لمعرفة المزيد.
ويمكن أن ينتشر الفيروس أيضاً من الحامل إلى الجنين، وبعد الولادة من خلال ملامسة الجلد للجلد، أو من أحد الوالدين المصابين بجدري القردة إلى رضيع أو طفل خلال الاتصال الوثيق. وعلى الرغم من الإبلاغ عن حالات عدوى عديمة الأعراض، لكنه ليس من الواضح ما إذا كان الأشخاص الذين ليس لديهم أي أعراض قادرين على نقل المرض أو ما إذا كان المرض قابلاً للانتشار عن طريق سوائل الجسم الأخرى. وقد تبين وجود أجزاء من الحمض النووي لفيروس جدري القردة في السائل المنوي، ولكنه من غير المعروف بعد ما إذا كانت العدوى يمكن أن تنتقل من خلال السائل المنوي أو السوائل المهبلية أو السوائل الأمنيوسية أو حليب الثدي أو الدم. ويجري الاضطلاع بالأبحاث من أجل معرفة المزيد عما إذا كان بإمكان الناس نقل جدري القردة من خلال تبادل هذه السوائل أثناء الإصابة بالأعراض وبعدها.
كيف ينتقل جدري القردة من الحيوانات إلى البشر؟
يمكن أن ينتقل جدري القردة إلى الناس عندما يخالطون حيواناً مصاباً مثل الرئيسيات غير البشرية أو القوارض الأرضية أو الظباء أو الغزلان أو السناجب الشجرية (على سبيل المثال، من خلال اللدغات أو الخدوش، أو أثناء الأنشطة من قبيل الصيد والسلخ والتفخيخ والطهي واللعب بالجثث). ومن الممكن أيضاً اكتشاف الفيروس من خلال تناول الحيوانات المصابة. ويمكن الحد من خطر الإصابة بجدري القردة عبر الحيوانات عن طريق تجنب الاختلاط غير المحمي مع الحيوانات البرية، وخاصة تلك المريضة أو النافقة (بما في ذلك لحومها ودمها). وفي البلدان التي يوجد فيها حيوانات تؤوي جدري القردة، لا بد من طهي جميع الأغذية التي تحتوي على لحوم أو أجزاء حيوانية طهياً جيداً قبل تناولها.
هل يمكن أن ينتقل جدري القردة من البشر إلى الحيوانات؟
على الرغم من عدم توثيق حالات ينقل فيها الأشخاص المصابون بجدري القردة العدوى إلى الحيوانات، لكن هذا الأمر يشكل خطراً محتملاً. وينبغي للأشخاص الذين تأكدت إصابتهم بجدري القردة أو يشتبه في إصابتهم به تجنب الاتصال الوثيق بالحيوانات، بما في ذلك الحيوانات الأليفة (مثل القطط والكلاب والهامستر والجربوع وما إلى ذلك) والماشية والحيوانات البرية. وينبغي أن يكون الأشخاص المصابون بجدري القردة متيقظين بشكل خاص حول الحيوانات التي يُعرف بأنها عرضة للإصابة فيروس جدري القردة، بما في ذلك القوارض والرئيسيات غير البشرية.
من هم الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بجدري القردة؟
يُعد أي شخص يعيش مع شخص مصاب بجدري القردة أو لديه اتصال وثيق به (بما في ذلك الاتصال الجنسي) أو يخالط بشكل منتظم الحيوانات التي يمكن أن تكون مصابة، من بين الأشخاص الأكثر عرضة للخطر. وينبغي للعاملين الصحيين اتباع تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها من أجل حماية أنفسهم أثناء رعاية مرضى جدري القردة.
وقد يتعرض الأطفال حديثو الولادة والأطفال والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة الكامنة لخطر الإصابة بأعراض أكثر خطورة، وفي حالات نادرة، الوفاة بسبب جدري القردة. ومن المرجح أن يتمتع الأشخاص الذين تم تطعيمهم ضد الجدري ببعض الحماية ضد جدري القردة. ومع ذلك، من غير المرجح أن يتم تطعيم الشباب ضد الجدري لأن التطعيم ضد الجدري توقف في جميع أنحاء العالم بعد القضاء عليه في عام 1980. وينبغي للأشخاص الذين تم تطعيمهم ضد الجدري الاستمرار في اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم والآخرين.
كيف يمكنني حماية نفسي والآخرين من جدري القردة؟
يمكنك تقليص خطر الإصابة عن طريق الابتعاد ما أمكن عن الاختلاط بالأشخاص الذين يُشتبه في إصابتهم بجدري القردة أو تأكدت إصابتهم به.
وإذا كان لابد من مخالطة شخص مصاب بجدري القردة بحكم أنك عامل صحي أو تعيشان معًا، فعليك أن تحثّ الشخص المصاب على عزل نفسه وتغطية أي بثور جلدية إذا كان ذلك ممكنًا (على سبيل المثال، من خلال ارتداء ملابس فوق الطفح الجلدي). وإذا كنت قريبًا منه جسديا، فيجب أن يرتدي قناعًا طبيًا، خاصةً إذا كان يسعل أو لديه بثور في فمه. ويجب عليك ارتداء قناع أيضا. وتجنب التلامس الجلدي قدر الإمكان واستخدم القفازات الأحادية الاستعمال في حالة لمس البثور مباشرة. وارتدِ قناعًا عند لمس أي ملابس أو فراش يعود للمصاب إذا كان لا يستطيع فعل ذلك بنفسه.
نظف يديك بانتظام بالماء والصابون أو بمطهر كحولي لليدين، خاصة بعد لمس الشخص المصاب وملابسه وملاءات السرير والمناشف والأشياء أو الأسطح الأخرى التي لمسها أو التي ربما لامست طفحه الجلدي أو إفرازاته التنفسية (مثل الأواني والأطباق). اغسل ملابس الشخص ومناشفه وأغطية الأسرة وأواني الطعام بالماء الدافئ والمنظفات. نظف وعقم أي أسطح ملوثة وتخلص من النفايات الملوثة (مثل الضمادات) كما ينبغي.
إذا كنت على اتصال وثيق بشخص مصاب بجدري القردة، أو كنت في بيئة يُحتمل أنها ملوثة بالفيروس، راقب نفسك بشكل وثيق لتحري العلامات والأعراض لمدة 21 يوماً بعد آخر مرة تعرضت فيها للفيروس. وقلّل من الاتصال الوثيق بأشخاص آخرين قدر الإمكان، وعندما لا يتسنى تجنب الاتصال، أخبر جهة الاتصال الخاصة بك أنك تعرضت لجدري القردة.
وإذا كنت تعتقد أنه تظهر عليك أعراض جدري القردة، فاتصل بمقدم الرعاية الصحية لالتماس المشورة وإجراء الاختبار والحصول الرعاية الطبية. وإلى أن تتلقى نتيجة الاختبار، اعزل نفسك عن الآخرين إن أمكن. وواظب على غسل يديك.وإذا كانت نتيجة اختبارك إيجابية من حيث الإصابة بجدري القردة، فسوف ينصحك مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بشأن ما إذا كان يجب عليك الخضوع للعزل في المنزل أو في منشأة صحية، وما هي الرعاية التي تحتاجها إليها.
إذا كنت مصاباً بجدري القردة، فماذا أفعل لحماية الآخرين من الإصابة به؟
إذا كنت مصاباً بجدري القردة، فسوف يخبرك مقدم الرعاية الصحية الخاص بك إذا كان ينبغي لك تلقي الرعاية في المستشفى أو في المنزل. وسيعتمد ذلك على مدى خطورة أعراضك، وما إذا كان لديك عوامل خطر تجعلك معرضاً للإصابة بأعراض أكثر خطورة، وما إذا كان يمكنك تقليل خطر إصابة أي شخص تعيش معه.
وإذا نُصحت بالخضوع للعزل في المنزل، فينغي ألّا تخرج منه. واحمِ الآخرين الذين تعيش معهم قدر الإمكان من خلال القيام بما يلي:
– الخضوع للعزل في غرفة منفصلة
– استخدام حمام منفصل، أو تنظيف الحمام بعد كل استخدام
– تنظيف الأسطح التي تُلمس بشكل متكرر بالماء والصابون ومطهر منزلي وتجنب الكنس/التنظيف بالمكنسة الكهربائية (إذ قد يؤدي ذلك إلى انتشار جزيئات الفيروس ويتسبب في إصابة الآخرين)
– استخدام أوانٍ ومناشف وأغطية فراش وإلكترونيات منفصلة
– تولى مهمة غسيل الملابس (نزع أغطية الفراش والملابس والمناشف بعناية دون هزّها، ووضع المواد في كيس بلاستيكي قبل حملها إلى الغسالة وغسلها بالماء ساخن تصل حرارته إلى أكثر من 60 درجة)
– فتح النوافذ للتهوية الجيدة
– تشجيع جميع الأشخاص في المنزل على تنظيف أيديهم بانتظام بالماء والصابون أو معقم اليدين الكحولي.
إذا لم تتمكن من تجنب التواجد في نفس الغرفة مع شخص آخر، أو الاتصال الوثيق بشخص آخر أثناء العزل في المنزل، فابذل قصارى جهدك للحد من المخاطر التي يتعرض لها هذا الشخص من خلال:
– تجنب الملامسة
– تنظيف اليدين بشكل متكرر
– تغطية الطفح الجلدي بالملابس أو الضمادات
– فتح النوافذ في كل المنزل
– التأكد من أنك وأي أشخاص معك في الغرفة ترتدون أقنعة طبية مناسبة تماماً
– الحفاظ على مسافة 1 متر على الأقل.إذا لم تتمكن من غسيل ملابسك بنفسك ويتعين على شخص آخر إلى القيام بذلك نيابة عنك، فينبغي لهذا الشخص ارتداء قناع طبي مناسب تماماً وقفازات يمكن التخلص منها واتخاذ احتياطات الغسيل المذكورة أعلاه
نعم. تمت الموافقة مؤخراً على لقاح للوقاية من جدري القردة. وتوصي بعض البلدان بتطعيم الأشخاص المعرضين للخطر. وقد أفضت سنوات عديدة من البحث إلى تطوير لقاحات أحدث وأكثر أماناً لمرض تم القضاء عليه يسمى الجدري، والتي قد تكون مفيدة أيضاً في الوقاية من جدري القردة. وقد تمت الموافقة على أحد هذه اللقاحات للوقاية من جدري القردة. وينبغي النظر في تطعيم الأشخاص المعرضين للخطر فحسب (على سبيل المثال، شخص كان على اتصال وثيق بشخص مصاب بجدري القردة). ولا يُنصح بالتطعيم الجماعي حالياً.ورغم أنه قد تبين أن لقاح الجدري يوفر حماية من جدري القردة في الماضي، لا يوجد سوى قدر محدود من البيانات الحالية بشأن فعالية لقاحات الجدري/جدري القردة الأحدث في الوقاية من جدري القردة في إطار الممارسة السريرية والسياقات الميدانية. وستسمح دراسة استخدام لقاحات جدري القردة أينما استُخدمت بالتوليد السريع لمعلومات إضافية عن فعالية هذه اللقاحات في مختلف السياقات
ما هو علاج الأشخاص المصابين بجدري القردة؟
ينبغي للأشخاص المصابين بجدري القردة اتباع نصيحة مقدم الرعاية الصحية الخاص بهم. وعادة ما تزول الأعراض من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى تقلي العلاج. وإذا لزم الأمر، يمكن استخدام أدوية الألم (المسكنات) والحمى (خافضات الحرارة) من أجل تخفيف بعض الأعراض. ومن المهم بالنسبة إلى أي شخص مصاب بجدري القردة المحافظة على الإمهاء وتناول الأغذية المناسبة والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم. وينبغي للأشخاص الذين يعزلون أنفسهم أن يعتنوا بصحتهم العقلية من خلال القيام بأشياء يجدونها مريحة وممتعة، والبقاء على اتصال بأحبائهم عن طريق استخدام التكنولوجيا، وممارسة الرياضة إذا كانوا يشعرون بصحة جيدة بما فيه الكفاية ويجدون القدرة على القيام بذلك أثناء فترة العزل، وطلب الدعم بشأن صحتهم العقلية إذا كانوا بحاجة إلى ذلك.
وينبغي للأشخاص المصابين بجدري القردة تجنب خدش جلدهم والاعتناء بالطفح الجلدي عن طريق تنظيف أيديهم قبل لمس الآفات وبعده والحفاظ على جفاف الجلد وكشفه (ما لم يكونوا حتماً في غرفة مع شخص آخر، وفي هذه الحالة لا بد لهم من تغطية الجلد بالملابس أو الضماد إلى أن يتمكنوا من الخضوع للعزل مرة أخرى). ويمكن الحفاظ على نظافة الطفح الجلدي باستخدام الماء المعقَّم أو المطهِّر. ويمكن الغسل بالمياه المالحة من أجل الآفات في الفم، ويمكن أن تساعد الحمامات الدافئة التي تحتوي على بيكربونات الصوديوم والملح الإنكليزي من أجل الآفات الموجودة على الجسم. ويمكن دهن الليدوكايين على الآفات الفموية وحول منطقة الشرج لتخفيف الألم.وقد أفضت سنوات عديدة من البحث عن علاجات الجدري إلى تطوير منتجات قد تكون مفيدة أيضاً لعلاج جدري القردة. ومنحت الوكالة الأوروبية للأدوية موافقتها على مضاد للفيروسات تم تطويره لعلاج الجدري (tecovirimat) في كانون الثاني/يناير 2022. وهناك قدر محدود من التجربة مع هذه العلاجات في سياق فاشية جدري القردة. ولهذا السبب، عادة ما يكون استخدامها مصحوباً بجمع المعلومات التي من شأنها تحسين المعرفة بشأن أفضل السبل لاستخدامها في المستقبل.
في أي مكان في العالم يشيع حالياً خطر الإصابة بجدري القردة؟
هناك حالياً فاشية جارية متعددة البلدان لجدري القردة في أماكن لم يكن من المعتاد فيها من قبل العثور على الفيروس، وذلك في أوروبا والأمريكيتين وأفريقيا وغرب المحيط الهادئ وبلدان شرق البحر الأبيض المتوسط. وقد تم الإبلاغ عن حالات أكثر من المعتاد في عام 2022 في أجزاء من أفريقيا أبلغت سابقاً عن وجود حالات، مثل نيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى. وتعمل المنظمة مع جميع البلدان المتضررة على تعزيز الترصّد وتوفير الإرشادات بشأن كيفية وقف الانتشار وكيفية رعاية المرضى.وقد أُبلغ عن جدري القردة في بعض البلدان الأفريقية في السنوات التي سبقت بدء هذه الفاشية. وتشمل هذه البلدان الكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو وكوت ديفوار وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغابون وليبريا ونيجيريا وسيراليون. ولم يكن لدى بعض هذه البلدان سوى عدد قليل من الحالات، وشهدت بلدان أخرى فاشيات مستمرة أو متكررة. وارتبطت الحالات العرضية في البلدان الأخرى بالسفر من نيجيريا. وتأثير الفاشية الحالية على العديد من البلدان في آنٍ واحد ليس سمة نموذجية للفاشيات السابقة.
ماذا نعرف عن فاشية جدري القردة في عدة بلدان في عام 2022؟
أبلغت العديد من البلدان التي لا يوجد فيها عادة جدري القردة عن حالات إصابة بهذا المرض في عام 2022. وفي هذه الفاشية الحالية، نلاحظ أن معظم الحالات (وليس جميعها) تحدث بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال ممن لديهم اتصال جنسي حديث مع شريك جديد أو شركاء جدد. وفي كثير من الحالات، يجري الإبلاغ عن أعراض أقل من الأعراض المبلغ عنها عادة في الماضي. وللحصول على أحدث المعلومات حول عدد الحالات، والبلدان التي تبلغ عن الحالات، يُرجى الاطلاع هنا.
وحتى 11 تموز/يوليو 2022، لم يجرِ العثور على أي صلة بالحيوانات المصابة وأي صلة واضحة بين معظم الحالات المبلغ عنها بشكل فردي والسفر من البلدان المتضررة سابقاً في أفريقيا. ومن الشائع الإبلاغ عن السفر مؤخراً من مناطق أخرى من العالم في هذه الفاشية.
ونحن نرى أن هذه الفاشية تثير قلق الكثيرين، وخاصة الأشخاص الذين تضرّر أحباؤهم أو مجتمعهم المحلي. والأهم من ذلك في الوقت الحالي هو أن نرفع مستوى الوعي بشأن جدري القردة بين الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى، وأن نسدي المشورة بشأن كيفية الحد من المزيد من الانتشار بين الناس. ومن المهم أيضاً أن يتمكن العاملون في مجال الصحة العامة من تحديد المرضى وتشخيصهم وتقديم الرعاية لهم.
ومن الضروري ألّا يصم أحد أي شخص متضرر بهذا المرض لأن أي شخص يمكن أن يُصاب بجدري القردة، ولأن الوصم يمكن أن يقوّض جهود المكافحة. وتعكف المنظمة على دعم الدول الأعضاء بـأدوات ترصّد الفاشيات والتأهب لمواجهتها والاستجابة لمقتضياتها فيما يخص جدري القردة في البلدان المتضرّرة. وتجري حالياً دراسات في البلدان المتضررة لتحديد طريقة تعرض الناس لجدري القردة تحديداً أفضل. ويجري اتخاذ إجراءات لتوفير الرعاية الطبية للمتضررين وإنشاء تدخلات في مجال الصحة العامة من أجل الحد من المزيد من الانتشار.
هل هناك خطر بأن يزداد حجم هذه الفاشية؟
جدري القردة ليس معدياً بقدر بعض أنواع العدوى الأخرى لأنه يتطلب اتصالاً وثيقاً بشخص مصاب بجدري القردة (على سبيل المثال، ملامسة الوجه للوجه، أو الجلد للجلد، أو الفم للجلد، أو الفم للفم)، أو ملامسة بيئة ملوثة أو مخالطة حيوان مصاب لكي ينتشر المرض. ولدينا فرصة سانحة للسيطرة على هذه الفاشية من خلال العمل عن كثب مع المجتمعات والمجموعات الأكثر عرضة للخطر بهدف وقف سريان العدوى. ومن الضروري أن يعمل الجميع معاً الآن لوقف الانتشار من خلال معرفة المخاطر التي تواجههم واتخاذ إجراءات للحد منها.
وتستجيب المنظمة لهذه الفاشية باعتبارها أولوية عليا بغية تجنب المزيد من الانتشار. ومن أولويات المنظمة معرفة المزيد عن كيفية انتشار الفيروس خلال هذه الفاشية وحماية المزيد من الناس من الإصابة بالعدوى. ومن شأن إذكاء الوعي بهذا الوضع الجديد أن يساعد على وقف المزيد من سريان العدوى.
ماذا نعرف عن جدري القردة والجنس؟
يمكن أن ينتقل جدري القردة من خلال الاتصال الوثيق من أي نوع، بما في ذلك من خلال التقبيل واللمس والجنس الفموي أو الجنس الإيلاجي المهبلي أو الشرجي مع شخص ناقل للعدوى. وينبغي لأي شخص يعاني من طفح جلدي أو آفات جلدية جديدة وغير عادية تجنب الاتصال الجنسي حتى يجري فحصه للكشف عن الأمراض المنقولة جنسياً وجدري القردة. ويمكن أن يشبه جدري القردة الأمراض المعدية الأخرى مثل جدري الماء والحلأ والزهري. وقد يفسر ذلك السبب وراء تحديد العديد من الحالات في الفاشية الحالية في صفوف الأشخاص الذين يلتمسون الرعاية في عيادات الصحة الجنسية. وجدير بالإشارة أنه من الممكن أيضاً العثور على الطفح الجلدي في أماكن يصعب رؤيتها، بما في ذلك الفم والحلق والأعضاء التناسلية والمهبل والشرج/منطقة الشرج.
وعلى الرغم من العثور على فيروس جدري القردة في السائل المنوي، لكنه من غير المعروف حالياً ما إذا كان جدري القردة يمكن أن ينتشر عن طريق السائل المنوي أو السوائل المهبلية. ويُنصح الأشخاص المصابون بجدري القردة باستخدام الواقي الذكري لمدة 12 أسبوعاً بعد تعافيهم، إلى أن يتم معرفة المزيد عن مستويات الفيروس والقدرة المحتملة على نقل العدوى في السائل المنوي خلال الفترة التي تلي الشفاء. ولن يحميك ارتداء الواقي الذكري من الإصابة بجدري القردة، لكنه سيساعد في حمايتك والآخرين من مجموعة من الأمراض الأخرى المنقولة جنسياً.
وعندما الإمكان، شارك بيانات الاتصال بأي شركاء جنسيين جدد، حتى أولئك الذين لم تكن تخطط لرؤيتهم مرة أخرى. وبهذه الطريقة، يمكن إعلامك إذا كان شريكك يعاني من أي أعراض، أو يمكنك إخطاره إذا ظهرت عليك أي أعراض. ويُحث الأشخاص الذين لديهم شركاء جنسيون متعددون على اتخاذ خطوات للحد من خطر تعرضهم لجدري القردة عن طريق تجنب الاتصال الوثيق بأي شخص لديه أعراض. وسيفضي تقليل عدد شركائك الجنسيين إلى الحد من المخاطر.ولا ينتشر الفيروس من خلال الاتصال الجنسي فحسب، بل كذلك من خلال أي شكل من أشكال الاتصال الوثيق مع شخص معدٍ. والأشخاص الذين يعيشون في نفس الأسرة المعيشية هم أكثر عرضة للخطر. وينبغي لأي شخص لديه أعراض يمكن أن تكون من أعراض جدري القردة التماس المشورة من عامل صحي على الفور.
هل الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال أكثر عرضة لخطر الإصابة بجدري القردة؟
لا يقتصر خطر الإصابة بجدري القردة على الأشخاص النشطين جنسياً أو الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال؛ إذ إن أي شخص لديه اتصال وثيق مع شخص لديه أعراض هو عرضة للخطر.
وقد تم تحديد العديد من الحالات التي أُبلغ عنها في هذه الفاشية بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال. ونظراً إلى أن الفيروس ينتقل حالياً من شخص إلى آخر في هذه الشبكات الاجتماعية، فإن الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال قد يواجهون حالياً خطراً أكبر بالتعرض للمرض إن كانوا على اتصال وثيق مع شخص ناقل للعدوى.
وقد تم تحديد بعض حالات جدري القردة في عيادات الصحة الجنسية. وقد يعود أحد الأسباب وراء سماعنا حالياً للمزيد من البلاغات عن حالات جدري القردة في مجتمعات الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال إلى السلوك الإيجابي للحفاظ على الصحة في هذه المجموعة السكانية. ويمكن أن يشبه الطفح الجلدي الناتج عن جدري القردة الطفح الجلدي لبعض الأمراض المنقولة جنسياً، بما في ذلك الحلأ والزهري، ممّا قد يفسر جزئياً سبب تحديد هذه الحالات في عيادات الصحة الجنسية. وبينما نتعلم المزيد، قد نحدد المزيد من الحالات في المجتمع الأوسع. ومن الأساسي إشراك مجتمعات الرجال المثليين ومزدوجي الميل الجنسي وغيرهم من الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال من أجل زيادة الوعي لحماية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر. وإذا كنت من الرجال الذي يمارسون الجنس مع رجال، فأدرك مخاطرك واتخذ خطوات لحماية نفسك والآخرين. وينبغي لأي شخص لديه أعراض يمكن أن تكون من أعراض جدري القردة التماس المشورة من مقدم للرعاية الصحية على الفور وإجراء فحص والحصول على الرعاية.
ما هي استجابة المنظمة للرسائل الواصمة عبر الإنترنت المتعلقة بجدري القردة؟
لقد رأينا رسائل تصم مجموعات معينة من الناس بشأن فاشية جدري القردة هذه. ونريد أن نوضح تماماً أن هذا ليس سلوكاً سليماً. فأولاً، أي شخص لديه اتصال جسدي وثيق من أي نوع مع شخص مصاب بجدري القردة هو عرضة للخطر، بغض النظر عن هويته، أو ما يفعله، أو مع من يمارس الجنس، أو أي عامل آخر. وثانياً، يُعد وصم الناس بسبب اعتلال أو مرض أمراً غير مقبول. ومن المرجح أن تؤدي وصمة العار إلى مفاقمة الأمور ومنعنا من إنهاء هذه الفاشية بأسرع ما يمكن. ونحن بحاجة إلى أن نتكاتف جميعاً لدعم أي شخص مصاب أو يساعد في تقديم الرعاية لأشخاص مرضى. ونحن نعرف كيف نوقف هذا المرض، وكيف يمكننا جميعا حماية أنفسنا والآخرين. والوصم والتمييز أمران غير مقبولين بتاتاً، وليسا مقبولين أيضاً في إطار هذه الفاشية. وجميعنا في هذا الهم سواء.
إن أي شخص لديه اتصال وثيق مع شخص لديه أعراض هو عرضة للخطر.
ومن شأن فيروس نقص المناعة البشرية أن يضعف جهاز المناعة لديك إذا لم يتم علاجه. وهناك بعض البينات على أن نقص المناعة قد يزيد من خطر الإصابة بالعدوى في حال التعرض لها، والإصابة بمرض خطير أو الوفاة بسبب جدري القردة. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البيانات لفهم ذلك بشكل كامل.
وقد يكون الأشخاص الذين يعانون من حالات كامنة من نقص المناعة عرضة لخطر الإصابة بمرض جدري القردة بمستوى أكثر حدة. ويمكن للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين يعرفون حالتهم ولديهم إمكانية الحصول على العلاج واستخدامه بشكل صحيح الوصول إلى مرحلة كبت الحمل الفيروسي. وهذا يعني أن أجهزتهم المناعية أقل عرضة للإصابة بعدوى أخرى مما كانوا سيكونون عليه بدون علاج. وقد كان العديد من الأشخاص المتضررين من الفاشية الحالية مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، ولكن لم يوجد سوى عدد قليل من الحالات الشديدة، ويُعزى ذلك على الأرجح إلى أن إصابتهم بفيروس نقص المناعة البشرية كانت خاضعة للمراقبة الجيدة. والدراسات جارية لفهم هذه الأسئلة بشكل أفضل.ويُحث الأشخاص الذين لديهم شركاء جنسيون متعددون، بما في ذلك الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية، على اتخاذ خطوات للحد من خطر تعرضهم لجدري القردة عن طريق تجنب الاتصال الوثيق بأي شخص لديه أعراض. وسيفضي تقليل عدد شركائك الجنسيين إلى الحد من المخاطر.
هذا سؤال يحاول المهنيون الصحيون حالياً الإجابة عليه. وفي الوقت الحالي، لا نعرف حتى الآن ما إذا كانت الإصابة بكوفيد-19 أو حالة ما بعد كوفيد-19 (كوفيد طويل الأمد) تجعلك أكثر عرضة للإصابة بجدري القردة. وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات على المرضى المصابين، أو الذين أصيبوا، بعدوى بالفيروس الذي يسبب كوفيد-19 أو حالة ما بعد كوفيد-19، وهم مصابون الآن بجدري القردة. وإذا كنت مصاباً حالياً بفيروس كوفيد-19، فاتبع الإرشادات الصادرة عن المنظمة. وتجنب الاتصال بالآخرين لمنع نقل الفيروس، وراقب أعراضك لكي تتمكن من الحصول على الرعاية المناسبة. وإذا كنت تعتقد أنك مصاب بحالة ما بعد كوفيد، فاتصل بأحد العاملين الصحيين للحصول على الدعم الذي تحتاجه.
خدمات الصحة الجنسية المحلية لدي مرهقة – ماذا يمكنني أن أفعل لتخفيف العبء عليها؟
يمكنك دعم الخدمات الصحية المحلية من خلال القيام بما في وسعك للبقاء بصحة جيدة، بما في ذلك ممارسة الجنس الآمن. وإذا كانت خدمات الإنترنت أو الفيديو أو الهاتف متاحة ومناسبة لأسئلتك أو أعراضك، فإن استخدامها يمكن أن يساعد في تقليل الضغط على الخدمات الحضورية.
وسيساعدك اتخاذ إجراءات لحماية نفسك والآخرين من جدري القردة على تقليل عدد الحالات وإنهاء هذه الفاشية، وبالتالي تقليل العبء على الخدمات الصحية. وإذا كانت لديك أعراض يمكن أن تكون بسبب جدري القردة، فمن المهم أن تتصل بمقدم الرعاية الصحية للحصول على المشورة والاختبار والرعاية، حتى لو كانوا مشغولين. ونظراً إلى أن جدري القردة ينتقل عن طريق الاتصال الوثيق، احرص على تجنب تعريض العاملين الصحيين للفيروس – واتصل مسبقاً قبل زيارتك لتحذيرهم من أنك تشك في أن أعراضك قد تكون بسبب جدري القردة، وارتد قناعاً وغطّ بشرتك بالملابس عند التماس الرعاية.
هل يمكن للأطفال الإصابة بجدري القردة؟
يمكن للأطفال الإصابة بجدري القردة إذا كانوا على اتصال وثيق مع شخص لديه أعراض. وتظهِر البيانات الواردة من البلدان المتضررة سابقاً أن الأطفال عادة ما يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض وخيمة مقارنة بالمراهقين والبالغين. وقد أُصيب عدد صغير من الأطفال بجدري القردة في الفاشية الحالية.
ماذا علي أن أفعل إذا كان الطفل الذي أرعاه يعاني من أعراض يمكن أن تكون من أعراض جدري القردة؟
يمكن أن يشبه الطفح الجلدي لجدري القردة أمراض الطفولة الشائعة الأخرى، مثل جدري الماء والالتهابات الفيروسية الأخرى. وإذا كان الطفل الذي تعتني به يعاني من أعراض يمكن أن تكون بسبب جدري القردة، فالتمس المشورة من مقدمي الرعاية الصحية، وسيساعدونك في إجراء اختبار له، والحصول على الرعاية التي يحتاج إليها.وقد يكون الأطفال أكثر عرضة لخطر الإصابة بجدري القردة الشديد مقارنة بالبالغين. وينبغي مراقبتهم عن كثب حتى يتعافوا في حالة احتياجهم إلى رعاية إضافية. وقد ينصح العامل الصحي المسؤول عن الطفل بأن يتلقى رعايته في مرفق صحي. وفي هذه الحالة، سيُسمح لأحد الوالدين أو مقدم الرعاية الذي يتمتع بصحة جيدة ومعرض لخطر منخفض للإصابة بجدري القردة بالخضوع للعزل معه.
ما هي مخاطر جدري القردة أثناء الحمل؟
هناك حاجة إلى إجراء المزيد من البحوث من أجل فهم مخاطر جدري القردة بشكل أفضل أثناء الحمل، وكيف يمكن أن ينتقل الفيروس إلى الجنين في الرحم أو إلى المولود الجديد أثناء الولادة أو بعدها، أو خلال الرضاعة الطبيعية. وتشير المعلومات المتاحة إلى أن الإصابة بجدري القردة أثناء الحمل يمكن أن تكون خطرة على الجنين.
وإذا كنت حاملاً، تجنبي الاتصال الوثيق بأي شخص مصاب بجدري القردة. ويمكن لأي شخص لديه اتصال وثيق بشخص ناقل للعدوى أن يُصاب بجدري القردة، بغض النظر عن هويته.وإذا كنت تعتقدين أنك تعرضت أو تظهر عليك أعراض يمكن أن تكون من أعراض جدري القردة، فاتصلي بمقدمي الرعاية الصحية لديك، وسيساعدونك في إجراء اختبار بشأنه، والحصول على الرعاية التي تحتاجين إليها.
هل يمكنني الاستمرار في الرضاعة الطبيعية إذا تم تشخيص إصابتي بجدري القردة؟
إذا كان لديكِ إصابة مؤكدة أو مشتبه فيها بجدري القردة، وكنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، فتحدثي إلى مقدمي الرعاية الصحية لالتماس المشورة. وهم سيقومون بتقييم خطر انتقال جدري القردة وكذلك خطر وقف الرضاعة الطبيعية عن طفلك. وإذا كان من الممكن بالنسبة إليك الاستمرار في الرضاعة الطبيعية ومواصلة الاتصال الوثيق، فسوف يقدمون لك المشورة حول كيفية تقليل المخاطر من خلال اتخاذ تدابير مثل تغطية آفاتك وارتداء قناع لتقليل خطر نقل الفيروس. ويتعين موازنة خطر العدوى بعناية مع الضرر والضيق المحتملين الناجمين عن انقطاع الرضاعة الطبيعية والاتصال الوثيق بين الوالدين والطفل. ومن غير المعروف بعد ما إذا كان فيروس جدري القردة يمكن أن ينتشر من الوالدين إلى الطفل عن طريق حليب الأم؛ وهذا مجال يحتاج إلى مزيد من الدراسة.
لماذا يسمى هذا المرض “جدري القردة”؟
يُطلق على المرض اسم جدري القردة لأنه اكتشف لأول مرة في مستعمرات القردة المستخدمة في الأبحاث في عام 1958. ولم يتم اكتشافه في صفوف البشر إلا لاحقاً في عام 1970.
هل يمكن أن ينتقل فيروس جدري القردة من خلال نقل الدم؟
ينبغي ألّا تتبرع بالدم أبداً عند الشعور بالتوعك. وإذا كان لديك موعد للتبرع بالدم، فعليك بتقييم صحتك ذاتياً ومراقبة أي أعراض لجدري القردة وإعادة تحديد موعدك إذا كنت لا تشعر بحال جيدة.
وهناك بروتوكولات صارمة معمول بها بشأن شروط السماح للناس بالتبرع بالدم. وتُطرح أسئلة على المتبرع المحتمل حول ما يشعر به، وأي أعراض يعاني منها حالياً. ويُتخذ هذا الإجراء للحد من خطر أن يقوم أي شخص مصاب وناقل للعدوى بالتبرع بالدم. ولم تكن هناك أي تقارير عن انتقال جدري القردة من خلال عمليات نقل الدم.
هل يوفر التعرض السابق لجدري الماء أي حماية من جدري القردة؟
يحدث جدري الماء بسبب فيروس مختلف (فيروس جدري الماء). ولا يوفر التعرض السابق لجدري الماء الحماية ضد جدري القردة (الذي يسببه فيروس جدري القردة، وهو فيروس من مجموعة الأورثوبوكس).
هل هناك اختبار للتحقق ممّا إذا كنت مصاباً بجدري القردة في الماضي؟
هناك اختبارات متاحة تكشف عمّا إذا كان لديك أجسام مضادة للفيروس من مجموعة الأورثوبوكس (فصلية الفيروسات التي ينتمي إليها جدري القردة). ويمكن أن تساعد هذه الاختبارات في تأكيد ما إذا كنت قد تلقيت التطعيم ضد الجدري أو جدري القردة، أو تعرضت لفيروس من مجموعة الأورثوبوكس في الماضي. ولكن لا يمكن للاختبارات تحديد ما إذا كنت قد تلقيت لقاحاً أو تعرضت لفيروس جدري القردة أو فيروس آخر من مجموعة الأورثوبوكس في الماضي. ولهذا السبب، لا تُستخدم اختبارات الأجسام المضادة في كثير من الأحيان لاختبار التعرض السابق لجدري القردة أو تشخيص حالة جديدة مشتبه فيها.
لقد أصبت بجدري القردة بالفعل. هل يمكن أن أُصاب به مرة أخرى؟
إن فهمنا للمدة التي تستمر فيها المناعة بعد الإصابة بجدري القردة محدود حالياً. وليس لدينا حتى الآن فهم واضح لما إذا كانت عدوى جدري القردة السابقة تمنحك مناعة ضد العدوى المستقبلية، وإلى متى، إذا كان الأمر كذلك. وحتى لو أُصبت بجدري القردة في الماضي، فينبغي أن تبذل كل ما في وسعك لتجنب الإصابة به مرة أخرى. وإذا أُصبت بجدري القردة في الماضي وأُصيب شخص ما في أسرتك المعيشية بهذا المرض الآن، فيمكنك حماية الآخرين من خلال تأدية دور مقدم الرعاية المعيّن، إذ إنه من المرجح أن يكون لديك بعض المناعة مقارنة بالآخرين. ومع ذلك، ينبغي لك رغم ذلك اتخاذ جميع الاحتياطات لتجنب الإصابة.