استدعت الهند ممثلاً لكندا في نيودلهي عقب تجمع حاشد للسيخ في تورونتو حضره زعماء الأحزاب الفدرالية الرئيسية الثلاثة.
وكان رئيس الحكومة الليبرالية في أوتاوا، جوستان ترودو، وزعيم حزب المحافظين الكندي الذي يشكل المعارضة الرسمية، بيار بواليافر، وزعيم الحزب الديمقراطي الجديد (يساري التوجه)، جاغميت سينغ، قد حضروا تجمّع ’’يوم الخالصة‘‘ (Khalsa Day) في تورونتو يوم الأحد.
وتشير ’’الخالصة‘‘ إلى من يعتبرون السيخية دينهم. وتضمّ كندا جالية سيخية كبيرة وفاعلة تعدّ قرابة 800 ألف نسمة، يقيم قسم كبير منهم في تورونتو، عاصمة مقاطعة أونتاريو وكبرى مدن البلاد.
ويحتفل هذا التجمع السنوي بديانة السيخ، وهتف بعض المشاركين فيه يوم الأحد لـ’’خالصتان‘‘ وحملوا لافتات مزينة بشعارات تطالب بدولة للسيخ تحمل هذا الاسم وتنفصل عن الهند.
واستدعت الهند رسمياً نائب المفوض السامي الكندي (نائب السفير الكندي) المعتمَد لديها يوم أمس، ونددت وزارة الخارجية الهندية بما اعتبرته ’’السماح بمواصلة حصول أفعال مزعجة دون رقابة في هذا الحدث‘‘.
ولم تحدد وزارة الخارجية الهندية ما الذي اعترضت عليه، لكنها أشارت إلى وجود مظاهر انفصالية خلال التجمّع المذكور في تورونتو وادّعت أنّ هذا الأمر يظهر أنّ كندا متسامحة مع ’’التطرف والعنف‘‘.
والهند وكندا على خلاف حول هذه القضية منذ عقود من الزمن، وتوترت العلاقة بشكل كبير بين الدولتيْن منذ أن اتهم ترودو في أيلول (سبتمبر) السلطات الهندية بالضلوع في جريمة اغتيال ناشط كندي من طائفة السيخ يُدعى هارديب سينغ نيجار في منطقة فانكوفر الكبرى في حزيران (يونيو) الفائت.
وتصرّ أوتاوا على أنها لن تنتهك حرية التعبير، بما في ذلك عندما يدعو أتباع ديانة السيخ في كندا إلى إقامة دولة ’’خالصتان‘‘.
لكنّ نيودلهي تقول إنّ تعليقات من هذا النوع تشكل انتهاكاً لدستورها.
كما أشارت السلطات الهندية إلى حالات قام فيها أشخاص في كندا بالإشادة بسيخيين متطرفين مرتبطين بتفجير طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الهندية في حزيران (يونيو) 1985 فوق المحيط الأطلسي قبل وصولها إلى العاصمة البريطانية لندن قادمةً من مونتريال. وقُتل في ذاك العمل الإرهابي جميع ركاب الطائرة الـ307، وكانوا في معظمهم كنديين من أصل هندي، وأفراد طاقمها الـ22.
وتقول جماعات حقوقية إنّ الحكومة القومية الهندوسية في نيودلهي تضطهد الأقليات في الهند بشكل متزايد في السنوات الأخيرة.
ولم يعلق أمس مكتب وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي على الفور على التوبيخ الدبلوماسي الهندي لممثل كندا في نيودلهي. وقالت جولي مراراً وتكراراً إنها تريد التعامل مع الخلاف الدبلوماسي مع الهند على انفراد.
نقلاً عن خبر لوكالة الصحافة الكندية