أكد أحد مؤسسي ’’أسبوع التوعية بالمسلمين‘‘ (Muslim Awareness Week) الناشط الكندي العراقي سلام الموسوي على ازدياد الوعي بالمسلمين في المجتمع الكندي، ’’ولكن ذلك لا يمنع استمرار الشعور بالقلق في نفوسنا خصوصا أنه تقع حوادث متفرقة عبر البلاد تنميها الكراهية والخوف من الإسلام.‘‘
رسميا انتهى ’’اسبوع التوعية بالمسلمين‘‘ الذي شهدته مقاطعة كيبيك وبشكل خاص مدينة مونتريال، في الحادي والثلاثين من يناير وإنما تمتد فعالياته لغاية يوم الأحد المقبل.
’’أسبوع توعية بالمسلمين وليس بالإسلام‘‘
يشدد العضو في مجلس إدارة ’’أسبوع التوعية بالمسلمين‘‘ على الطابع غير الديني لنشاطهم، يقول ’’لا نريده للتعريف بالإسلام كديانة وإنما للتعريف بالمسلمين فحسب.‘‘
يؤمن المتحدث بأن ’’لكل إنسان الحق في اعتناق أي معتقد أو ديانة، هذا أمر يخصه بينه وبين نفسه أو ربه، ما يهم هو كيف يتعامل مع الآخر. هكذا يتشكل التعايش السليم بين مختلف الفصائل والأعراق في المجتمع الكندي، وتتكون لوحة فسيفسائية غاية في الجمال.‘‘
يردف سلام الموسوي: ’’نهدف إلى توعية الكندي غير المسلم بالكندي المسلم الذين يسكن معه في الحي ذاته ويرتاد مراكز العمل ذاتها والمدارس والجامعات ذاتها[…] نحن مواطنون تشبه حالنا حال كل مواطن كندي آخر، كما لنا الهموم والطموحات والإنجازات ذاتها.‘‘
’’مجزرة مسجد كيبيك البشعة ليست الأخيرة في سلسلة الاعتداءات التي تُنميها الكراهية بحق المسلمين‘‘
يشير المتحدث إلى أهمية بناء مجتمع ’’صالح سليم معافى يحترم فيه كل شخص حرية الآخر ولا يتعرض إلى كيانه أو يمسّ كرامته.‘‘
وقد تم إطلاق أسبوع التوعية في 29 كانون الثاني/يناير 2018، بعد سنة على التمام من وقوع الهجوم المسلح على مسجد كيبيك الكبير الذي حصد أرواح ستة أشخاص.
يقول سلام الموسوي ’’إن مجزرة مسجد كيبيك البشعة لم تكن الأخيرة في حوادث القتل والعنف والعدوانية التي استهدفت المسلمين.‘‘ وذكرّ المتحدث بحادثة الدهس المتعمدة التي أودت بحياة أربعة أفراد من عائلة مسلمة في مدينة لندن في مقاطعة أونتاريو عام 2021.
هناك أيضا حوادث أخرى غير القتل تدل على أن الإسلاموفوبيا لا زالت موجودة في كندا وعلينا الاستمرار في محاربتها والتصدي لها.
محدودية إمكانيات لا طاقات
يقول سلام الموسوي ’’إن محدودية الإمكانيات جعلت فعاليات ’’أسبوع التوعية بالمسلمين‘‘ تنحصر في مونتريال، المدينة الكوسموبوليتية، بشكل خاص، ويأسف للإمكانيات المحدودة المتاحة لها.
لعل الداعم الأكبر لمنظمة ’’أسبوع التوعية بالمسلمين‘‘ المستقلة هي الحكومة الفيدرالية وتحديدا وزارة التراث،’’لولا هذه المساعدة لما كان لنا وجود‘‘، على حد تعبير سلام الموسوي.
يُضاف دعمُ بلدية مونتريال ومساهمتها في أسبوع التوعية كشريكة راعية له. وقد جرت مراسم الافتتاح في مقر البلدية في وسط مونتريال في حضور ممثلة عن عمدة المدينة فاليري بلانت. كما غردت هذه الأخيرة عشية انطلاق الفعاليات داعية أهل مونتريال إلى ’’المشاركة في هذا الأسبوع والالتزام بمدينة التضامن والسلام[…] الجالية المسلمة تشارك في حياة مونتريال وتساهم في ديناميتها. دعونا نحتفل بها!‘‘
هناك إقبال على أنشطتنا من سنة لأخرى ولكن هناك أيضا إخفاق ليس بسبب التنظيم وإنما أعتقد بسبب صعوبة اختراق بعض الأجواء، أقصد خصوصا الإعلام المتحدث بالفرنسية، هناك بعض التردد من جانبهم بتبني أفكار من هذا النوع، لا أعلم بالضبط لماذا.
نقلا عن سلام الموسوي، عضو مؤسس لـ’’أسبوع التوعية بالمسلمين‘‘
ينعي المتحدث إحجام حكومة كيبيك عن المساهمة في تمويل ’’أسبوع التوعية بالمسلمين‘‘ ويضيف قائلا: ’’لا زلنا نأمل في أن تتخذ حكومة كيبيك دورها الذي يجب أن يكون رياديا في محاربة الإسلاموفوبيا، ويبدأ ذلك باعترافها بوجود هذه الآفة.‘‘
’’زوبعة في فنجان‘‘
في سياق متصل، لا يُعير سلام الموسوي آذانا صاغية لما يُثار حاليا من جدل حول تعيين رئيس الوزراء جوستان ترودو أميرة الغوابي ممثلة خاصة لكندا لمكافحة الإسلاموفوبيا في سابقة من نوعها في البلاد. معتبرا هذا الجدل ’’زوبعة في فنجان وستنتهي.‘‘ وفي آخر التظورات كان الوزير المسؤول عن العلمانية والعلاقات الكندية في حكومة كيبيك جان فرنسوا روبيرج طالب مطلع الأسبوع باستقالة الغوابي من منصبها، على خلفية تصريحات سابقة لها اعتبرتها حكومة كيبيك أنها تحمل ’’كلاما بغيضا.‘‘
ما الذي تتوقعه حكومة كيبيك؟ أن يُعيّن في هذا المنصب شخص يتخوف من الكلام مثلا وإبداء الرأي؟ ما فائدة أن تعيّن أميرة الغوابي في هذا المنصب إذا؟
نقلا عن سلام الموسوي، عضو مؤسس لـ’’أسبوع التوعية بالمسلمين‘‘
يشير المتحدث إلى أن أميرة الغوابي أجابت على التهجم عليها بتوضيح موقفها ’’وهي أدرى بما تعنيه بكلامها.‘‘ ’’أما موقفها ضد القانون 21 حول علمانية الدولة في كيبيك، فهو يدخل في صلب مهامها في محاربة الإسلاموفوبيا. لأن باعتقادي، هذا القانون مجحف، عنصري، غير عادل ويعادي المسلمين. لست أنا فقط من يقول ذلك، إذ أقرّ قاضي في محكمة كيبيك العليا بنفسه بأن القانون يتعدى على حقوق هؤلاء المواطنين الذين تفرض عليهم حكومة كيبيك عدم ارتداء الرموز الدينية. وفي هذا تجاوز للحرية الشخصية التي تقرها شرعة الحقوق والحريات في كيبيك.‘
(في إطار فعاليات ’’أسبوع التوعية بالمسلمين‘‘، يتحدث سلام الموسوي في إحدى قاعات جامعة ماكغيل في وسط مونتريال في الذكرى السادسة على الهجوم المسلح على مسجد كيبيك الكبير التابع للمركز الثقافي الإسلامي في مدينة كيبيك).
يوضح المتحدث أنه لا يعارض علمانية الدولة وإنما يعارض ’’التعدي على الحريات الشخصية الذي يجيزه هذا القانون‘‘ الذي أقرّته الجمعية الوطنية في برلمان كيبيك عام 2019. وشدد الموسوي على أنه ’’ضد فرض أي مفهوم ديني داخل الدولة، حتى لو كان هذا المفهوم إسلاميا.‘‘