كانت الكندية السودانية داليا عبادي متواجدة في السودان مع عائلتها عندما اندلعت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
ووصلت إلى كندا يوم الأربعاء 26 أبريل/نيسان مساءً بعد عمليةّ إجلاء دامت ثلاثة أيام.
كانت السيدة عبادي تقيم في حي الرياض بالخرطوم، والذي شهد اشتباكات كثيرة بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية ، لكن ’’لحسن الحظ لم نصب بأيّ أذى‘‘، كما أوضحت في مقابلة عبر الهاتف مع راديو كندا الدولي هذه المدير للموارد البشرية في إحدى الشركات في تورنتو.
واضافت أنّ حيها يبعد دقائق قليلة عن مطار الخرطوم ومقر القوات المسلحة حيث ’’دارت غالبية الاشتباكات.‘‘
وانتظرت هي ووالداها لمدة عشرة أيام في العاصمة السودانية قبل أن يتمكّنوا من الخروج من السودان والالتحاق ببيتهم في كندا.
كنّا نتّصل يوميًّا بوزارة الشؤون العالمية، لنرى مع موظّفيها ما إذا كانوا سيقومون بإجلائنا أم لا ؟
نقلا عن داليا عبادي
تدعو وزارة الشؤون العالمية المواطنين الكنديين المتواجدين في السودان والذين يحتاجون إلى مساعدة قنصلية طارئة للاتصال بمركز مراقبة الطوارئ والاستجابة :
عبر الهاتف على الرقم : 8885-996 613 1+
عبر الرسائل النصية على الرقم : 3685-686 613 1+
عبر تطبيق الواتساب (WhatsApp) : 1 613 909-8881+
عبر تطبيق ’’تيليغرام‘‘ (Telegram) : Canada Emergency Abroad
عبر البريد الإلكتروني : sos@international.gc.ca
وفي كل مرة، ’’كان يًقال لنا نفس الشيء وهو إنه لا توجد هناك إمكانية لإجلائنا وأنهم كانوا يبحثون عن الخيارات المتاحة. أحياناً كنت أتصل بهم عدة مرات في اليوم‘‘، كما أضافت المرأة التي وُلدت في المملكة العربية السعودية لأبوين سودانيين وهاجرت معهما إلى كندا وهي في سن السابعة.
وتقول إنها شعرت بالإحباط لسماع أن دولاً أخرى كانت تقوم بإجلاء مواطنيها في ذلك الوقت.
ويوم الأحد الماضي، تلقت رسالة بريد إلكتروني من وزارة الشؤون العالمية الكندية. وكانت خدمة الانترنت مقطوعة حينها في السودان باستثناء عدد قليل من العملاء المحظوظين.
وتقول داليا عبادي : ’’لحسن الحظ، كان الإنترنت يعمل على هاتف زوج ابنة عمي. شاركني خدمته وتمكنت من رؤية رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بي على هاتفي. أخبرتنا وزارة الشؤون العالمية الكندية أنه سيكون هناك إجلاء في اليوم التالي تنظمه هولندا وأن هناك 20 مقعداً متاحاً.”
وكانت الرحلة مبرمجة من قاعدة وادي سيدنا الجوية التي تبعد بنحو 22 كيلومترا شمال الخرطوم.
وتضيف السيدة عبادي أنّ خدمة الخرائط لِغوغل’’غوغل مابز‘‘ (Google Maps) ’’ تشير إلى أن المسافة بين حيّنا والقاعدة العسكرية يمكن قطعها في غضون ساعة.‘‘
لكن بسبب نقاط تفتيش الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على الطريق، يستغرق الوصول إلى القاعدة العسكرية ساعتين ونصف الساعة على الأقل.
وتضيف داليا عبادي ’’استفسرنا مع الجيران والمعارف على طريق آمن وانطلقنا في الساعة 6:30 صباحاً إلى القاعدة العسكرية، سائلين الله أن نصل إلى هناك سالمين.‘‘
وتضيف قائلة إنّها أخفت هي وعائلتها جوازات السفر.
ووفقاً لها، فقد قامت بذلك لتجنب الأعمال الانتقامية من قبل القوات شبه العسكرية التي تضيق الخناق على أولئك الذين يحاولون الإجلاء عبر هذه القاعدة، لأن الجيش السوداني يديرها.
وعندما وصلوا إلى القاعدة العسكرية في حوالي الساعة 8:30 صباحاً، وجدوا أن هناك طائرات عسكرية من السويد وفرنسا وألمانيا، لكن لم تكن هناك أيّ طائرة هولندية.
وقد تعمّدوا الوصول مبكراً للصعود على متن الطائرة الهولندية التي كان من المفترض أنها تغادر في الساعة 11:30 وكان من المقرر أن تقلهم إلى عمان في الأردن.
وعندما سألوا أين هي الطائرة، قيل لهم إنها أقلعت في وقت سابق.
وبعد هذه الصدمة، عاد الأمل لداليا عبادي ووالديها عندما أبلغهم الألمان أنه يمكنهم نقلهم إذا لم تعد أي طائرة هولندية.
وانتظرت العائلة في الحرّ حيث بلغت الحرارة 40 درجة مئوية في ذلك اليوم في الخرطوم.
وفي حوالي الساعة 3:00 مساءً أخذهم الألمان على متن طائرة عسكرية إلى الأردن. وبعد رحلة استغرقت ثلاث ساعات ونصف الساعة وصلوا إلى قاعدة الأزرق العسكرية التي تقع على بعد حوالي 100 كيلومتر شرقي عمان.
وبعد عمليات فحص أخرى لأوراق الركاب قام بها الألمان، استقلوا طائرة عسكرية أخرى نقلتهم إلى برلين بعد رحلة استغرقت ست ساعات.
وفي برلين ، كان عليهم الاعتماد على أنفسهم سواء كان ذلك للإقامة في فندق أو للوصول إلى كندا.
وذكرت دالي عبادي أن أسعار تذاكر الطائرات كانت ’’مرتفعة للغاية لأنّ حجوزاتنا جاءت متأخّرة.‘‘
لم تكن لعائلتي مشكلة مالية. حصلنا على مساعدة من أقاربنا في كندا. ولكنّ كان هناك [سودانيون كنديون] آخرون يعانون من ضائقة مالية شديدة. ومع ذلك، كان بإمكانهم الحصول على قرض من الحكومة الكندية لتغطية مصاريفهم.
نقلا عن داليا عبادي
ونظراً لأن والديها مسنان ويعانيان من مشاكل صحية (مرض السكري وارتفاع ضغط الدم ، من بين أمور أخرى) ، فقد قرروا البقاء ليوم واحد في برلين قبل مواصلة رحلتهم إلى كندا.
ثمّ استقلّ الجميع رحلة إلى تورونتو عبر العاصمة البولندية وارسو.
وختمت داليا عبادي حديثها قائلة : ’’الحمد لله ، إذا نظرت إلى الوضع برمته ، فنحن في وضع جيد مقارنة بمن تركناهم وراءنا في السودان. أنا في المنزل مع عائلتي .‘‘