كل شيء جاهز في قصر المؤتمرات في مونتريال، كبرى مدن مقاطعة كيبيك، لانطلاق المؤتمر الخامس عشر للأطراف (COP15) الذي يهدف إلى تجديد اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي. ويقام حفل الافتتاح بعد ظهر اليوم.
وسيلقي كلٌّ من رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو ورئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو والأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كلمةً ابتداء من الساعة الثالثة من بعد الظهر بالتوقيت الشرقي لكندا والولايات المتحدة.
وتُعقد بعد ذلك مفاوضات لمدة اثني عشر يوماً لوضع أهداف جديدة من أجل حماية التنوع البيولوجي بحلول عام 2030.
لكن حتى قبل أن يُفتَتَح المؤتمر رسمياً بدأت المفاوضات لتجديد هذا الاتفاق العالمي الذي يهدف إلى الحد من اختفاء الأنواع.
’’الكفاح من أجل حماية الطبيعة لم يكن يوماً بالأهمية التي يحظى بها اليوم‘‘، ذكّر وزير البيئة والتغيرات المناخية في الحكومة الكندية، ستيفن غيلبو، صباح اليوم في مؤتمر صحفي عقده في قصر المؤتمرات في مونتريال.
تتطلب أزمة التنوع البيولوجي التي نواجهها المستوى نفسه من الجهد والعمل على الصعيد العالمي الذي تتطلبه أزمة المناخ. وليس هناك وقتٌ نضيعه!
نقلا عن ستيفن غيلبو، وزير البيئة والتغيرات المناخية في الحكومة الكندية
وذكّر غيلبو، أمام الصحفيين، بأنّ حكومة ترودو الليبرالية تعهدت بحماية 30% من الأراضي الكندية بحلول عام 2030، محدداً، بناءً على طلب من راديو كندا، بأنّ جهودها لن تتركز فقط في الشمال الكندي الواسع ذي الكثافة السكانية الضئيلة، ولكن أيضاً في الجنوب حيث تعيش الغالبية الساحقة من الكنديين. ودعا سائر الدول للقيام بالشيء نفسه.
وشارك في المؤتمر الصحفي إلى جانب الوزير غيلبو كلٌّ من المديرة العامة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن، والأمينة العامة لأمانة اتفاقية التنوع البيولوجي، إليزابيث ماروما مْرِيما، ووزير البيئة الصيني، هوانغ رونكيو.
وأعربت مْريما عن أسفها لكون المفاوضات، التي بدأت قبل ثلاثة أيام، لم تحرز سوى تقدم ضئيل جداً.
’’لا أعتقد أنّ المندوبين قد ذهبوا بعيداً بالقدر الذي كنا توقعه‘‘، قالت الأمينة العامة لأمانة اتفاقية التنوع البيولوجي.
وسيُوجِد هذا الحدث العالمي مدينةً صغيرة داخل مونتريال مع نحو 17.000 مشارك مسجَّل من 196 دولة و900 صحفي معتمد لتغطية مداولاتهم. ومن المقرَّر أن ينتهي المؤتمر يوم الاثنين الموافق فيه 19 كانون الأول (ديسمبر).
يُشار إلى أنّ كندا وافقت على استضافة مؤتمر الأطراف الخامس عشر بناءً على طلب من الأمم المتحدة. فالمؤتمر الحالي كان من المقرر أصلاً عقده في مدينة كونمينغ الصينية في عام 2020، لكن تمّ تأجيله بسبب جائحة كوفيد-19.
وفي النهاية تمّ تقسيم المؤتمر إلى جزئيْن. عُقد الجزء الأول، الذي كان معظمه عبر الإنترنت، في كونمينغ في عام 2021، ويُعقد الجزء الثاني ابتداءً من اليوم في مونتريال حيث تقع أمانة اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي. لكنّ المؤتمر بأكمله لا يزال برئاسة الصين.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)