أصدرت مؤسسة ’’فيا ريل كندا‘‘ (Via Rail Canada) للسكك الحديدية، وهي مؤسسة عامة فدرالية، اعتذاراً في أعقاب انتشار شريط فيديو يظهر فيه أحد أفراد الأمن وهو يطلب من رجل مسلم ألّا يصلّي داخل محطة القطار في العاصمة أوتاوا.
ونُشر الشريط الأسبوع الماضي على منصة التواصل الاجتماعي ’’تيك توك‘‘ ويظهر فيه رجلاً يرتدي سترة مكتوب عليها ’’الأمن‘‘ وهو يقترب من رجل جالس في قاعة انتظار الركاب.
الثواني القليلة الأولى من التسجيل غير مسموعة بشكل جيد، لكن بعد ذلك يمكن سماع حارس الأمن وهو يقول للرجل: ’’لا تصلّي هنا. لا نريدك أن تصلّي هنا. أنت تزعج عملاءنا الآخرين‘‘.
ويردّ الرجل على الحارس قائلاً: ’’ذهبتُ إلى نهاية الممر، لم يكن لدى أيّ شخص ما يقوله‘‘، فيقاطعه الحارس: ’’صلِّ في الخارج في المرة المقبلة، أفهمتَ؟‘‘.
’’في البرد؟ في الوقت الذي أنا فيه في الداخل هنا؟‘‘، يجيب الرجل، فيردّ الحارس كجدداً: ’’صلِّ في الخارج‘‘، فيردّ الرجل رافضاً: ’’لا!‘‘.
هنا يهدّد حارس الأمن الرجلَ بإبلاغ ربّ عمله بالحادثة، فيردّ الرجل بينما يبتعد الحارس عنه: ’’هيّا، افعل، أنت تنتشر بسرعة الآن (على مواقع التواصل)، لا تقلق!‘‘
بعد انتشار شريط الفيديو على شبكة الإنترنت، أصدرت ’’فيا ريل‘‘ بياناً قالت فيه إنها ’’مصدومة‘‘ وتعتذر ’’بلا تحفظ… من الجالية المسلمة برمّتها‘‘.
’’الحرية الدينية، بما في ذلك القدرة على ممارسة الشعائر الدينية، حق من حقوق الإنسان وهي مكرّسة في الشرعة الكندية للحقوق والحريات‘‘، قالت ’’فيا ريل‘‘ في بيان مكتوب.
تدين ’فيا ريل‘ بشدة أيّ شكل من أشكال السلوك التمييزي ولن تتسامح معه.
نقلا عن مقتطف من بيان مؤسسة ’’فيا ريل‘‘ للسكك الحديدية
من جهته، اتصل ’’المجلس الوطني للمسلمين الكنديين‘‘ (NCCM / CNMC)، الذي نشر شريط الفيديو على الإنترنت، بالرجل الذي يظهر في الشرط، بحسب المتحدثة باسم هذه المنظمة غير الحكومية، فاطمة عبد الله.
تقول عبد الله إنّ الحادثة هزّت المسلمين في كافة أنحاء كندا.
’’من الصعب مشاهدة (الشريط)‘‘، تضيف عبد الله، ’’التفكير في أنه، لا، لا يمكن للأفراد أن يشعروا بالأمان في ممارسة دينهم… هو أمر مزعج، ليس فقط للفرد الذي يظهر في الشريط ولكن لكل مسلم يعتقد أنه في سلام وأنّ باستطاعته الصلاة في الأماكن العامة بأمان‘‘.
وتضيف عبد الله أنّ اعتذار ’’فيا ريل‘‘ الموجَّه إلى الرجل المعني وإلى الجالية المسلمة غير كافٍ بنظر ’’المجلس الوطني للمسلمين الكنديين‘‘.
’’ما نحتاج إلى رؤيته هو التزامات بالتغيير، والتزامات بالتدريب على مكافحة الإسلاموفوبيا، والتدريب على مكافحة العنصرية، والتدريب على التنوّع، والتي يمكنها أن توفر لحراس الأمن وغيرهم في المحطات مزيداً من المعرفة حول كيفية التعامل مع الأفراد الذين يقومون بكل بساطة بمتابعة شؤونهم سلمياً والذهاب إلى زاوية لتأدية الصلاة فيها‘‘، تؤكد عبد الله.
(نقلاً عن موقعيْ ’’سي بي سي‘‘ وراديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)