’’كلّ حالة وحشية‘‘ ضدّ ’’كندي أو زائر أو دبلوماسي‘‘ هي ’’غير مقبولة على الإطلاق‘‘، قالت نائبة رئيس الحكومة الكندية كريستيا فريلاند أمس رداً على اعتقال قاسٍ لدبلوماسية سنغالية حصل في 2 آب (أغسطس) الجاري في مدينة غاتينو في مقاطعة كيبيك.
وتدخُّل جهاز شرطة بلدية غاتينو (SPVG) في ذاك اليوم تحوّل إلى حادث دبلوماسي حقيقي في الأيام اللاحقة.
وتقع غاتينو في جنوب غرب كيبيك ويفصلها نهر أوتاوا عن العاصمة الفدرالية الكندية التي تحمل اسم النهر المذكور.
وكانت دولة السنغال قد أصدرت يوم الجمعة الماضي بياناً صحفياً قالت فيه إنّ إحدى دبلوماسياتها العاملات في أوتاوا قد تعرضت للضرب في منزلها من قبل الشرطة قبل بضعة أيام. ولم يذكر البيان اسم الدبلوماسية.
وحسب وزارة الخارجية السنغالية، مارست الشرطة عنفاً جسدياً ومعنوياً مهيناً على الدبلوماسية بتقييد يديها وضربها أثناء عملية الاعتقال، لدرجة أنه توجّب إجلاؤها بواسطة سيارة إسعاف إلى المستشفى.
أيّ ’’عمل وحشي‘‘ هو ’’غير مقبول‘‘، تؤكّد فريلاند
ورداً على دعوة داكار لـ’’التنديد بقوة بهذا العمل العنصري والهمجي وإدانته بشدة‘‘، اختارت فريلاند مفرداتها بحذر عندما سألتها الصحافة عن الموضوع أمس وهي في إيتوبيكوك، إحدى ضواحي تورونتو.
أيّ حالة من الوحشية، من وحشية الشرطة تجاه أيّ شخص في بلدنا، سواءً كان كندياً أو زائراً أو دبلوماسياً، هي بالطبع غير مقبولة على الإطلاق.
نقلا عن كريستيا فريلاند، نائبة رئيس الحكومة الكندية
’’هذا أمر حكومتنا واضحة بشأنه‘‘، أضافت نائبة رئيس الحكومة الكندية واعدةً بإجراء متابعة للموضوع.
’’وأريد أن أؤكد لجميع الكنديين وجميع الدبلوماسيين المعتمَدين هنا أننا واضحون جداً، جداً، في هذا الموضع‘‘.
وكانت وزارة الشؤون العالمية في الحكومة الكندية، التي تضمّ وزارة الخارجية، قد أصدرت بياناً نهاية الأسبوع الماضي قالت فيه إنها ’’قلقة للغاية‘‘ بشأن المعاملة المزعومة التي تلقتها الدبلوماسية السنغالية من قبل الشرطة في مدينة كندية.
وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في تغريدة على موقع ’’تويتر‘‘ أمس إنها تواصلت مع نظيرتها السنغالية عيساتا تال سال، وكرّرت لها أنّ السلطات الكندية تنتظر ’’بفارغ الصبر‘‘ تحقيقاً ’’كاملاً‘‘ في الحادث الذي تعرضت له الدبلوماسية السنغالية.
الدبلوماسية السنغالية مدينة بأكثر من 45.000 دولار لمالك منزلها
ويوم السبت أُوكِل التحقيق في القضية إلى مكتب التحقيقات المستقلة (BEI) التابع لوزارة السلامة العامة في مقاطعة كيبيك.
وكان جهاز شرطة بلدية غاتينو قد نشر في اليوم السابق بياناً مفصَّلاً لشرح ملابسات الاعتقال المثير للجدل.
وجاء في البيان أنّ شرطية ’’أُصيبت في وجهها وجُرحت‘‘ أثناء عملية الاعتقال وأنّ شرطياً آخر ’’أُصيب بعضّة‘‘.
وكانت الشرطة قد وصلت إلى مكان الحادث لمساعدة مأمور قضائي. فوفقاً لأمر صادر عن المحكمة الإدارية للسكن (TAL) في كيبيك، حصل راديو كندا على نسخة منه، يتوجّب على الدبلوماسية تسديد مبلغ يفوق 45.000 دولار لمالك منزلها في غاتينو تعويضاً عن أضرار في المنزل اعتُبرت مسؤولةً عنها.
ومن جهتها قالت وزارة السلامة العامة في كيبيك إنّ مدير النيابة الجنائية والجزائية (DPCP) أسقط شكوى ضدّ الدبلوماسية السنغالية قُدِّمت للشرطة ’’بسبب الحصانة الدبلوماسية المطبّقة‘‘.