قال وزير البيئة والتغيرات المناخية الكندي ستيفن غيلبو أمس إنّ كندا لن توافق على إدراج صياغة تدعو إلى التخلص التدريجي من كافة أنواع الوقود الأحفوري في الاتفاق النهائي لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ لعام 2022، الـ’’كوب 27‘‘ (COP27)، في شرم الشيخ في مصر.
يُذكر أنّ الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه قبل سنة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ لعام 2021، الـ’’كوب 26‘‘ (COP26)، في غلاسكو في المملكة المتحدة، دعا دول العالم إلى التحرك بشكل أسرع للتخلص من محطات توليد الكهرباء التي تعمل على الفحم والتي تفتقر إلى التكنولوجيا اللازمة لالتقاط الانبعاثات.
وكانت تلك المرة الأولى التي يتضمن فيها اتفاق ’’كوب‘‘ إشارة إلى تخفيض أيّ نوع من استخدام الوقود الأحفوري.
وأمضت الهند الأسبوعين الأخيرين من مفاوضات ’’كوب 27‘‘ وهي تدفع لإضافة النفط والغاز إلى تلك الفقرة في الاتفاق النهائي للعام الحالي.
من جهته، قال الاتحاد الأوروبي إنه يؤيد الفكرة طالما أنها لا تضعف الصياغة المتعلقة بالفحم.
أمّا الولايات المتحدة فقالت إنها تدعم الفكرة طالما أنها تنطبق فقط على النفط والغاز ’’غير المعالَجيْن‘‘.
وأيّدت كندا العام الماضي الصياغة المتعلقة بالفحم، لكنّ الوزير غيلبو قال إنه غير مستعد للقبول بإضافة النفط والغاز هذه السنة.
وفي محادثة فردية أمس في مصر مع كارولين برُوييت، المسؤولة عن السياسة الوطنية في ’’شبكة العمل المناخي في كندا‘‘ (Climate Action Network Canada)، قال الوزير غيلبو إنّ كندا تركز على القواعد التنظيمية والسياسات التي تقلل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، كالقواعد الخاصة بكميات الميثان التي يحق لمنتجي النفط والغاز إطلاقها.
وأضاف غيلبو أنّ كندا تركّز أيضاً على تقليل الطلب على الوقود الأحفوري من خلال سياسات تعزز بدائل للحفاظ على الطاقة، مثل السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة والمباني الصديقة للبيئة.
وقال إنه إذا ما دعمت كندا إضافة بند التخلص التدريجي من النفط والغاز فسوف يثير ذلك رد فعل من قبل المقاطعات، بما في ذلك أمام المحاكم.
’’كل ما نقوم به يُطعَن به أمام المحاكم. تسعير الكربون طُعن به، قواعدنا التنظيمية المتعلقة بالتلوث البلاستيكي طُعن بها، تقييمنا للأثر البيئي هو قيد الطعن، وهذا إمّا من قبل المقاطعات أو من قبل الشركات، أو من كليهما. وإذا لم نكن نستند إلى أرضية قانونية صلبة جداً سنخسر أمام المحاكم وهذا لا يساعد أحداً‘‘، شرح غيلبو.
وأشار غيلبو إلى أنّ حكومته لم تواجه طعوناً بسبب خططها للتخلص التدريجي من الفحم، لكنها تواجه طعوناً في كلّ ما تفعله تقريباً في مجال النفط والغاز.
جوليا ليفين، المسؤولة عن برنامج المناخ الوطني في منظمة ’’الدفاع البيئي‘‘ (Environmental Defence) الكندية، وصفت كلام الوزير غيلبو بأنه مخيّب للآمال.
’’أود أن أقول إنه من الواضح أنّ حكومة كندا مدينة بالفضل لجماعات ضغط الوقود الأحفوري وتضع مصالح هذه الجماعات قبل المصلحة العامة‘‘، قالت ليفين.
(نقلاً عن تقرير لوكالة الصحافة الكندية منشور على موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)