أفادت مؤسّسة الإحصاء الكنديّة أنّ محاصيل الحبوب تراجعت في مقاطعات البراري (نافذة جديدة)بسبب موجة الجفاف التي اجتاحت غرب البلاد الصيف الماضي.
وتضمّ البراري ثلاث مقاطعات كنديّة هي مانيتوبا وسَسكتشوان و ألبرتا، وهي كلّها مقاطعات داخليّة غير ساحليّة.
وتراجعت المحاصيل في معظم أنحاء البلاد ،وشهدت محاصيل الكثير من الحبوب الرئيسيّة في غرب البلاد أكبر تراجع على الإطلاق حسب الوكالة.
وتراجعت محاصيل الكانولا على الصعيد الوطني بنسبة 35،4 بالمئة ومحاصيل القمح بنسبة 38،5 بالمئة.
وتراجع إنتاج فول الصويا بنسبة 1،4 بالمئة، لكنّ مانيتوبا شهدت أكبر تراجع بلغت نسبته 17،1 بالمئة، كما تراجع محصول الشوفان بصورة ملحوظة حسب بيانات وكالة الإحصاء الكنديّة.
ويقول كورتيس ماكراي، المزارع في منطقة سانت أندروز في مقاطعة مانيتوبا إنّه تمكّن من حصاد نصف كميّة الكانولا التي كان يتوقّعها هذا العام بسبب موجة الجفاف التي اجتاحت المقاطعة خلال فصل الصيف، و الحبوب أصبحت يابسة لِدرجة توقّف معها نموّها،
ابسة لِدرجة توقّف معها نموّها،
وكان يأمل أن تساعد الأمطار في إنقاذ الموسم لو لم يتحوّل المطر إلى حبّات برَد، قضت على محاصيله من فول الصويا والقمح على حدّ سواء كما قال.
موجة الجفاف هذه هي الأسوأ منذ 50 إلى 60 عاما
قال تريفور هادوِن، أخصّائيّ المناخ الزراعي لدى وزارة الزراعة والأغذية الزراعيّة الكنديّة (نافذة جديدة)، التي تقدّم النصح للمزارعين كي يتعاملوا مع عوامل الطبيعة القاسية.
ورغم أنّ ظاهرة الجفاف طبيعيّة في الغرب الكنديّ، إلّا أنّ انتشارها تسارع وارتفعت حدّتها حسب تريفور هايدِن الذي أشار إلى أنّ موجة الجفاف امتدّت الصيف الماضي من جزيرة فانكوفر إلى شمال غرب مقاطعة أونتاريو.
وكان من الممكن أن تكون المحاصيل أسوأ لولا التحسينات التي طرأت على الممارسات الزراعيّة بفضل التطوّر العلمي، و التي يمكن أن يستفيد منها المزارعون حسب قول أخصّائيّ المناخ الزراعي تريفور هاردِن.
وهناك حسب قوله المزيد من أنواع البذور المتوفّرة للمزارعين، من بينها بذور قادرة على التكيّف مع الطقس الجاف.
وفي مقاطعات البراري، ما زالت 99 بالمئة من الأراضي جافّة بشكل غير طبيعيّ
أو في حالة من الجفاف
حسب مرصد الجفاف الكنديّ.
ويؤشّر ذلك على أنّ التغيّر المناخي يترك تداعياته المباشرة على نظام الزراعة الكنديّ كما أفاد به مركز المناخ في مقاطعات البراري التابع لِجامعة وينيبيغ.
وإن كان من الصعب الربط بين التغيّر المناخيّ وحدث مناخي معيّن، إلّا أنّ العلماء حذّروا من الجفاف كما يقول إيان مورو الأستاذ المساعد في مركز المناخ في البراري التابع لِجامعة وينيبيغ.
أظهر العلم أنّه سيكون لدينا طقس أكثر حرّا و جفافاً في البراري
قال إيان مورو، وقد يكون استمرار الجفاف سنة تلو الأخرى السيناريو الأسوأ حسب قوله.
وربّما أنّ الجانب الإيجابي بالنسبة للمزارعين الذين تراجعت محاصيلهم يتمثّل في ارتفاع أسعار الكانولا، واحتمال أن يعوّضوا عن جزء من خسائرهم.