عندما يتعلق الأمر بالعيش حياة مديدة، فإن الأبحاث تشير إلى وجود عدد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على العمر الافتراضي للفرد.
ووفقا لدراسة نُشرت في مجلة Journal of the American Geriatrics Society، قد تكون صحة الفم وعدد الأسنان التي نمتلكها مؤشرا قويا على متوسط العمر المتوقع.
وسعى الباحثون لتحديد ما إذا كانت صحة الفم أفضل عند المعمرين منها في ذريتهم ومجموعة المراقبة المتطابقة.
وقام الباحثون بتجنيد 73 من المعمرين و467 من ذريتهم من نيو إنجلاند، وتمت مقارنة المعلومات المكتسبة من النسل والمعمرين بمجموعة تحكم مؤلفة من 251 شخصا ماتوا أو لم يصلوا إلى هذا العمر من نيو إنجلاند.
وأعطى الباحثون استبيان تقرير ذاتي لقياس صحة الفم لجميع المجموعات الثلاث. مع اعتبار انعدام الأسنان كمقياس النتيجة الأولية.
وجمع الباحثون معلومات عن الخصائص الاجتماعية والديموغرافية والتاريخ الطبي المتاح لجميع المشاركين.
وتمت مقارنة نتائج المعمرين مع نتائج ذريتهم. كما حلل الباحثون البيانات من نسل المعمرين ومجموعة المراقبة المتطابقة بالعمر لتحديد الاختلافات في صحة الفم والارتباطات بين تدابير صحة الفم والحالات الطبية المحددة.
ومن المثير للاهتمام، أن معدل انعدام الأسنان في المعمرين (36.5%) كان أقل من معدل مجموعة نسلهم (46%) عندما كانت تتراوح أعمارهم بين 65 و74 في الفترة من 1971 إلى 1974.
ووجد الباحثون أن المجموعة الضابطة (مجموعة المقارنة) كانت أكثر عرضة لفقدان الأسنان (جميع الأسنان أو نصفها)، وأقل احتمالا للإبلاغ عن صحة الفم الممتازة أو الجيدة جدا مقارنة بنسل المعمرين.
وهذا يشير إلى أن “المعمرين وذريتهم يتمتعون بصحة فموية أفضل من مجموعات الأتراب”.
وخلص الباحثون إلى أن: “صحة الفم قد تكون علامة مفيدة للصحة الجهازية والشيخوخة الصحية”.
وتجدر الإشارة إلى أن الدراسة لم تستكشف سبب حدوث ذلك أو ما إذا كان هناك أي ارتباط سببي.
ويبدو أن العيش لفترة طويلة والحصول على أسنان جيدة مرتبطان ارتباطا وثيقا ببعضهما البعض من نواح كثيرة. في بعض الأحيان يكون من غير الواضح ما إذا كان طول العمر ناتجا عن صحة الفم الجيدة، أو ما إذا كان هذا الشخص يتمتع بصحة جيدة حقا، وبالتالي لديه أسنان جيدة.
ولكن الحقيقة هي أنك إذا فقدت جميع أسنانك وأنت في السبعين من عمرك أو قبلها، فمن المحتمل أنك لن تصل إلى عمر المائة، على الرغم من وجود استثناءات.
ولا تعد هذه النتائج مفاجئة لأن صحة الفم السيئة ارتبطت بمجموعة من الأمراض المزمنة.
على سبيل المثال، تشير الدراسات إلى أن بكتيريا الفم والالتهاب المرتبط بشكل حاد من أمراض اللثة (التهاب دواعم السن) قد يلعبان دورا في بعض الأمراض.
ووفقا لمؤسسة “مايو كلينك”، قد تساهم صحة الفم في الإصابة بأمراض وحالات مختلفة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية.
وعلى الرغم من أن الصلة غير مفهومة تماما، تشير بعض الأبحاث إلى أن أمراض القلب والشرايين المسدودة والسكتة الدماغية قد تكون مرتبطة بالالتهابات التي يمكن أن تسببها بكتيريا الفم.
وهذا الارتباط مهم لأن أمراض القلب هي السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم.
ووفقا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، يجب عليك تنظيف أسنانك مرتين يوميا بمعجون أسنان يحتوي على الفلورايد.
ويجب أيضا أن يكون لديك نمط حياة صحي، بما في ذلك الأكل الصحي، وعدم التدخين، والحد من تناول الكحول والسكر.