في الفاتح من أبريل/نيسان 1999، أصبح نونافوت إقليماً وأعاد تصميم خريطة كندا من جديد.
بمساحة تبلغ حوالي مليوني كيلومتر مربع، أي ما يعادل خمس مساحة البلاد، يمكّن الإقليم الإنويت من التحكّم في مصيرهم.
وإقليم نونافوت ليس فقط ’’الأصغر سنا‘‘ في الفدرالية الكندية، ولكن حتى التركيبة السكانية فيه تتميّز أيضا بشبابها. فحوالي واحد من كل شخصين هو تحت سن 25 عاما، وفقا لآخر تعداد سكاني.
ويجسّد ذلك رئيس الوزراء ب. ج. أكياغوك الذي تم انتخابه عن عمر يناهز 37 عاماً في 2021، ما جعله أصغر رئيس وزراء في ذلك الوقت في كندا.
وقبل حوالي عشرين عاماً، كان بول أوكاليك، أول من تولى منصب رئيس وزراء نونافوت. وقد حطم رقماً قياسياً مماثلاً في البلاد بعمر 34 عاماً.
ويعتقد ب. ج. أكياغوك أنه لم يعد مناسباً وصف نونافوت بالإقليم الفتي.
وأضاف: ’’أعتقد أننا تجاوزنا المرحلة الأولية من النمو‘‘، مقارنًا التقدم المحرز في المنطقة بمراحل بناء بيت جليدي.
على مر السنين، قمنا ببناء الأسس، وهي خطوة تستغرق وقتا. ويجب أن يكون هذا الأساس متيناً لضمان أنه عند وصوله إلى القمة سيتحمل الضغوط المختلفة سواء كانت إيجابية أم لا.
نقلا عن ب. ج. أكياغوك، رئيس وزراء إقليم نونافوت
ويمثل اكتظاظ المساكن، الذي لا يزال يؤثر على واحد من كل اثنين من السكان الإنويت، تحدياً له تأثير مضاعف، لأنه يؤثر بشكل ملحوظ على الصحة العقلية والجسدية، كما ذكر المدافع الفيدرالي عن الإسكان في تقرير دامغ تم نشره في شهر نوفمبر/كانون الثاني الماضي.
وبتاريخ 30 سبتمبر/أيلول الماضي، كان هناك 3.305 أشخاص على قائمة انتظار الإسكان العام، وفقًا لمؤسسة الإسكان في نونافوت.
وتزيد التبعية المالية لِأوتاوا من تعقيد احتمالات التحسينات، حيث أن ما يقرب من 80٪ من إيرادات نونافوت تأتي من التحويلات الفيدرالية.
ويؤكد رئيس الوزراء ب. ج. أكياغوك أن حكومته تدرك جيداً هذه المشاكل وأنه جعلها على رأس اهتماماته. ولخص قائلاً: ’’لا تزال هناك العديد من التحديات التي يتعين التغلب عليها، لكنني ما زلت أرى الأمور بتفاؤل‘‘.
مشاريع قيد التنفيذ
ووفقا لرئيس الوزراء، فإن العديد من المبادرات الأخيرة تظهر أن نونافوت يتحرك في الاتجاه الصحيح.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022، أطلقت حكومته استراتيجية نونافوت 3000، والتي تهدف إلى بناء 3.000 وحدة سكنية جديدة في جميع أنحاء الإقليم بحلول عام 2030.
وفي إجابة عبر البريد الإلكتروني، أشارت شركة نونافوت للإسكان إلى أنه تم بناء 151 وحدة سكنية عامة في عام 2022، ثم 119 وحدة أخرى في عام 2023. وبحلول نهاية عام 2024، من المتوقع بناء 152 وحدة سكنية جديدة.
التحكّم الكامل
في يناير/كانون الثاني الماضي،تمّ التوقيع على اتفاقية نقل مسؤولية إدارة الأراضي والموارد بين نونافوت وأوتاوا لتحقيق حلم نونافوت في أن يصبح سيدا كاملا لأرضه.
سيتمّ نقل المسؤوليات المتعلقة بأراضي وموارد الإقليم رسميا خلال ثلاث سنوات، وهو تتويج لسنوات من المفاوضات بين أوتاوا والإقليم.
ويصف جيفري موريس، كبير مستشاري مكتب تفويض السلطة التابع لحكومة نونافوت، هذه الخطوة بأنها ’’خطوة كبيرة إلى الأمام في مسار نونافوت.‘‘ وهو يعتبر بشكل خاص أن فرص العمل التي ستوفرها لجيل الشباب واعدة.
سيتمتع نونافوت من الآن فصاعداً بمزيد من الاستقلالية في القرارات المتعلقة بالموارد الطبيعية.
نقلا عن جيف موريس، مستشار أول، مكتب تفويض السلطة
نقلا عن تقرير لِماتيس هارفي على موقع راديو كندا.