حتفل آلاف المسيحيين الأرثوذكس في شمال العراق باستقبال شعلة النار المقدسة التي وصلت للمرة الأولى إلى العراق عشية عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي.
وتجمع حشد كبير من سكان بلدة بعشيقة وسهل نينوى في دير “مار متى” للسريان الأرثوذكس في ساعة متأخرة من مساء السبت لاستقبال الشمعة الموضوعة داخل فانوس والآتية من القدس، والتي وصلت إلى العراق في طائرة من الأردن.
وتعالت الهتافات والتراتيل لدى دخول الشعلة التي حملها أسقف الكنيسة، فيما أنحنى مصلون ورجال دين لتقبيل الفانوس والتبرك به.
وقال راعي أبرشية دير “مار متى” وتوابعها للسريان الارثوذكس المطران طيماثوس موسى شماني: “إنها رسالة سلام ومحبة للجميع، رسالة انبعاث لهذا الوطن الجريح حتى يستعيد عافيته وأمنه وسلامه”.
وتؤمن الكنيسة الأرثوذكسية منذ القرن الرابع بأن “نورا مقدسا يفيض في سبت النور قبل عيد الفصح من قبر المسيح في كنيسة القيامة، حيث صلب المسيح ودفن وحصلت قيامته”.
وتنقل شمعة مضاءة باللهب في كل عام، بطائرة إلى اليونان والدول التي تضم سكان من الطائفة الأرثوذكسية.
ويسعى أهالي سهل نينوى الذي كان سابقا مركزا للمسيحية في المنطقة، إلى استعادة مظاهر الحياة الطبيعية منذ هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي على يد القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي في نهاية عام 2017.
وتنفذ أعمال ترميم بطيئة لكنائس وأديرة في القرى التي تعرضت لانتهاكات على يد التكفيريين ونزح منها عشرات الآلاف من المسيحيين ولم يعودوا إليها منذ اجتياح المسلحين عام 2014.